بوتين والحرب المالية

أبو الحسن الجزائري – باريس

هذا التصعيد غير المسبوق وشبه المفاجئ من بوتين في وجه أميركا تخطى فيه كلّ معايير ما سبق، إلى درجة إعلان عفو كلي وشامل عمّن خرقوا القانون من مافيات وأرباب أموال روس شريطة الوقوف مالياً في صفّ بلدهم، هو إعلان مواجهة شاملة مع أميركا.

يأتي هذا بعد الاتفاق الأميركي – الروسي والذي رعته روسيا إلى آخر شوط فيه وفي أجواء لم يكن فيها ما ينذر بمثل هذا التصعيد، تلاه تنقل غير عادي لبوتين إلى تركيا اتخذ فيه قراراً غير عادي ربما كان مقدمة لما جاء في خطابه .

الفرضية: ربما كانت العناية الروسية بمجاراة وتسهيل الاتفاق أعلاه غوصاً حذقاً في العمق الأكبر لعقل أميركا، جسّت فيه نبض إرادة القدرة الأميركية أعطاها يقيناً بأنّ اميركا لم تعد بالفعل قادرة على التحكم القدرة = التحكم ولهذا ها هي روسيا تدق إسفيناً في جسم أميركا بين ضلعين: الانسحاب من أفغانستان والتفاهم مع إيران!

ما معنى لقرار عفو كهذا بعد الحديث عن عناصر القوة الروحية والدينية لروسيا، إلا أن يكون استنفاراً لكلّ مقومات الاقتدار عشية مواجهة شاملة تحدّى بها بوتين أميركا قبل أعياد الميلاد؟

منذ عام، قالت أميركا لروسيا أنا ذاهبة إلى الحرب على سورية إلا إذا… وكانت تسوية الكيماوي.

ها هي روسيا تردّ صاع الابتزاز صاعين، وتقول: أنا ذاهبة إلى المواجهة الساحة: عالم المال قدس أقداس أميركا كما هي القرم لروسيا إلا إذا… سلّمت أميركا بقدس روسيا وقبلت تسوية في أوكرانيا تحسم لها مصير القرم!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى