سليمان: الأرض والشعب والقيَم المشتركة هي الثلاثية الدائمة

رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «أنّ الأرض والشعب والقيم المشتركة، هي الثلاثية الذهبية الدائمة للوطن، واللازمة لربط ماضيه بمستقبله»، لافتاً الى «أنّ الاحتفاظ بالأرض والحفاظ عليها واجب مقدس، لتأكيد الوطن الواحد والنهائي لجميع أبنائه، أرضاً وشعباً ومؤسّسات، في حدوده المنصوص عنها في الدستور، والمعترف بها دولياً، وهذا لا يتعارض مع الحق في التنقل والإقامة، لا بل يحول دون التجزئة والتقسيم والتوطين، وفق الفقرة «ط» من مقدمة الدستور».


وخلال مؤتمر بعنوان «أرضي: غد واعد» من تنظيم جامعة الروح القدس – الكسليك، وجمعية «غد واعد» للتنمية البشرية والاقتصادية والديمقراطية، بالتعاون مع المعهد الدولي في كيراسكو – كونيو- ايطاليا، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، في جامعة الروح القدس الكسليك، أشار الى «أنّ حماية الأرض من التشويه، والسطو على الأملاك العامة، والعبث بالتراث وعشوائية العمران، ومكبات النفايات وتهديد التوازن البيئي والايكولوجي، تقتضي إعلان حال طوارئ وطنية، رسمية وأهلية، وهي الأهم من أجل بقاء لبنان، أما وحدة القيم، فضمانها وحدة القانون، وعدم الاستنساب في تطبيقه، وفق الظرف والمكان، والحاجة السياسية أو الطائفية أو المناطقية، ووحدة القانون والانماء المتوازن، لا يحميها سوى المؤسسات الشرعية، التي لا شريك لها، في القرار والتنفيذ سياسياً وعسكرياً».

وفي مناسبة مناقشة البيان الوزاري، دعا الجميع الى «عدم التشبّث بمعادلات خشبية جامدة تعرقل صدور هذا البيان، أما بالنسبة الى ما حصل من تجاوز للمطلب القاضي بإدراج إعلان بعبدا صراحة في البيان نفسه والاكتفاء بذكر ضرورة تنفيذ مقرّرات هيئة الحوار الوطني التي انعقدت في القصر الجمهوري في بعبدا»، مشيراً الى «أنّ إعلان بعبدا أصبح من الثوابت، وبمرتبة الميثاق الوطني، وهو تالياً يسمو على البيانات الوزارية، التي ترتبط بالحكومات، وستظهر الأيام، أنّ الجميع مستقبلاً سيحتاجون هذا الإعلان ويطالبون بتطبيقه».

وشدّد على «أنّ هذه الاستحقاقات ليست فقط لحفظ الأمن وتسيير عجلة الدولة، بل لمواكبة العمل الدولي لمساعدتنا، وأقرب مواعيده المؤتمر الثاني، للمجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان السياسي والاقتصادي والأمني، وتزخيم الصندوق الائتماني الذي أطلقه البنك الدولي»، مشيراً الى «أنّ هذا المؤتمر سينعقد في باريس الأسبوع المقبل، بعد المؤتمر الأول الذي انعقد في نيويورك في أيلول 2013 وسيعمل أيضاً لإيجاد حلّ لعودة النازحين السوريين الى ديارهم، بعد تفاقم قضيتهم، التي أضيفت على مأساة اللاجئين الفلسطينيين، التي يتحمّل لبنان أعباءها منذ ستة وستين عاماً».

ورأى «أنّ كلّ الجهود للثبات في الأرض والتشبّث بها، وبما تحمله من تراث مادي ومعنوي، لا تكتمل إلا بإحياء الروابط بين المغتربين في بلاد الانتشار، وأرض الجدود والجذور، وذلك من خلال مبادرات حكومية ونيابية، تتناول تعجيل بت آليات استعادة الجنسية، ولا أعلم أين يدور هذا المشروع في المجلس النيابي وتسجيل المغتربين، في سبيل تشجيعهم على شراء الأراضي والبيوت في الوطن الأم، وإقامة مشاريع التوأمة بين أماكن اقامتهم وبلداتهم الاصلية».

وشدّد على «أنّ هذا الارتباط الاغترابي بالمصير الوطني، يدعمه أيضاً وجوب اشتراك المنتشرين بالعملية الانتخابية، وقد أوجد قانون الانتخاب الذي أقرّه المجلس النيابي 2009 والحكومة السابقة، للمرة الأولى، الإطار الخاص بهذه العملية»، لافتاً الى «أنّ على وزير الخارجية التحدي وأن يستطيع تسجيل عدد كبير من المغتربين، فلا يعقل أن يسجل فقط 10 آلاف لانتخاب المغتربين، نحن نتوقع 100 الف على الأقل، طالباً من الحكومة الجديدة والمجلس النيابي «المباشرة سريعاً بدرس قانون الانتخاب وإقراره لتجديد الطبقة السياسية قبل نهاية الولاية الممددة للمجلس الحالي».

كما دعا سليمان «هيئة الحوار الوطني الى معاودة جلساتها بعد نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن أرضنا التي تعتدي عليها «اسرائيل» باستمرار وتحتل أجزاء عزيزة منها، كما فعلت بالأمس، ولمجابهة الإرهاب الإجرامي وضبط السلاح المستشري في المناطق كافة»، لافتاً الى أنه قدم تصوّراً بهذا الموضوع يهدف الى حشد القدرات القومية بإمرة الدولة ومرجعيتها ويعتمد على تسليح الجيش اللبناني، وأعتز أنّ مشوار تسليحه بدأ في عملية غير مسبوقة بدأت من الهبة السعودية وستستكمل في مؤتمرات فرنسا وايطاليا ودول أخرى، ما يعطي هذا التصوّر صدقية كبرى وقابلية جدية للتنفيذ».

وكان تحدث في المؤتمر كلّ من رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، ورئيس المعهد الدولي الايطالي لتربية البزاق في كيراسكو جيوفاني أفانينيا، ورئيس جمعية «غد واعد للتنمية البشرية والاقتصادية والديمقراطية» نوفل ضو، وعميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الدكتورة لارا حنا واكيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى