«داعش» ينشط في تجارة الأعضاء البشرية بالتنسيق مع «إسرائيل»

لورا محمود

ربّما صارت الأخبار عن الذبح والقتل وتقطيع الجثث على أيدي العصابات الإرهابية في سورية عاديةً. وإذ أصبح «الجيش الحرّ» و«جبهة النصرة» و«داعش» ومسميات أخرى على كل لسان، فإنّ كلّ ما يرد إليك من أخبارٍ عن هذه التنظيمات، يصبّ في خانة العجب.

بعد المخدّرات والكبتاغون وسرقة النفط وبيع الآثار وتحطيم التماثيل، يتحفنا «داعش» اليوم بتجارة جديدة لتمويل «دولته الإسلامية»، وكأن الدولة المزعومة لم تكفها عشرات الدول التي تدعمها بالمال والسلاح والإرهابيين المجنّدين لخدمتها من كل حدب وصوب.

وفي الحديث عن أبواب تمويل «داعش»، قالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إن التنظيم يقوم بتجنيد أطباء أجانب لاستئصال الأعضاء الداخلية من جثث مقاتليه القتلى، ومن الرهائن الأحياء في سورية والعراق. وأشارت الصحيفة إلى أنه كُشف عن تلك الأنباء، من قبل طبيب عراقيّ مختصّ في الأنف والأذن والحنجرة، إذ قال: «استعان داعش بأطباء أجانب لإدارة شبكة واسعة للاتجار بالأعضاء البشرية في مدينة الموصل، وهذه الشبكة بدأت تجني أرباحاً طائلة من هذه التجارة، ولاحظنا في الآونة الأخيرة حركة غير عادية داخل المرافق الطبية، إذ استعان داعش بجرّاحين عرب وأجانب في الموصل، ومُنعوا من الاختلاط بالأطباء المحليين».

وذكرت الصحيفة أن التنظيم أنشأ قسماً مختصاً بتهريب الأعضاء البشرية تتمثل مسؤوليته الوحيدة ببيع القلوب والأكباد والكلى البشرية في السوق السوداء الدولية المختصّة بهذه التجارة. وأضافت الصحيفة في تقريرها أن «الجراحات تجرى داخل أحد المستشفيات الذي وقع تحت سيطرة داعش في الموصل، وتُنقل الأعضاء بسرعة من خلال شبكات متخصّصة في الاتجار بالأعضاء البشرية».

وأوضح التقرير أنّ معظم الأعضاء البشرية تُهرّب من سورية والعراق إلى عدة بلدان مجاورة من بينها تركيا.

وكشفت تقارير إعلامية صهيونية جوانب جديدة أخرى عن نشاط «داعش» في ما يتعلق بهذه التجارة التي أصبحت تشكل مورداً مالياً مهماً للتنظيم. وأفادت القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني أن «داعش» نجح في استقطاب عدد من الأطباء الأجانب بمن فيهم أطباء من «عرب إسرائيل» للإشراف على هذا النشاط الطبي الجديد، لاستئصال الأعضاء المطلوبة من الأسرى والضحايا والرهائن ومسلحي التنظيم القتلى، وتأمين ترويجها في الخارج. وكشفت أنّ أحد الأطباء «الإسرائيليين» المتعاونين مع «داعش» اختفى وغادر عمله كطبيب جرّاح في أحد المستشفيات في «جنوب إسرائيل»، إلى جانب طالب آخر انقطع عن التحصيل العلمي في سنته النهائية، بعد مغادرته الجامعة الأردنية التي كان يدرس فيها.

«إسرائيل» وزراعة الأعضاء

على مدى سنوات، ظلّ «الإسرائيليون» المحتاجون إلى أعضاء، يلجأون إلى ما يعرف بـ«سياحة زراعة الأعضاء»، أي السفر إلى البلدان الأخرى للحصول على الأعضاء الداخلية، إلّا أنّ «إسرائيل» متفردة ومتمايزة في هذه التجارة لعدة أسباب: أولاً، ينخرط «الإسرائيليون» في هذه الممارسة بمعدلات مرتفعة وفقاً لتقرير أعدّته هيئة الإذاعة البريطانية عام 2001، مفاده أنّ «الإسرائيليين» يشترون عدداً أكبر من الكلى بالنسبة إلى عدد السكان مقارنة بأيّ دولة أخرى.

ثانياً، تشهد «إسرائيل» أدنى معدل تبرّع في العالم، أي خُمس المعدل في أوروبا. ويعود جزء من السبب إلى الانطباع السائد بأن الديانة اليهودية تحرّم زراعة الأعضاء بوصفها «تدنيساً للجسد البشري».

ثالثاً، شجعت الحكومة «الإسرائيلية» هذه التجارة، فقد وفّر النظام الصحي «الإسرائيلي» دعماً مالياً لـ«الإسرائيليين» لإجراء العملية في الخارج. وأيضاً، يمكن جمع باقي التكاليف من خطط الضمان التي تقدّمها الحكومة للمواطنين، في حين تقدّر منظمة الصحة العالمية أن العرض في مجال الأعضاء القابلة للزرع لا يلبي سوى عُشر الطلب. ولأن معظم البشر يستطيعون العيش بكُلية واحدة، فإن هذا العضو يشكل الغالبية الساحقة من عمليات الزرع المعتمدة على متبرّعين أحياء، وهؤلاء يمثلون نسبة 40 في المئة من 80.000 ألف عملية زرع تجرى في العالم كل سنة.

«داعش» وتجارة الأعضاء

إنّ بيع الأطفال والنساء العراقيين والسوريين من قبل «داعش» يتم بالتنسيق مع وسطاء يرتبطون بمافيا «إسرائيلية» تشتري الأطفال الرضّع فقط، وتبيعهم لأسَر داخل «إسرائيل» لا أبناء لديها. وعمليات البيع تجري في سورية. وبعد الاتفاق، يهرّب عناصر التنظيم الأطفال من سورية إلى تركيا، حيث يتولى الوسطاء تسليمهم للمافيا «الإسرائيلية» التي تُدخلهم إلى «تل أبيب». وتدير هذه العصابة بحسب مصادر مطّلعة على الملف، محامية «إسرائيلية» تتمتع بغطاء من بعض الحاخامات.

وكشفت بعض التقارير عن سوق لتجارة البشر أقامه «داعش» في مدينة الموصل العراقية. وثمّة سوق أخرى أقيمت في مدينة الرقة السورية أيضاً، ويصل سعر الطفل الواحد إلى عشرة آلاف دولار، أما المرأة فتباع لعناصر التنظيم بأسعار زهيدة لتحفيزهم على القتال، فيما يختار «داعش» الجميلات من النساء لتزويجهن لـ«أمرائه».

وكشفت مفوضية حقوق الإنسان عن قيام عصابات «داعش» بالمتاجرة بالأعضاء البشرية، لا سيما الأعضاء المستخرجة من الأطفال، في سوقين: سورية وتركيا. وقال عضو مفوضية حقوق الانسان إنّ عصابات «داعش» الارهابية تقوم، وبالاتفاق مع بعض الأطباء من دول مختلفة، باختطاف أطفال وسرقة أعضائهم وهم أحياء، لبيعها في السوق السوداء في كل من سورية وتركيا وبعض دول أوروبا، مؤكداً توثيق هذه الجرائم بأفلام وصور واعترافات إرهابيين وذوي الأطفال المختطفين، إذ عُرضت هذه الأفلام والصور على مجلس حقوق الانسان في جنيف خلال الجلسة الاستثنائية في اليوم الأول من شهر أيلول عام 2014.

وأكد تقرير أعدّته المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أيضاً أن أكثر من 25 ألف امرأة وطفل سجنوا وانتُهكوا جنسياً، وبيعوا بوصفهم غنائم حرب سبايا لمسلّحي «داعش» الذين قالوا إن كثرة القتل في سورية أدّت إلى تراجع سعر الجثة من 20 ألف دولار إلى أقل من 10 آلاف.

والجدير ذكره، أن نحو 700 عنصر من «داعش» تلقوا العلاج في «تل أبيب»، وعُثر على أسلحة «إسرائيلية» لدى «داعش» في مدينة الأنبار العراقية وبعض المحافظات السورية، وهذا إن دلّ على شيء، إنما يدل على مقدار الدعم المقدّم لـ«الدواعش» من «إسرائيل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى