في جبال القلمون «النصرة» أكثر عديداً وعدة من «داعش»

نضال حمادة

لن يطول فيلم «داعش» المصطنع في جبال القلمون على ما يبدو من تطورات الوضع الميداني على الأرض وضمن النسيج الأكبر للمسلحين المنتمين إلى القصير وريفها.

اصطنع فيلم «داعش» في تلك الجبال وجرى تضخيمه في شكل مقصود ومفتعل لإدارة ملف العسكريين المخطوفين ولإثارة الغموض والتضليل حول عمليات الإعدام التي نفذت بحق ثلاثة منهم، ولإبعاد التهمة عن المسؤولين الحقيقيين عن عمليات الإعدام هذه وهم بالتحديد الملا مصطفى الحجيري أبو طاقية الذي سلم غالبيتهم لـ«النصرة» والقائد العسكري للأخيرة أبو مالك التلي الذي يحتجز العسكريين حصرياً ويفاوض عليهم تحت يافطات متعددة وعناوين متقلبة.

أتى الهجوم على موقع المسروب المشترك بين الجيش السوري وحزب الله والذي نفذته «جبهة النصرة» في هذا الوقت رسالة للجماعات المسلحة القليلة في جبال القلمون أكثر منه هجوماً عسكرياً له أهداف استراتيجية لفك الحصار عن آلاف المسلحين في جرود القلمون أو لفرض شروط. وكان واضحاً من اختيار نقطة الهجوم على نقطة المسروب الواقعة على طريق فليطة والمحاطة بمواقع حصينة للجيش السوري وحلفائه أن «النصرة» تريد أن تثبت لأتباعها أكثر من أعدائها فعاليتها في المنطقة التي تدعي مجموعات «داعش» القليلة أنها الأقوى فيها وأنها على طريق كسب البيعة لها من المجاميع المسلحة المتواجدة في جرودها.

في هذا السياق تشير المعلومات الأكيدة في البقاع الشمالي أن أبو مالك التلي شخصياً يدير ملف العسكريين المخطوفين وأن زج اسم «داعش» عملية تمويه ليس أكثر. وتشير المعلومات أيضاً إلى أن موضوع بيعة «النصرة» وأتباعها لـ«داعش» ليس مطروحاً أبداً وأن التلي رفض هذا الأمر قائلاً: نحن الأكثر والأقوى لن أفتح على نفسي باب القصف الجوي الأميركي من أجل بيعة ليس لها أي معنى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى