نفحات آذار

رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي

النائب أسعد حردان


يبرعم آذارنا منذ أول يوم فيه، لأن فتى الربيع استبق بداية الفصل ال ذي حمل منه الاسم والرونق والعبير، ببثه نفحات النهضة، مضيفاً عليها عامل الفعل المرتبط بعزم الشباب وحكمة الشيوخ، اللذين يترجمان استشرافه عن القوة بوصفها القول الفَصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره. بذلك يتجاوز أول آذار كونه تأريخاً لميلاد شخص، لأن الشخص التحم بشعبه فكانت نهضةٌ وكانت قضية.

هكذا أضفى الزعيم الخالد أنطون سعاده على التزامه مزية الجدية، حين أقسم أمام رفقائه الأُوَل أنه لن يستعمل صلاحياته الحزبية الواسعة إلا من أجل انتصار القضية التي عنوانها نهوض الأمة وسيادتها وفلاحها في معترك الحياة، وهو المعترك الذي لا يقف فيه برأس مرتفع سوى الأعزاء والأقوياء. لذلك شكل الحزب أملاً وثاباً لشعبنا لأنه حزب الشعب الذي يعي شخصيته القومية فيصبح بالتالي أمة ناهضة، بملحمة النضال المتواصل والبناء الجاد للقدرات التي تتيح له أن يلعب دوره الفاعل ويصمد أمام التجارب الصعبة وينتصر على ثقافة التجزئة والشرذمة والتفتيت، بثقافة الوحدة التي يمارسها ويعممها على المجتمع كله باعتباره هيئة قومية واحدة.

بهذا الزاد النهضوي معرفةً وممارسة، عطاءاتٍ وتضحيات، صاغ الفكر القومي الاجتماعي المجبول بالدم والعَرَق والفداء صياغته الوحدوية، بما فيها وحدة القدرات، المستجيبة للماضي والحاضر والمستقبل، وطرح حلولاً لكل المآزق المفصلية في بلادنا لكن الأزمة تراوح مكانها لأن بعض المستفيدين من استمرارها ما زالوا يُمْعنون في إضعاف الداخل وجعله باباً مشرعاً على أخطار الخارج.

إن حزبنا، الذي يؤمن بقوة الحق وقوة الإرادة ويدرك حجم المؤامرات التي تعصف ببلادنا، قد جعل فروعه ومنابره ومنتدياته ومؤسساته مفتوحة لكل الذين قرروا أن يضعوا أكتافهم وإمكاناتهم في خدمة القضية، وتزخيم مسيرتها الكفاحية الخلاقة. وقد دعا حزبنا إلى قيام جبهة شعبية عريضة لمواجهة القتل والإقصاء والإلغاء، بعد أن ضرب الإرهابُ ساحاتِ الأمة كلها، مدركاً أن العدو «الإسرائيلي» هو المستفيد الوحيد من اضطراب دولنا وتمزّق شعبنا، لأن هذا العدو هو أمّ الإرهاب وأبوه، بالأصالة والتبنّي والرعاية والاحتضان.

وإذا كانت «البناء» صوتاً واضحاً في رفض المشروع الإرهابي التدميري العدميّ، فقد تقرر اعتباراً من اليوم انضمام الصديق الأستاذ ناصر قنديل إلى أسرة «البناء» رئيساً للتحرير، يرفدها بخبرته الإعلامية والمهنية الغنية. وما من شك في أن مسؤولية الكلمة الوطنية الحرّة تتضاعف كلما ازداد الخطر وَعَصَفَ الإرهاب وساد الإجرام. هذا هو خيار الصحافة الحرة وقدرها اللذان يتقدمان كمصلحة عليا لا تتقدم عليها مصلحة أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى