هذا ما قاله وليد جنبلاط لـجيفري فيلتمان.. 3

باريس نضال حمادة

لم يتفاجأ رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بكلمة صديقه المقرّب جيفري فيلتمان أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، وهو كان على علم بعدم وجود الفقرة الأهم بالنسبة له. فكلام فيلتمان كان حول مساعدة الجيش اللبناني والعمل على مساعدة لبنان دون أن يتطرق الى تدخل عسكري او دبلوماسي كبير وجدي في لبنان. وهذا ما كان سأل عنه جنبلاط لفيلتمان خلال اتصال هاتفي جرى بينهما مع بداية الحراك في الشارع اللبناني. ورغم الكلام المنمق يبقى لدى وليد جنبلاط مخزون قديم وكبير من الحذر والخوف من الجيش ولا شك في أن كلام فيلتمان عن الجيش لم يطمئنه.

تربط جنبلاط بجيفري فيلتمان علاقة صداقة قوية، منذ كان فيلتمان سفيراً لأميركا في لبنان. وفي الفترة الأخيرة شكل فيلتمان صلة الوصل الوحيدة لوليد جنبلاط بأميركا، وإن كان مستر جيف خارج الطاقم الرسمي لكن جنبلاط يعتبره صحناً لاقطاً وعمود استشعار لنيات وقرارات أميركا في لبنان والمنطقة.

في المعلومات أن جنبلاط اتصل بفيلتمان عند بداية الحراك اللبناني وقال له، لقد كنت دائماً راس الحربة في كل مشاريع أميركا في لبنان. في العام 2005 شكلت رأس الحربة في وجه الوجود السوري. وفي العام 2008 كنت أيضاً رأس الحربة في وجه حزب الله. وفي الحرب السورية كنت رأس الحربة في كل سياستكم في سورية. منذ سنوات وأنا أشكل رأس الحربة وفي كل مرة كنتم تتخلّون عني، الآن لست مستعداً أن أكون رأس حربة مرة أخرى، أخبرني يا جيف هل سوف تتدخّلون في لبنان لدعم التحركات؟

أجابه جيفري فيلتمان: لا أعرف.

جنبلاط: إذن لن تتدخّلوا..

هذا الاتصال مع جيفري فيلتمان بالتزامن مع اتصال تحذيري تلقاه جنبلاط من جهة سياسية وعسكرية وازنة في لبنان، إضافة إلى استقالة سيغال ماندلكر في أميركا أنظر مقالة أميركا للحريري يوم أمس الدافع الأساس له لعدم تقديم استقالة وزرائه من الحكومة كما طلب منه، واكتفى بالقول لسمير جعجع وللحريري أن الخطة قد فشلت، تاركاً وزراء القوات اللبنانية يستقيلون وحدهم، وانتظر استقالة الحريري متلطياً خلفها.

يبني وليد جنبلاط كل تحالفاته مع كل الأفرقاء السياسيين في لبنان على مبدأ المصلحة المتنقلة، ويكمن تحالفه الاستراتيجي الوحيد والثابت مع الرئيس نبيه بري الذي لا يتغيّر ولا يتقلب رغم تقلبات جنبلاط الموسمية والسريعة.

في لعبة امتطاء الحراك يعمل جنبلاط على تسهيل وصول ابنه الى مركز الزعامة مكانه مع منع التحركات في الشارع أن تصبح خارج السيطرة وتتحوّل الى حركة تغيير كبيرة تطال زعامات الطوائف، كما يأمل أن تكون جسر عبور لإسقاط العهد وإضعاف حزب الله دون أن يكون هو رأس الحربة في كل هذا المشهد.

في لعبة الامتطاء أيضاً يظهر جنبلاط الطرف الأكثر رعباً من خروج هذا الحراك عن السيطرة، وذلك يعود الى الفشل المستمر لتجربة تيمور السياسية وعدم أهليته لحدّ الآن للعمل السياسي، ما دفع الوالد لتعيين مدرب في الطاقة انطوني رزق ليتابع تيمور جنبلاط ويدرّبه على كيفية التعاطي مع الجمهور وعلى فن الخطابة وإتقان إشارات الحديث ويعلّمه استعمال كل طاقته في التعاطي مع المحيط وفي الكلام. وقد ظهرت بعض نتائج تدريبات انطوني رزق في إشارة الإصبع التي استخدمها تيمور جنبلاط في خطابه الأخير. في الوقت نفسه بدأت داليا جنبلاط شقيقة تيمور تحضر في كل الاجتماعات السياسية لوالدها وتستقبل معه الزوار، تحضيراً لها في حال فشل تيمور بالعمل السياسي وبدأت أوساط قصر المختارة تتحدّث عن تجربة الأميرة نظيرة جنبلاط في الحكم. فالذي يحكم هنا وفي كل حين منطق بقاء الزعامة والوراثة السياسية رغم كل الكلام والخطب عن الديمقراطية والحرية وتداول السلطة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى