«العمال البريطاني» يكشف عن برنامجه الانتخابي ويعرض أجندة للتغيير الشامل في بريطانيا

كشف حزب العمال البريطاني المعارض أمس، عن برنامجه للانتخابات التشريعية التي ستجري الشهر المقبل، ووعد بتغيير اجتماعي جذري يشمل تأميم قطاعات رئيسية وإجراء استفتاء ثانٍ على بريكست.

ووصف رئيس الحزب جيرمي كوربن البرنامج بأنه «الخطة الأكثر جذرية وطموحاً لتغيير بلدنا يتم طرحها منذ عقود» و»فرصة لا تتكرر للتغيير الحقيقي».

ومن بين الوعود تأمين قطاع السكك الحديدية والمياه والطاقة وخدمات الانترنت والاتصالات، إضافة إلى وضع استثمارات كبيرة في الخدمات العامة وإصلاح الشركات واقتراح اقتصار ساعات العمل الأسبوعية على 32 ساعة.

ووعد حزب العمال بـ»ثورة صناعية خضراء» لمعالجة ما وصفه كوربين بـ»حالة المناخ الطارئة» من خلال تركيز الوظائف الجديدة والصناعات على جهود معالجة الاحتباس الحراري.

إلا أن المشكلة الأكثر الحاحاً في الوقت الحالي هي بريكست، إذ من المقرّر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني، بعد أسابيع من الانتخابات العامة التي ستجري في 12 كانون الأول.

وقال حزب العمال إنه خلال ستة أشهر من توليه الحكومة، سيبرم اتفاق بريكست جديداً مع الاتحاد الأوروبي وسيجري استفتاء ثانياً على عضوية بريطانيا في الاتحاد.

وصرّح أمام عدد من نشطاء الحزب ومرشحيه والإعلام «للشعب البريطاني الكلمة الأخيرة. ستنفذ حكومتنا نتائج الاستفتاء مهما كانت».

وتظهر استطلاعات الرأي تراجع حزب العمال خلف حزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون، ويقرّ العديد من النشطاء أن غموض موقف الحزب تجاه بريكست تضرّ به.

إلا أن كوربين يأمل في اجتذاب الناخبين مثلما فعل في الانتخابات التي جرت في 2017 من خلال التركيز على معالجة انعدام المساواة بعد تسع سنوت من إجراءات التقشف في ظل حكومات المحافظين.

وقال كوربين اثناء الكشف عن برنامج الحزب في مدينة برمنغهام وسط انكلترا، إن البرنامج «مليء بالسياسات الشعبية التي أوقفتها المؤسسة السياسية لجيل كامل».

وجدّد هجماته على الأثرياء والمتنفذين والتي ميّزت حملة حزب العمال حتى الآن، وقال «حان وقت التغيير الحقيقي».

اشتمل البرنامج وعوداً كبيرة مثل زيادة الرواتب للعاملين في القطاع الخاص بنسبة خمسة بالمئة، وإلغاء الرسوم الجامعية.

وقال كوربين إن حزب العمال سيعيد «احتكارات واضحة» الى الملكية العامة بما يشمل الاستحواذ على جزء من شركة «بريتش تليكوم» العملاقة للاتصالات، وتوفير انترنت مجاني للجميع.

ويخطط الحزب لزيادة هائلة في الاقتراض لتمويل الاستثمارات والذي قدر معهد الدراسات المالية سابقاً قيمته بنحو 55 مليار جنيه استرليني 71 مليار دولار سنوياً.

كما وعد حزب العمال بزيادة الضرائب على الخمسة بالمئة الذين يحصلون على أعلى عائدات، وزيادة ضرائب الشركات، وفرض ضرائب على شركات النفط والشركات المتعددة الجنسيات.

وسارع حزب المحافظين إلى مهاجمة تلك الخطط ووصفها بأنها «موجة إنفاق طائش يمكن أن تضر بشدة بالاقتصاد البريطاني».

وصرح رئيس غرف التجارة البريطانية آدم مارشال ان الشركات سترحب بخطط تطوير البنى التحتية وكذلك بنهج اكثر انفتاحاً تجاه الهجرة.

إلا أنه قال إن «السيطرة التامة ليست هي السبيل لذلك.. فالتدخلات المفرطة في حوكمة الشركات والارتفاعات الشديدة في الضرائب تخنق الابتكار والنمو».

وأضاف كوربين أنه يتوقع عدائية من مجموعات الأعمال والمنافسين السياسيين والإعلام الذي يهيمن عليه اليمين، لأن «النظام يعمل لمصلحتهم».

وقال إن النظام «يصب في مصلحتهم، ولكنه لا يعمل في صالحكم».

ويرغب حزب العمال في وضع العمال في مجالس إدارة الشركات والاستثمار في النقل وبناء 150 الف منزل منخفض الكلفة في العام.

لم يكشف جونسون عن برنامجه الانتخابي بعد، ويتوقع أن يفعل ذلك في عطلة نهاية الأسبوع.

وقبل كشف حزب العمال عن برنامجه، اعلن جونسون عن خفض الضرائب على الرواتب ووعد ببناء مليون منزل على الأقل خلال خمس سنوات.

وبعد تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثلاث مرات، ينصب تركيز جونسون في الانتخابات على تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي في موعده المقرر في 31 كانون الثاني.

وقال كوربين إن خطته لإجراء استفتاء ثانٍ حول بريكست كان مقاربة مسؤولة، لكن جونسون قال إن إعادة تنظيم الاستفتاء لن تؤدي إلا إلى مزيد من التأخير.

وقال «فقط لأننا سننهي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وننهي حالة عدم اليقين، نستطيع أن نخفض الضرائب على دافعي الضرائب الذين يكدون في العمل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى