بيان تيار السوريين القوميين الاجتماعيين في الأردن

أصدر تيار السوريين القوميين الاجتماعيين في الأردن بياناً بمناسبة الأول من آذار جاء فيه: «إنّ عصوراً من المِحَن والويلات والطغيان تعاقبت على أمتنا السورية، وكادت تقضي على حيويتها، حتى حسبها الطغيان قد ماتت. لكن هذه الأمة العظيمة بمواهب إنسانها وجمال بيئتها وغنى تاريخها الحضاري الطويل، تمكنت من أن تحتفظ بعوامل حيويتها واستطاعت أن تتغلب على الكثير من المِحن والغزوات».


وأضاف البيان: «لكنّ المصاعب والأخطار ما زالت تتحدّى وجودنا وحقنا وحريتنا ونهوضنا وعزّتنا وكبرياءنا من كل حدبٍ وصوب. وما زال في أرضنا احتلال صهيونيّ تؤازره قوى دولية كبرى في اغتصابه وأطماعه وجرائمه الموصوفة، وعدوانيته البربرية على مقوّمات وجودنا وحياتنا، وعلى حضارتنا وثقافتنا…

في هذا الزمن العصيب، تبقى التعاليم السورية القومية الاجتماعية، التي قرأنا بعض خطوطها العامة في خطب سعاده، هي الخطّة النظامية الشاملة المتمكنة من بناء الدولة الحديثة المتطوّرة والقوية القادرة على مواجهة الخطة الصهيونية النظامية، وتعطيلها والانتصار عليها.

إنّ حرب الإبادة المنظمّة والمبرمجة التي تشنّها علينا «إسرائيل» منذ أكثر من مئة عام، بدعم وتأييد من الدول الخارجية المتأرجحة بين غربية وعربية، والتي بدأت في فلسطين وتنقلت بين كيانات الأمة السورية، من لبنان والعراق والكويت، والأردن، وحلّت أخيراً في الشام، وما نتج عنها من تدمير ومجازر وقتل واغتيالات وتهجير وأسر ونهب لثرواتنا الطبيعية والأثرية. إنّ هذه الحرب وما رافقها من ويلات، وما سيترتّب عليها من تداعيات مأسوية، ما كانت ستحصل لو كانت الأمة السورية موحّدة قوّية، ولو كان العالم العربي موحّداً في جبهة عربية قوّية… ولكن، على أيّ حال، لم تكن هذه الحرب العدائية المريرة، نزهةً لهؤلاء الأعداء، الذين لاقوا المواجهات البطولية، التي منعتهم من تحقيق أحلامهم بالسرعة التي كانوا يتوقعون».

وختم البيان: «إننا، وفي عيد مولد باعث نهضتنا القومية، نجدّد التأكيد على أن معاهدة «وادي عربة» تشكل خطراً على مصالح شعبنا في الأردن ومصالح الأمة، لأنها تفتح الباب أمام سياسات التوطين وتساهم في إلغاء حق العودة، وتلحق أضراراً بمنظومة الدفاع الوطني في الأردن وتكشف البلاد أمام العدوانية الصهيونية.

وإننا نحيّي الموقف الشجاع الأخير لمجلس النواب الأردني بالمطالبة بطرد سفير العدو الصهيوني من عمّان، والذي عبر بشكل واضح عن إرادة شعبنا في الأردن في رفض كل أشكال العلاقات مع العدو، وندعو أعضاء مجلس النواب إلى طرح مشروع قانون على المجلس لإلغاء اتفاقية «وادي عربة»، وإلى تنسيق قوميّ يمتد من عمّان إلى بغداد إلى دمشق إلى فلسطين ولبنان، ليكون هذا التنسيق نواة حقيقية لوحدة حقيقية تعمّدت بالدم من خلال قيَم المقاومة المشتركة في مواجهة الاحتلال والعدوان والعنصرية والاستيطان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى