وقائع جديدة عن الإرهابي الانتحاري في جبل محسن

يوسف المصري

تكشف مزيد من الوقائع التفصيلية حول التفجيرين الإرهابيين الأخيرين في مقهى عمران في منطقة بعل محسن، وظهر أن الانتحاري الأول مارس أسلوباً عالي الاحترافية لإبعاد الشبهات منه وذلك عبر حملة تضليل قام بها قبل تنفيذ عمليته الإرهابية طاولت حتى عائلته.

وتقول معلومات محلية من منطقة المنكوبين أن الانتحاري الذي فجر نفسه داخل المقهى، أبلغ عائلته صباح اليوم نفسه الذي نفذ فيه فعلته الإجرامية أنه سيترك طرابلس، وسينزل حالاً لتسلّم عمل في بيروت. ولذلك فإنه حينما تمت مداهمة منزل أهله في منطقة المنكوبين من قبل القوى الأمنية، بعد انكشاف هوية جثته، فإن والديه أصرا على أن الانتحاري المنفذ ليس ابنهما، لأنهما متأكدان من أنه غادر صباحاً إلى بيروت للعمل.

وتقول المعلومات إن الاستتباعات الأمنية الإجرائية التي نفذتها الأجهزة الأمنية اللبنانية عقب تفجيري جبل محسن، نجحت في توقيف أشخاص خطرين ينتمون إلى الجيل الجديد من الإرهابيين بينهم شخص من آل ديب تربطه صلة قربة لصيقة بأحد رجال الدين في منطقة الشمال الذي كان ينشط في مجال قطع الطرقات تعاطفاً مع قضايا تخصّ الجماعات التكفيرية.

وتحصي مصادر متابعة لملف الوضع على جبهة الحرب الأمنية مع الإرهاب في لبنان، جملة إنجازات ومعطيات إيجابية برزت خلال الآونة الأخيرة:

أولها، يتعلق بالتوقيفات التي أنجزتها الأجهزة الأمنية والتي أظهرت أنها لا تزال تمسك بزمام المبادرة في هذه الحرب التي استعادتها منذ معركة طرابلس. ويتوقع أن يؤدي تدحرج الخطة الأمنية لتشمل بؤر توتر أخرى بعد سجن رومية إلى تعزيز هذه الإنجازات وتحصينها، خصوصاً في ظل استمرار الأجواء الإيجابية للحوار المستمر بين حزب الله وتيار المستقبل المنعكسة على واقع تخفيف الاحتقان المذهبي والسياسي.

ثانيها، يتعلق بملاحظة أن البيئات الشعبية الشمالية أظهرت مزيداً من دعمها للجيش اللبناني ووقوفها وراءه في حربه لحماية أمن البلد في وجه الإرهاب. وكان لافتاً أن تفجيري جبل محسن لم تستتبعه أية قلاقل في طرابلس، حتى أن حالة السلم المستعادة بين جبل محسن والمنكوبين، حافظت على رسوخها على رغم أن منفذي العمليتين هما من المنطقة الأخيرة الجارة للجبل. ويؤشر هذا إلى أن تماس الاشتباك بين هذه المناطق انتهى وأصبح راسخاً نتيجة وعي الناس وحكمة الجيش التي أظهرها خلال تعامله مع هذه المشكلة منذ نشوئها مع بدء الأحداث في سورية حتى الآن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى