إذا كان الكلام من فضة فالفهم من ذهب

د. سليم حربا

بين المنخفضات الجوية المحمّلة بالأمطار والثلوج التي تحمل الخير للأرض، وبين المرتفعات الميدانية التي تحملها قواتنا المسلحة الباسلة وتنشرها خميرة في الأرض وطهارة وتطهيراً، تأتي كلمات الرئيس بشار الأسد في لقائه مع صحيفة »ليتيرارني نوفيني» التشيكية برداً وسلاماً لتضع النقاط على الحروف التائهة وتزيد النفوس المطمئنة اطمئناناً، وتضع حداً وسداً للنفوس الأمّارة بالسوء، وتؤكد أنّ الإرهاب وقتل المدنيين الأبرياء مُدان، لكن لا يجب أن يكون في فرنسا جريمة لا تغتفر، وفي سورية مسألة فيها نظر من قبل ضيقي الأفق وقصيري النظر.

وتأتي كلمات الرئيس الأسد أيضاً، تأكيداً لتحذيرات سورية من مخاطر دعم الإرهاب ومن أبجديات الحساب ومكافحة الإرهاب، سواء بمحاربة الإرهابيين الذين يقتلون أهلنا أو بمكافحة الإرهاب الشاملة في إطارها السياسي والأيدولوجي والإعلامي والاقتصادي، وهي تأتي لترسِّخ ثابتاً وقراراً وجاهياً يؤكد أنّ الشعب السوري له الكلمة الفصل في كلّ قول وفعل.

إنّ الاجتماع المزمع عقده في روسيا هو للتشاور وليس للحوار، وهو دعوة إلى مائدة زادها وشرابها وإكسير نجاحها الإيمان بالوطن وسيادته وقراره السيد المستقل ووحدة أرضه وشعبه والالتفاف حول جيشه وتقديس إرادة شعبه وتوحيد الإدارة والإرادة حول مكافحة الإرهاب، تمهيداً لإطلاق الحوار الحقيقي السوري ـــ السوري الهوى والمنى واللسان، الصادق بمحتواه والهادف بمبتغاه والبعيد عن زوّادات الوهابية والإخـونجيــة ومرابـع الصهيونيـة وأميركـا وأردوغـان.

أما مَن يرفض التشاور والحوار فقد أجابه الميدان وبطولات جيشنا السوري وأجابه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه سيكون الخاسر الأكبر، فما هو معروض الآن قد لا يكون معروضاً أبداً، ولنا في الماضي خلال أربع سنوات خلت كثير من العبر، عندما رفضوا الحوار وتوهّموا أنهم يملكون السيطرة على الميدان وأنهم يمثلون الشعب السوري الذي تبرأ منهم، وها هم الآن يخسرون الميدان العسكري والشعبي وأصبحوا بلا لون أو طعم أو وزن نوعي، بل بقيت روائح العفن الوهابي الإرهابي الأجنبي تلاحقهم. وتأتي كلمات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله خلال حديثه التلفزيوني أول من أمس، لتكشف الموازين براً وجواً وبحراً مع العدو «الإسرائيلي» وأدواته الإرهابية، باستراتيجية ما بعد الجليل لتتكامل مع ما بعد بعد حيفا، ليؤكد بالقول والوعد الصادقين أننا الآن نشهد مرحلة ما بعد «داعش» وإخوانه الذين بدأوا بالاحتضار، فيرسم المشهد البانورامي الإقليمي والدولي، ويضعه في كفة الميزان بما له وما عليه من »داعش» و«النصرة» التركيين إلى النفاق الأميركي في محاربة »داعش» إلى الثبات الاستراتيجي الذي جعل محور المقاومة أقوى وأبقى. وبمنطق الخبير في الانتصار والمنطقي في التحليل والحساب يرجِّح السيد نصرالله كفة الميدان في الميزان، ذاتياً وموضوعياً، ويضع نقطة في آخر السطر. أما من يريد الحلّ السياسي الذي بدأت مؤشراته ومبشراته، فعليه أن يتعلم ويقتدي ويهتدي إلى خريطة الطريق التي ترسمها أقدام الجيش العربي السوري التي مزقت خريطة الإرهاب والعدوان وأثبتت بالصورة والبيان والمقدمة والخاتمة والمضمون والعنوان، أنّ سورية عصية على الهزيمة وأنّ خيارها إما النصر أو النصر والعام 2015 سيكون خير شاهد في الجغرافيا والتاريخ والمكان والزمان.

إنها كلمات من فضة في موازين الذهب الوطني الصافي لمن يصغي ويفهم ويقرأ ويستقرئ ويعي ويعتبر… انتهت اللعبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى