دريد لحّام مكرّماً في مركز معروف سعد: للتفكير بعقلانية لأننا نعيش في خطر الطائفية

أقيم احتفال تكريميّ للفنان دريد لحام في مركز معروف سعد الثقافي، لمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لاستشهاد معروف سعد، بدعوة من الهيئة النسائية الشعبية ولجنة إحياء ذكرى الشهيد، بحضور الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، رئيسة الهيئة النسائية الشعبية إيمان سعد، نقيب الفنانين اللبنانيين جان قسيس، الفنانين: أحمد الزين ومنير كسرواني، هلا بيطار لحام وفاعليات.


وألقى خليل المتبولي كلمة جاء فيها: «من منّا لا يتذكر أو يذكر «غوّار»، هذه الشخصية التي ترسخت في عقولنا وثقافتنا وأحببناها، بل كانت شخصية ساخرة ومتصرّفة أيضاً، كان ولا يزال يستعرض بحدّة الناقد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بسخرية، الواقعَ العربي بتناقضاته وظواهره ومؤسّساته عموماً. لم يكن دريد لحام مجرّد ممثل ومخرج وكاتب، بل هو رمز حقبة كاملة من تاريخ الفن السوري والعربي، ونحن بتكريمنا له اليوم، لا نكاد نفيه حقه بالعطاء الفني الذي منحنا إياه».

قسيس

ثم ألقى قسيس كلمةً جاء فيها: «أعرف يا سيدي عمق أحزانك، وأعرف دمعتك الصامتة كيف تحرق قلبك، وأعرف كيف أنّك تحار اليوم في ما تقول. عقيم فكرنا وعقيمة ملامحنا وعقيمة معتقداتنا ما دمنا لا نعرف قيمتك وقيمة المبدعين أمثالك. وعقيمة ثقافتنا وعقيم تاريخنا إن جحدنا عطاءاتك. ها أنت بيننا مكرّم، والتكريم يليق بك، وقبلة على جبينك الشامخ».

سعد

أما إيمان سعد فقالت: «في الماضي لم يكن لدينا فضائيات، ولم يكن هناك ثقافة تبادل الأعمال الفنية بين الدول العربية. العمل الوحيد الذي عرفنا من خلاله في مصر اللجهة الشامية كان مسلسل «غوار الطوشي»، ولا نزال حتى يومنا هذا نردّدها. متميز هو دريد لحام. ولعل ميزته وفرادته لا تكمنان فقط في مسيرة عطائه الفني الذي لا يتوقف ينبوعه، بل أيضاً في إبداعه كممثل ومخرج وكاتب نصّ ومثقف وفي روعة الانتماء، في روح الإنسان التي لا تغادره، وفي قلبه الطفولي».

ثم قدّمت سعد بِاسم الهيئة ولجنة تخليد ذكرى سعد درعاً تذكارية للحّام.

لحّام

إلى لحّام الذي ألقى كلمة جاء فيها: «لا أملك إلّا كلمة «شكراً» للتعبير عن شعوري بالامتنان لمنحي شرف هذه اللحظة التي سأعيشها وسأحفظها في خزان الذاكرة، وأستعيدها دائماً. إن هذا التكريم يخيفني لأنه يضعني أمام سؤال: هل سأستطيع أن أكون أهلاً له، خصوصاً أنه جاء من صيدا بوابة الجنوب الذي أصبح ترابه كحلاً للعيون بعد أن قدّسته دماء الشهداء؟».

وتابع: «أشعر الآن أن الشهداء يتحلقون في السماء حول الشهيد معروف سعد «أبو الفقراء»، يقيمون له احتفالاً لمناسبة عيد استشهاده الذي جعل من لبنان أكبر من وطن، وأقدس من جغرافيا. أسمعهم يهمسون لي بأنهم لا يريدون منّا بعد الآن أن نقف دقيقة صمت إجلالاً لأرواحهم، بل يريدون منّا دقيقة فعل».

وأعرب عن خوفه على وطنه الكبير، وقال: «وطني الكبير ليس فقط سورية، فقد رفعوا في سورية علمين، لكنني اطمأنيت على سورية اليوم بعدما سمعت نشيداً وطنياً واحداً. لست خائفاً على سورية من الأوبئة التي لها دواء يمنع حصولها، بل من الفيروسات التي تجتاحها: الطائفية والمذهبية والفئوية».

وختم: «نحن نعيش في خطر الطائفية والمذهبية، وهذا الفيروس لا دواء له إلا العقل والتفكير بعقلانية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى