الحاجة الدولية للجيو ـ سياسية الروسية

فاديا مطر

بعد الجزم الدولي المعلن أن مصير أي صراع يجب أن يكون على المنصة السياسية الدولية ليتستر تحته المدعى العسكري والاستخباراتي للتدخل الأميركي في الصراعات في المنطقة العربية، في سياسة أميركية لم تعد كافية من أن الصراعات المتواجدة على الأرض العربية هي صناعة عسكرية مغلفة بأوراق السياسة الجيواستراتيجية على المكانة الأميركية واقتسام الكعكة مع الحلفاء، التفاهم الروسي – الأميركي الذي يعكسه لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في لقائهما الأخير في سوتشي في 18 ايار الجاري، الذي يستند على مفاهيم محددة لتسوية الأزمة السورية واليمنية، والحضور الروسي مع سائر الملفات الساخنة في المنطقة العربية، أوجد مكانة لا يمكن الإستغناء عنها دولياً، بعد الحضور العسكري الداعم للعراق في مكافحة الإرهاب وزيادة التسليح لإيران والدعم العسكري السوري وليس آخره الدعم السياسي غير المعلن لملف اليمن، والدور الروسي يعتبر دخول روسي من باب القلعة في مكافحة الإرهاب رسمياً، والعلاقات الروسية – العراقية بدأت مرحلة التصاعد، من خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى موسكو في 20 أيار الجاري في زيارة رسمية لبحث العلاقات الثنائية ودعم روسيا للعراق في مجال التسليح والمعلومات الاستخباراتية وتعزيز قدرات المؤسسة الأمنية والعسكرية، وأشار العبادي الى ان بلاده لديها الكثير من عقود التسليح مع روسيا متابعاً أن بغداد تسعى الى تعزيز العلاقات مع روسيا بكافة المجالات بما في ذلك التعاون العسكري التقني لمكافحة الارهاب بشتى الوسائل. في المقابل تعهدت روسيا «تزويد العراق كل ما يلزم للقضاء على تنظيم داعش» وافتتح الرئيس الروسي المحادثات بالإشارة إلى مستوى التقدم الذي شهدته

العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، أما العبادي فركز على ملف الإرهاب، وقال إن أمله كبير في أن تساهم محادثاته مع بوتين في تعزيز التعاون لمكافحته، سبقت الزيارة ترجيحات لاحتمال توقيع عقود عسكرية بثلاثة بلايين دولار، استبق وزير الخارجية سيرغي لافروف اللقاء في الكرملين بالتأكيد أن روسيا «ستعمل لتلبية كل طلبات العراق بأقصى قدر ممكن من أجل طرد تنظيم داعش». وأن التعاون العسكري «يتسم بطابع وثيق»، وأن روسيا «بخلاف بعض الدول» لا تطرح شروطاً إضافية لتصدير الأسلحة إلى العراق، انطلاقاً من أنه وسورية ومصر «في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب»، وأشار إلى أن الحديث ينصب بالدرجة الأولى حالياً على التقنيات العسكرية اللازمة لحرب الشوارع في ظروف مواجهة الإرهاب وبينها قاذفات مضادة للدروع يحتاجها العراق بشدة حالياً لمواجهة السيارات المفخخة ويمكن أن تزود موسكو بغداد بنحو 1000 منها قريباً، إضافة إلى التعاون الأمني على صعيد التهديدات الخارجية التي يواجهها العراق.

وفي العلاقات الإيرانية – الروسية رحبت إيران بقرار روسيا رفع الحظر عن تسليمها صواريخ مضادة للطائرات من نوع اس-300، واعتبرت انه يمكن ان يساعد على إحلال «أمن دائم» في المنطقة.

وقال وزير الدفاع الإيراني حسن دهقان إن «تطور التعاون الثنائي مع روسيا ومع الدول المجاورة في مجالات مختلفة يمكن ان يكون فعالاً جداً من أجل الاستقرار والأمن الدائم في المنطقة» في اشارة إلى «التهديدات من خارج المنطقة وازدياد النشاطات الإرهابية»، فتسليم الصواريخ لإيران رفع سقف التوتر بين روسيا و«إسرائيل» ادى الى احداث توتر في الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية اخرى ايضاً حسب ما أفاد الاعلام «الإسرائيلي» عبر ارسال ممثلين صغار إلى موسكو كرد فعل على الإجراءات والسياسات الروسية تجاه أوكرانيا وإيران، وكل ذلك أثبت فشل ضربات التحالف الدولي كما قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية، ووصفت سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الرمادي بـ الكارثة»، واعتبرت أن ذلك أثبت عدم جدوى جهود الساسة في الغرب وفشل ضربات التحالف الدولي والتدريبات العسكرية المقدمة للقوات العراقية من قبل الولايات المتحدة، كما أشار وزير الخارجية الروسي إلى انعدام مثل هذا الاساس القانوني في ما يخص الضربات التي يشنها التحالف على أراضي سورية والعراق، والى حضور روسيا في المنطقة عسكرياً وسياسياً في كل المفاصل المعلن فيها والداعمة للشرعية الدولية وحقوق الدول في مكافحة الإرهاب وتعويم مبدأ السيادة لكل دولة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى