عين الحلوة يضيء شمعتين لفتح: رسائل دحلان إلى أبو مازن

يوسف المصري

وصلت محاولات ضبط الوضع داخل مخيم عين الحلوة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من عام 2014، إلى رام الله. فعلى خط هاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كانت غير شخصية لبنانية تحاول محادثته خلال اليوم ما قبل الأخير من نهاية العام الماضي، وذلك بهدف إبلاغه ضرورة بذل مساعيه الشخصية مع قيادة فتح في عين الحلوة من أجل إلغاء احتفالات إضاءة شمعة ولادة فتح التي تصادف كل عام في اليوم الأخير من السنة. كانت المعلومات تراكمت على مدار الأسبوع السابق وكلها تحذر من إمكانية اندلاع فتنة فلسطينية – فلسطينية داخل المخيم، تكون شرارتها حصول عمل إرهابي خلال احتفالات إضاءة شمعة ولادة فتح.

أصابع الاتهام عن مسؤولية هذا المخطط، اتجهت إلى مجموعة تكفيرية تعتزم استغلال الخلاف بين حركتي فتح – أبو مازن وفتح اللينو، اللتين اعتزمت كل واحدة منهما تنظيم احتفال خاص بها بمناسبة ولادة فتح. وكانت الخشية بحسب المعلومات تتحسب من القيام باستهداف أحد الاحتفالين بعمل إرهابي على ما ذكرته لـ«البناء» مصادر فلسطينية موثوقة. وبحسب المصادر عينها فان طرفي فتح في المخيم تلقيا تحذيرات من إمكانية حدوث استهداف أمني لاحتفالهما، ومع ذلك أصرا على عدم إلغائهما.

وأبعد من الموضوع الأمني، فإن رام الله تنظر بتوجس لمجرد أن فتح عين الحلوة أحيلت يوم انطلاقة الحركة في ظل أجواء انقسام فتحاوي. وعلى رغم أن اللينو أصرّ على عدم إدراج احتفاله في خانة أنه إعلان عن الانشقاق عن فتح المركزية أو فتح محمود عباس، بل هو نوع من التمرد على قرارات رام الله بوضعه تنظيمياً قيد التجميد، إلا أن مجرد إضاءة شمعتين لولادة فتح في مخيم عين الحلوة المتصف بأنه عاصمة الشتات الفلسطيني، أشار فعلياً إلى أن فتح تذهب لانشقاق جديد بداخلها انطلاقاً من أهم مخيمات لبنان. وتقول المعلومات المستقاة من مصادر فلسطينية في عين الحلوة لديها اتصالات دورية مع رام الله، إن عباس يتهم محمد جِبْرِيل بأنه هو الذي يغذي انشقاق اللينو، وأن المقصود من ذلك أمراً أبعد من لبنان، وتحديداً الصراع على رأس السلطة في فتح في رام الله. وكان لافتاً من وجهة نظر رام الله، أن اللينو استعرض خلال احتفاله بمناسبة انطلاقة فتح مجموعة كبيرة من العناصر المسلحة الملثمة، ما يوحي بأنها قوة من الخلايا النائمة لمصلحة دحلان داخل فتح عين الحلوة. لم يسبق بحسب مصادر رام الله أن استعرضت فتح مقاتلين ملثمين، وحصول ذلك في عين الحلوة ينطوي على رسالة إلى فتح الأم وإلى رام الله. ومطلق هذه الرسالة هو دحلان الساعي بدعم إحدى الدول العربية الخليجية للحلول مكان أبو مازن على رأس فتح وأيضاً على رأس السلطة الوطنية الفلسطينية. لدى رام الله أرقام محددة عن الأموال التي صرفها دحلان في عين الحلوة خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك بهدف إنشاء مشروع انشقاقي داخل فتح تحت اسم فتح – قوات العاصفة.

وعلى ذمة المصادر عينها فإن دحلان أبرم تحالفات مع مجموعات إسلامية متطرفة داخل المخيم قام مؤخراً بمدها بالمال، وذلك تحت عنوان مصلحي مشترك هو إضعاف فتح أبو مازن فيه.

من جهتها، الأجهزة الأمنية اللبنانية، فإن كل ما يعنيها مما يحدث هو عدم انفجار الوضع الأمني في عين الحلوة، وإبقاء الحد الأدنى الراهن من الاستقرار على حاله إذا كان لا يمكن تطويره أكثر. وتخشى الدولة اللبنانية أن يكون هناك فريق ثالث على صورة «داعش» أو «القاعدة» أو غيرهما، يتربصان بالمخيم لإيصال حالة الفوضى إليه، وذلك عبر استغلال نقطة ضعفه المستجدة والمتمثلة بالصراع بين جناحي فتح داخله.

وتقول مصادر فلسطينية: صحيح أن يوم 31 الشهر الماضي، مر من دون أن تنتهي مراسم احتفالي إضاءة شمعة ولادة فتح على حدث أمني مروع، ولكنه بلا شك ترك في أثره سؤالاً عن دور عين الحلوة في ما تسميه رام الله داخل مخطط ضرب وحدة فتح، وذلك في غمرة احتدام الصراع الديبلوماسي من أجل جني أكبر تأييد دولي لمطلب إقامة الدولة الفلسطينية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى