الحراك متواصل والبوسطة تثير إشكالات جديدة

تواصل الحراك الشعبي في اليومين الماضيين في العاصمة والمحافظات. فقد شهد وسط العاصمة اعتصاماً ردّد خلاله المشاركون الهتافات التي يردّدونها منذ شهر، حول التغيير ومكافحة الفساد، إضافة إلى المطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة.

وفي طرابلس تواصلت التحركات الشعبية والمطلبية في ساحة عبد الحميد كرامي «النور»، التي غصّت بالمعتصمين الذين وفدوا إليها من مناطق مختلفة، للتعبير عن مواقفهم السياسية وعن أوضاعهم الإقتصادية، وللمشاركة بالفعاليات المسائية التي تقيمها الجمعيات الأهلية والمنتديات الثقافية والهيئات النقابية في الخيم المنتشرة على جوانب الساحة.

وتمحورت مطالب المشاركين وهتافاتهم حول: تأليف حكومة انتقالية تواكب مطالب التحرك الشعبي وتمنع التدهور المتفاقم على المستوى السياسي والإقتصادي».

وضاعف الجيش من إجراءاته وانتشار عناصره في محيط الساحة وعلى المسارب المؤدية إليها، للحفاظ على أمن المتظاهرين ومنع حدوث أي خلل.

وجابت مسيرة سيارة شوارع مخيم البداوي، تدعو إلى إضراب شامل اليوم في المخيم، وإغلاق مؤسسات وكالة أونروا كافة، باستثناء القسم الصحي، والمشاركة في وقفة أمام محطة سرحان، عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، احتجاجاً على تقليصات الوكالة.

كما تجمّع عدد من أبناء بلدة حاصبيا والمنطقة، عند نقطة سوق الخان لمناسبة مرور شهر على انطلاق الحراك الشعبي، تحت عنوان لا ملل لا كلل لأجل لبنان العظيم ، ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية، مطلقين أناشيد وطنية، ومندّدين بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وذلك من دون قطع الطريق.

كما نظّم حراك كفررمان، مسيرة نسائية انطلقت من خيمة الإعتصام في كفررمان تقدّمها عدد من النسوة اللواتي طالبن بضمانات اجتماعية وصحية وضمان الأمومة والطفولة والشيخوخة وحملن شعارات الثورة ووضعن العلم اللبناني على رؤوسهن كما رفعن العلم اللبناني ورددن الشعارات الوطنية.

وانطلقت المسيرة إلى تمثال العالم حسن كامل الصباح في النبطية، حيث انضمّت إلى مسيرة نسائية من حراك النبطية واكملن الطريق بإتجاه سراي النبطية ثم مصرف لبنان وكانت جولة لهن في شوارع النبطية وسط الأغاني الثورية والحماسية وبمواكبة من الجيش وقوى الأمن الداخلي.

وفي صيدا شهدت ساحة إيليا، تجمعاً لعدد كبير من المحتجين وسط الساحة، فيما أقفل الجيش طريق التقاطع من جهاته الأربعة.

وأضاء الناشطون في حراك صور في ساحة العلم الشموع مؤكدين الاستمرار في الثورة لتحقيق المطالب التي تبلورت في كلّ الساحات وعلى الصعيد الوطني، ورددوا هتافات تدعو إلى إسقاط النظام الطائفي.

وقال الدكتور ناصر فران إنّ فوز المحامي خلف بنقابة المحامين هو بداية لانتصار هذه الثورة التي خرجت من رحم الحرمان وأكد أنّ الحراك مستمر حتى تحقيق المطالب ولا سيما إسقاط النظام الطائفي وإعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.

ونفّذ اصحاب الفانات العمومية العاملة بين بيروت والبقاع، اعتصاماً أمام ساحة الجبلي عند مستديرة دورس طالبوا فيها بحماية فانات الركاب العاملة من بيروت إلى البقاع وبالعكس.

وأضاؤوا شموع في ساحة الجبلي رافعين صور السائق علي علوه الذي قضى أول من أمس في حادث سير نتيجة قطع الطرقات بعد صدمه من قبل صهريج في الفرزل ما أدى إلى مقتله وإصابة ستة جرحى حالة بعضهم خطرة.

وشهدت ساحة سوق الثلاثاء في بلدة سعدنايل في البقاع الأوسط، حفلاً وطنياً شعبياً، تحت عنوان شعب وجيش يداً واحدة ، نظمه أبناء بلدتي سعدنايل وتعلبايا، وأحياه الفنان أحمد قعبور، الذي قدم باقة من أغانية الوطنية.

واعتصم المشاركون في حراك بعلبك في ساحة الشاعر خليل مطران، وحملوا الأعلام اللبنانية ورددوا شعارات مطلبية على أصداء أغان وطنية. كما نظموا سهرة فنية في ساحة العلم مقابل قلعة بعلبك الأثرية.

وكانت حافلة كبيرة، أطلق عليها ناشطو الحراك اسم بوسطة الثورة انطلقت اول من أمس، من عكار إلى بيروت ومنها إلى الجنوب، لكنها جوبهت بمواقف رافضة لهذا الرمز الذي يذكّر ببوسطة عين الرمانة في بداية الحرب الأهلية عام 1975.

وأطلق المعترضون أوصافاً على بوسطة الثورة منها أنّها فتنة أميركية و بوسطة السفارات .

وفي هذا السياق، قال النائب جميل السيّد عبر حسابه على تويتر بوسطة الثورة! بعد السلسلة البشرية التي وصلت الشمال ببيروت بالجنوب وكانت لها رمزية وطنية جامعة، أيّ لزوم ومعنى لبوسطة تنتقل من الشمال للجنوب سوى سخافة مطلقيها؟! لماذا إخترعتم هذا الصنَم التافه وجعلتُم الناس إمّا ينقسمون حوله أو يقدّسونه؟! لو بقي حيط جماعة نفق نهر الكلب، ما مرَقِتْ .

من جهته، أكد النائب أسامة سعد، في بيان الانتماء الأصيل والثابت إلى الانتفاضة والثورة الشعبية والحوار الديمقراطي بين أطرافها ، مشدّداً في الوقت عينه على رفض التدخلات الخارجية بكلّ أشكالها ومن أي جهة أتت، وذلك من أجل نجاح الانتفاضة وتمكينها من الوصول إلى أهدافها، ومن أجل حماية لبنان واللبنانيين».

وإذ أشار إلى حصول تشويش بشأن بوسطة الثورة ، مرتبط بما قيل عن الجهة المنظمة والمموّلة، ما خلق تباينات وسط المنتفضين، وكانت هناك آراء متعددة تجاه التعامل مع البوسطة ، أكد ألاّ أحد في مدينة صيدا لديه مشكلة في دخول البوسطة، لكن الإشكال نابع من الأقاويل بشأن هذا النشاط .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى