ميلاد فكرٍ ونهضةٍ

أندره كرم

مئةُ آذارٍ تفتّحت فكراً وعقيدةً وشموخاً وبطولةً، وأرست قواعدَ أمةٍ ستعيش لألفِ عام…


الأول من آذار ذكرى ميلاد المعرفةِ في المشرقِ التائهِ في غياهب الذلّ والانحطاط وفي دهاليز الطائفية والعنصرية والجهل…

المعرفة قوّة ستغيّر وجه التاريخ…

سأقولها بصوتٍ يجلجلُ فوق بيروت ودمشق وبغداد والأردن وفلسطين وقبرص:

ميلادك، ميلاد الحقيقة الساطعة، أن لا كرامة من دون سورية الطبيعية كوطنٍ نهائيٍّ ولا عنفوان من دون الأمة السورية الحاضنة تاريخنا وجغرافيتنا وحضارتنا.

«لا يخشينّ أحدٌ في لبنان قولنا لتحي سورية لأن لبنان هو في ذرى سورية». هكذا تكلّم الزعيم.

قال لي أحدهم: لا يمكن لكائن حيٍّ مثل سعاده أن يعطي في عشرين سنة فحسب ما أعطاه من غزارة فكرٍ ومن قواعد اجتماعٍ وسياسية، إلا إذا كان قد تقمّص عبر العصور من فيلسوفٍ الى فيلسوف ليصل الى هذا الكمال والصفاء في الذهن والمعرفة، فقلت له: صدقت.

يا زعيمي، آمنت بك معلّماً وهادياً للأمة والناس، وقائداً لقوّات التجدد الزاحفة بالمثل العليا الى النصر، ومخطّطاً وبانياً للمجتمع الإنساني الجديد.

لقد ملكت كياني، وإنّي لشاكرٌ لك لأنك وضعت على جبيني المرفوع كلمات خمس «إن الحياة وقفة عزٍ فقط».

انا جنديٌّ من جنودك أعمل بزخم حبك وبهدي إيمانك لأجل سوريانا، مهد الحضارات والكرامات والبطولات…

مهما جرى ودها، سيرفّ لوانا وستستطع الزوبعة الحمراء فوق ربى صنين، وضفاف بردى، وسماء دجلة والفرات، وعلى ربوع فلسطين المغتصبة، وعلى ضفاف الأردن، وعلى تراب الكويت، وفي سماء الاسكندرون، اللواء السليب، وفوق قبرص أول خط دفاع عن سورية الطبيعية.

فليحي سعاده في كل لحظة وفي كلّ حين من إشراقة الشمس حتى غروبها، وليحي في ليلنا وفي أحلامنا فهو سيّد النهضة الآتية لا محالة… ولتحي قضيته العظمة إلا وهي الهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص.

ميلادك، أيها الزعيم الخالد هو ميلاد يقظة الأمة وميلاد مثلك العليا، ميلاد الحق والخير والجمال.

وبغير هذا الإيمان كيف تحي سورية؟ ويحي سعاده في هذه الأزمنة السوداء؟

شعبنا لم يلتق في وحدة العيش ولكننا سنلتقي في وحدة الحياة.

لقد تحقّقت المعجزة أن الأجيال التي لم تكن قد ولدت بعد، وأنا منها، قد اهتدت بنور كلماتك.

يا زعيمي يا قائدي يا شرايين قلبي يا قبلة نفسي، يا شرعي الأعلى، يا مقرأ كتابي، يا سمير أفكاري، يا مزيّن مكتبتي.

أنا من مياهك قطرة، فاضت بحاراً وأنهر.

أنا من ترابك ذرّة ارتقت عنفواناً واعتزازاً.

أنا من سمائك ومضة، أبرقت عزة وشموخاً.

صانع الرجال أنت في عصر قلّ فيه الرجال وكيف لا وأنت القائل:

«لسنا متنازلين عن مطلبنا السامي في الحياة حتى لو تراكمت جثثنا على الطريق سلماً للمجد».

وأخيراً، أشارك الأمينة أليسار أنطون سعاده، صرخة الأمل

لعينيك يا سورية حُماتك

لا لن تبور الحماةُ ستزرعنا

الأمهات غنىً من طفولةٍ

تصحو الينابيع كالزنبق

مواسم من قوة ورجولةٍ

غداً نلتقي غداً في حصاد البطولة

ويهتف كلٌّ مع المشرق سلامٌ على سورية

تحي سورية… ويحي سعاده

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى