حول الإنسان المُزَوَّر؟!

إنّه ذلك الإنسان المزوّر..

إنه لا الكحول ولا الدّهون ولكنه ذلك الـ «هوَ» من يقتلُ الدّماغ الاجتماعي !!

عفواً – كيف؟!

نقول له – أنتَ كما كلٍّ منّا واحدٌ من النّاس، يقول لا أضِف إليَّ المنصب يعني أنا فلانُ منصب في النّاس !!

– قلنا له: أنت فلان من الشّعب.

قال: لا.. أضِف اليَّ ذلك المال، يعني أنا فلان المال في هذا الشَّغَب الغبي !!

– قلنا له: قد تماديت فإلى أين تسير؟

قال: لا. لا الإنسان، الشّعب، والوطن، كلهم يسيرون إليَّ وأنا هنا «طَوطَمي العاجي»..

أُشير إليهم كيف يركعون ويسجدون حتى لحاشيتي !!

– قلنا له: إنَّ من الرّسل من يقول: «أَعدى عدوّك نَفسك

فحذاري»..

قال: لا لا.. هاأنا وكُلِّي نفسٌ فكيف تكون النّفس عَدوَّةَ نفسها؟!

بل قولُهُ ذلك هو لشكلٍ مُفَرَّغٍ حتى من دولار!!؟

– قلنا له: إنَّ كل إنسان يبدأ نبتة فإلى مشروع حياة.. فهل أنت في ذلك إلاّ كأيٍّ من النّاس؟!

قال: لا لا أين كان هؤلاء الناس لما كنت.. إنني ومنذ اللحظة الأولى ولدتُ بِشارِبَين أُمْسِكُ بهما ثنائي الحياة الموجب والسالب !!

إذا أردت أن أَنْتَعِل يَحتشد حولي طوابير من أحذية ملوك الجن.

اذا أردت أن أَلبس يحتشد حولي طوابير من حلل ملوك الأنس.

إذا أردت أن أمشي افترشت أمامي أجساداً وأجساداً أمشي بها وعليها إلى حيث تتحوّل إلى سلعة !!

– قلنا إذاً هذا هو من يقولون عنه إنه إله المال أو إله المنصب..

ذلك الذي لا يظهر منه في الطّنافس إلاّ رأس أفعوان!!؟

تركناه ونحن في طريقنا إلى الفضاء إذا به قد تلوَّن شخصاً آخر فكان حوار آخر..

– قلنا له: أيها الشّيء ماذا أتى بك إلى هنا؟!

قال: أتى بي الجسد.. إنه وحده ذلك الحي الخالد الذي نعيش لأجله.

– قلنا له: كل حيٍّ إلى موت، وحتى الموت سيمضي ولن يعرف بعد صاحبه.. فكيف ستبقى؟!

قال: لا لا إلاّ أنا وأنا اليوم أقفز من صندوق المال إلى صندوق المناصب..

إنها رياضة الحياة عندي !!

قلنا له: وأي رياضةٍ هذه حيث يصير بها المجتمع إلى مَوات!؟ نحن هنا ضيوف..

قال: لا لا الأرض ضيفٌ عليَّ وكل حياة ضيف عليّ..

وأنا أنا لا غيري من يبقى !!

.. وبعد حين من العُمر رأينا مقصورةً مُفضَّضةً تَتَخلّلها بعض عروقٍ مُذَهّبة، إنّها مقصورةٌ محمولةٌ يَتَسَلَّع بها بعض الأشْباه!!

تركَ أحدهم المقصورة،

قال رفاقه لماذا؟

قالَ حَمَلْتُ على قَدْرِ أُجْرَتي.. وأنتم شَأْنكم!! وسألنا ما الأمر؟!

قالوا لقد طَقَّ قلبُ ذلك الإنسان المزوَّر وهو يفترش قاصرةً قد اشتراها من نَخّاس شبكة عالميّة !!

ورُحْنا نُمْعِنُ في الرّؤى.. فقيلَ لنا إنه اليوم الأكثر عزلةً موحشةً في العالم، فحتّى جهنّم لَفَظَتْهُ!! وقُلْنا الله الله:

وَرَدَ الجحيم فردَّهُ بَوّابُها

وأَعاذَ من إبليسِهِ إبْليسُها.

د. سحر أحمد علي الحارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى