«أدب المقاومة في مواجهة الحرب الناعمة»… مؤتمراً في «اللبنانية»

رعى رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين ممثلاً بعميدة كلّية الآداب في الجامعة الدكتورة أسماء شملي، افتتاح مؤتمر «أدب المقاومة في مواجهة الحرب الناعمة»، في قصر الاونيسكو، بحضور الدكتور مسعود جاوري زاده ممثلاً سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية غضنفر ركن آبادي، عضو الكتلة القومية الاجتماعية في المجلس النيابي النائب مروان فارس، وعدد من الشخصيات السياسية اللبنانية والفلسطينية الثقافية والأكاديمية، وناشطين في الحقل الثقافي.

نظّم المؤتمر الذي أقيم ضمن فعاليات «يوم العودة» في 15 أيار ، كل من «حملة مسيرة العودة إلى فلسطين»، جمعية «نساء من أجل القدس»، جمعية «القدس الثقافية الاجتماعية»، المنظمات الشبابية اللبنانية والملتقى الثقافي الجامعي. ويستمر حتى 21 الحالي في كلّية الآداب في الجامعة اللبنانية في البقاع.

بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء المقاومة في لبنان وفلسطين، كانت كلمة تقديم من عفاف علوية، ثم تحدّثت شملي فرأت أنّ «الأدب انكفأ في هذا الزمن، في العالم أجمع لا عندنا فقط»، مشيرةً إلى أهمية هذا المؤتمر في تشكيل الوعي الإنساني، مؤكدةً أهمية حق العودة وضرورة الوعي ومواجهة الحرب الناعمة، والتوجّه إلى مقاومة أيّ فكر مناوئ لفكر المقاومة.

أمين عام اتحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس قال في كلمته: «قد يتساءل المرء، في هذا المقام، عن مفهوم الحرب الناعمة، خصوصاً أنّ للنعومة دلالات تشير إلى ما هو لطيف وجميل وجذّاب، فهل ثمة حرب لطيفة وجميلة وجذّابة؟ حتى الأفعى، وهي ما قد يوصف بالنعومة بين الزواحف، لا تخوض حربها إلّا بأقسى عنفٍ تقدر عليه وحشيّتها ضدّ فريستها».

وأضاف: «إذا ما كانت الحرب الناعمة هي تلك المساعي التي ينهض بها الصهاينة لهدم الشخصية العربية وتشويه تراثها وتهجين لغتها والتشكيك بدياناتها وتحقير قيَمها والهزء من مصداقية مفاهيمها والتأكيد على دونيّة عيشها، فهذه حرب ليست بجديدة على الإطلاق. ونأسف لوجود مفكّرين يخونون حقيقة الفكر مع منظّرين عملاء وأدباء منافقين وزُمر من الجواسيس والمندّسين الكذبة. ومن هنا، فهي حرب مستترة مخاتلة مخادعة، ولذا فإنها، في قسوتها ووحشيّتها وإجرامها أشدّ قسوةً وأكثر ضراوة من حرب البندقية والمدفع والبارجة والصاروخ، إنّها الإجرام بعينه وإنّها الوحشية في أقبح تجليّاتها».

وختم فانوس: «إنّها حرب لا تكون مقاومتها إلّا بجيوش جرّارة، جنودها أهل الوعي الصحيح من ناس الفكر والأدب والثقافة، أسلحتها أقلام ومنشورات، وذخائر أسلحتها ندوات وأبحاث وإبداعات أدب، إنها حرب ضروس لا بدّ من خوضها».

أمّا أمين عام اتحاد الكتّاب الفلسطينيين سمير أحمد فقال في كلمته: «إنّ العدوّ المسكون بهاجس الفناء والزوال، والذي عمّقت هزيمة عام 2006 أزمته، بدّل شكل الاشتباك مع القوى المقاوِمة في لبنان وفلسطين خصوصاً، ومحور المقاومة والممانعة عموماً، وانتقل من ميدان المواجهة العسكرية المباشرة، إلى الحرب الناعمة، مستنفراً مراكز الأبحاث الأميركية والغربية، إلى جانب خلاياه النائمة المزروعة في ثنايا مجتمعاتنا من مسؤولين كبار تصل رُتب بعضهم إلى ملوك وأمراء ووزراء ومشايخ ورؤساء، إلى قادة أحزاب وجمعيات ومسؤولين سياسيين وكتّاب وصحافيين ورجال إعلام، إضافةً إلى وُعّاظ السلاطين الذين ينخرون مجتمعاتنا بفتاوى تجيز السِّلم مع العدوّ الصهيوني حيناً، وتشرعن التطبيع معه حيناً آخر، وتحضّ على الاقتتال والحرب الأهلية أحياناً أخرى. فالعدوّ يحاول عبر حربه الناعمة، الوصول إلى الأهداف التي عجز عن تحقيقها بالعدوان العسكريّ المباشر».

وأضاف: «يعرّف الكاتب الأميركي جوزف ناي الحرب الناعمة بأنها القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً من الإرغام، في حين يشير الباحث الاستراتيجي الأميركي جون كولينز إلى أنّ الحرب الناعمة عبارة عن استخدام الإعلام والتخطيط للتأثير على ثقافة العدوّ وفكره، بما يخدم حماية الأمن القومي الأميركي وتحقيق أهدافه وكسر إرادة العدوّ».

وختم: «هذه الحرب الناعمة، أشدّ فتكاً وخطراً من مفاعيل الحرب العسكرية، التي تواجه فيها قوى المقاومة عدوّاً محدّداً، وقوّة نارية بقوّة نارية، وهي عامل توحيد، خصوصاً أثناء المواجهات، في حين أنّ أدوات الحرب الناعمة تبدأ بمراكز الأبحاث والدراسات التي تُسخّر لها مليارات الدولارات، وتُحشد لها أكبر الكفاءات العلمية والفكرية وتمرّ بوسائل الإعلام والاتصال».

وألقى رئيس الجمعية اللبنانية لدعم مقاطعة «إسرائيل» الدكتور عبد الملك سكرية كلمة الجهات التي نظّمت المؤتمر، فأشار إلى مقاومة الشعب الجزائري محاولات الاستعمار الفرنسي، ومثله الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل التأكيد على حقه بهويّته وأرضه منذ الاحتلال الصهيوني، لافتاً إلى ما حصل في لبنان أيضاً، مؤكّداً أهمية المقاطعة ومواجهة أتباع الحرب الناعمة قبل أسيادهم.

وحيّا سكرية حملة «بي بي إس» الأجنبية التي تقاطع العدو الصهيوني، وكلّ مبدع وناشط ومقاوم في مواجهة أدوات الحرب الناعمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى