الأسد: سنرفع شكوى للأمم المتحدة بشأن سرقة النفط السوري.. والوضع المعيشي يخضع لعوامل عدة في مقدمتها الحصار الغربي

أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة مع «قناة روسيا 24» و»وكالة روسيا سيغودنيا»، أن دمشق سترفع شكوى للأمم المتحدة بشأن مسألة سرقة الولايات المتحدة للنفط السوري.

وقال: «طبعاً هذا شيء طبيعي، ولكن أنا وأنت والكثيرون في هذا العالم يعرفون أنه لا توجد أمم متحدة، لأنه لا يوجد قانون دولي. فكل الشكاوى التي ترفع للأمم المتحدة تبقى في الأدراج، لأن هناك شبه دولة تحكمها العصابات وتنطلق من مبدأ القوة».

وأوضح: «نعيش اليوم في عالم يشبه الغابة، هو أقرب إلى العالم ما قبل الحرب العالمية الثانية وليس بعدها. لذلك سنرسل شكوى ولكنها ستبقى في الأدراج»، مشيراً إلى «أن الصراعات بين ترامب والآخرين في الولايات المتحدة هي صراعات من أجل الغنائم والمكاسب».

واعتبر الرئيس السوري، أن «سياسات الولايات المتحدة تشبه أعمال النازيين في الأراضي التي احتلوها»، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي عبارة عن «مدير تنفيذي لشركة».

وكان ترامب قد أعلن أن القوات الأميركية قامت بتأمين حقول النفط في شمال شرقي سورية، كما اقترح بأن تدير شركة «إكسون موبيل»، أو شركة نفط أميركية أخرى، حقول نفط سورية، ما أثار انتقادات من خبراء قانونيين في مجال الطاقة.

وأكد الأسد، أن الوضع المعيشي في سورية يخضع بشكل أو بآخر لعوامل خارجية عدة في مقدمتها الحصار الغربي على البلاد، الذي يؤثر على تأمين الوقود والمحروقات وبالتالي الكهرباء للبلاد.

وقال الرئيس الأسد: «الوضع المعيشي في سورية يخضع بشكل أو بآخر لعوامل خارجية عدة، في مقدمتها الحصار الغربي على سورية، الذي يرتبط بتأمين الوقود، المحروقات، وبالتالي الكهرباء، والحصار الذي يمنع الاستثمار الخارجي في سورية وغيرها من حالات الحصار».

وأشار الرئيس إلى أن الحكومة السورية تسارع في تحسين الوضع فور دخولها المناطق المحررة وتباشر فوراً بترميم المدارس والمرافق العامة، والاهتمام بالوضع المعيشي.

وأضاف الأسد: «المحوران الأساسيان اللذان يعنيان ويلامسان أي مواطن بشكل يومي، هما الوضع الاقتصادي وتأمين الحاجات الأساسية، وتأمين التعليم لأبنائه، والصحة».

وذكر الأسد، أن «الوجود العسكري الروسي في سورية هو في إطار أولاً التوازن العالمي، لأن العالم اليوم لا يخضع للمعايير القانونية وإنما لمعايير القوة.. فالقوة الروسية من الناحية العسكرية ضرورية للتوازن في العالم، هذا جانب، الجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب».

وأضاف الأسد «روسيا دولة عظمى ولديها مهام على مستوى العالم وواجبات ومسؤوليات. هذه المسؤوليات تخدم العالم وتخدم أيضاً روسيا نفسها والشعب الروسي.. روسيا ليس أمامها خيار إما أن تلعب دور دولة عظمى أو أن تنكفئ وتصبح دولة عادية جداً، وهذا غير جيد للعالم».

على صعيد آخر، أيدت بلدان ما يسمّى بالمجموعة الدولية المصغرة بشأن سورية بضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها ورفض التغييرات الديموغرافية.

وقال وزراء خارجية المجموعة المصغرة حول سورية في بيانهم عقب اجتماعهم في واشنطن: «نظل ملتزمين بالتمسك بسيادة سورية ووحدتها وسلامتها الإقليمية، ونعارض التغيير الديموغرافي القسري».

وأضاف البيان: «ندعو أيضاً إلى وضع حد فوري وحقيقي للعنف في إدلب، بما في ذلك الوقف الفوري للهجمات على المدنيين. وبالإضافة إلى ذلك، نؤكد ضرورة التصدي للتهديد الإرهابي من إدلب وشمال غرب سورية».

وتضم المجموعة المصغرة بشأن سورية الولايات المتحدة والسعودية ومصر وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والأردن.

ميدانياً، استكمل الجيش السوري أول أمس الخميس انتشاره على طول الحدود السورية التركية وصولاً إلى منطقة المالكية أقصى شمال شرق سورية، مشرفاً على حقول وآبار النفط في «رميلان» ومقترباً من معبر اليونسية «سيمالكا» مع إقليم كردستان العراق، المستخدم في دخول ومغادرة القوات الأميركية للأراضي السورية.

وأفاد مصدر في محافظة الحسكة بأن قوات الجيش السوري استكملت عمليات الانتشار على طول الحدود الشمالية لمحافظة الحسكة مع تركيا انطلاقاً من بلدة الجوادية وصولا الى منطقة عين ديوار بأقصى الشمال من محافظة الحسكة في مدينة المالكية على المثلث الحدودي السوري التركي العراقي.

وأضاف المصدر أن قوات حرس الحدود في الجيش السوري «الهجانة» تمركزت في 6 نقاط جديدة هي المريجات، البستان، سويدية غربية، شمسية، حب الهوى وعين ديوار بطول يصل قرابة 60 كم على الحدود مع تركيا.

تُضاف إلى الـ 60 كم التي انتشر فيها الجيش السوري انطلاقاً من القامشلي وصولاً إلى بلدة الجوادية ودخوله الحقل النفطي «ملاعباس» بعد غياب استمر 7 سنوات.

وتعدّ منطقة المالكية في أقصى شمال شرقي سورية من أهم المناطق النفطية في محافظة الحسكة وتحوي على عدد كبير من آبار النفط والغاز ضمن مديرية حقول النفط الحسكة حقول رميلان ومحطة توليد كهرباء السويدية ومعمل غاز السويدية.

فضلاً عن وجود معبر التونسية «سيمالكا» النهري غير الشرعي مع إقليم كردستان العراق وهو عبارة عن جسر عائم على نهر دجلة وتستخدمه القوات الأميركية والدول المتحالفة معها في العدوان على سورية، بإدخال الأسلحة والمعدات العسكرية.

كما استخدمته «الفصائل الكردية» طيلة سنوات سيطرتها على المنطقة في عمليات تجارية واقتصادية وفي تهريب النفط السوري والاتجار به.

وأشار المصدر إلى أن حقول النفط في رميلان في منطقة المالكية تقع تحت سيطرة القوات الأميركية التي تدعم تنظيم «قسد»، والتي كان يصل إنتاجها من النفط الخام إلى أكثر من 164 ألف برميل نفط خام يومياً قبل عام 2013.

وقد تعرضت أنابيب حقول النفط التي تربط محافظة الحسكة بمصفاتي النفط حمص وبانياس لعمليات تخريب أدت لوقف إمدادات النفط الى الداخل السوري وإلى سيطرة تنظيمي «داعش و»قسد» تباعاً على الثروة النفطية السورية.

وتقع مدينة المالكية في أقصى الشمال الشرقي من سورية، وتبعد مسافة 190 كم عن مدينة الحسكة، و90 كم عن القامشلي، ونحو 900 كم عن العاصمة دمشق.

وتتمتع بموقع استراتيجي هام من حيث وقوعها في المثلث الحدودي بين سورية والعراق وتركيا، وتحدها تركيا من الشمال والشرق والعراق من الجنوب والجنوب الشرقي، وتتبع لها ناحيتا الجوادية، واليعربية التي تضم البوابة الحدودية الثانية مع العراق بعد المعبر الحدودي في البوكمال في ريف دير الزور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى