بوتين يعلن تزويد القوات النووية الروسية بـ40 صاروخاً قادراً على اختراق المنظومات الدفاعية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في افتتاح منتدى «الجيش-2015» أن القوات النووية الروسية ستحصل هذا العام على صواريخ قادرة على اختراق أي منظومة دفاع، وقال: «في هذا العام ستحصل قواتنا النووية على أكثر من 40 صاروخاً بالستياً جديداً عابراً للقارات، ستكون قادرة على اختراق أي منظومات دفاعية حديثة».

وأكد الرئيس الروسي وجود طلب مستقر على الأسلحة الروسية في السوق العالمية، وأن الطلبيات الدفاعية لدى روسيا مقررة لسنوات عديدة مقبلة، مضيفاً أن حصة النماذج الحديثة من الأسلحة يجب أن تبلغ في القوات المسلحة الروسية 70 في المئة بحلول عام 2020، و100 في المئة في ما يتعلق ببعض أنواع السلاح.

وذكر بوتين أن هناك استعدادات جارية لاختبار رادار جديد مخصص للسيطرة على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، وقال: «خلال الأشهر المقبلة سيجرى الاختبار الحكومي لمنظومة رادار جديد كاشفة لما وراء الأُفق».

وأضاف أنه من المخطط الشروع في إنشاء منظومة مماثلة على الاتجاه الاستراتيجي الشرقي قبل نهاية العام الحالي. وأعاد إلى الأذهان أنه تم تدشين محطة الرادار الحديثة في أرمافير جنوب روسيا في نيسان الماضي.

كما اعتبر الرئيس أن نماذج الروبوتات القتالية ومنظومات الإدارة المعروضة خلال المنتدى ستلعب دوراً حاسماً في تحديد مظهر جيش الحاضر والمستقبل في روسيا، منوهاً إلى أن الهدف الرئيسي يكمن في تزويد القوات بأسلحة حديثة وواعدة. وأكد أن السلطات تولي وستواصل إيلاء اهتمام خاص بتطبيق برنامجها الطموح لإعادة تسليح الجيش ولتحديث قطاع الإنتاج الدفاعي في روسيا.

وشدد بوتين على ضرورة بقاء قطاع الصناعات العسكرية قاطرة للاقتصاد الروسي، تساهم في تطوير التكنولوجيات ذات الاستخدام المزدوج والتكنولوجيات المستخدمة في القطاع المدني.

وفي سياق متصل، قال أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي على هامش معرض «الجيش-2015»: «سنرد بالصورة المناسبة، وقبل كل شيء سنراقب الإجراءات التي سيجرى اتخاذها من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو وسنرد عليها نظراً للمخاطر التي ستظهر بسبب تلك الإجراءات وستهدد الأمن القومي لروسيا».

التصريحات الروسية جاءت بعد تصريحات منسوبة إلى وزيرة القوات الجوية الأميركية ديبورا لي جيمس حول دراسة «البنتاغون» لإمكان نشر المقاتلات الأميركية الأكثر حداثة في أوروبا الشرقية، تأتي بعد سلسلة من التسريبات الصحافية والتصريحات المعادية لروسيا والتي نوهت باحتمال نشر صواريخ مجنحة ومخازن أسلحة أميركية ثقيلة في أوروبا الشرقية ودول البلطيق وحتى إعادة الأسلحة النووية الأميركية إلى أراضي بريطانيا.

واعتبر المسؤول العسكري الروسي أن دول «الناتو» تحاول عبر هذه الخطط والتصريحات، جر روسيا إلى سباق تسلح جديد، وأردف قائلاً: «أظن أنه يجب النظر إلى هذا التصريح مرتبطاً مع التصريحات الأخرى من هذا القبيل والتي تصدر بكثرة في الآونة الأخيرة. يتكون انطباع أن شركاءنا من دول الناتو يدفعوننا نحو سباق التسلح».

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية بأن واشنطن قد ترسل مقاتلات «F-22 Raptor» إلى أوروبا في إطار زيادة قواتها في القارة على خلفية توتر العلاقات مع روسيا.

ونقلت الصحيفة عن الوزيرة لي جيمس قولها إن خطوات روسيا تعتبر أكبر خطر، داعية حلفاء واشنطن في الناتو إلى زيادة نفقاتها الدفاعية، وأعربت عن قلقها من نية بعض الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا، تخفيض نفقاتها العسكرية.

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» فإن وزارة الدفاع الأميركية تدرس إمكان نشر أسلحة ثقيلة في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا من أجل تأمين سراياها المنتشرة في دول البلطيق والتي يبلغ عددها الإجمالي 150 شخصاً، وكذلك تركيز آلياتها القتالية بالقرب من الحدود الروسية في قواعد عسكرية في بولندا ورومانيا وبلغاريا وهنغاريا.

وفي السياق، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن الجنرال يوري ياكوبوف منسق مديرية المفتشين العامين لدى وزارة الدفاع الروسية قوله: «إذا ظهرت الأسلحة الأميركية الثقيلة، بما في ذلك دبابات ومنظومات مدفعية ومعدات قتالية أخرى، في دول أوروبا الشرقية والبلطيق، فذلك سيكون الخطوة الأكثر عدوانية من قبل البنتاغون والناتو منذ انتهاء الحرب الباردة في القرن الماضي».

وأردف ياكوبوف قائلاً: «وفي هذه الحال، لن يبقى أمام روسيا خيار آخر سوى تعزيز قواتها ووسائلها العسكرية على الاتجاه الغربي الاستراتيجي»، مرجحاً أن تكون الخطوة الروسية الأولى في هذا الاتجاه مرتبطة بتعزيز القوات المنتشرة في الشريط الحدودي غرب البلاد، بما في ذلك التشكيلات الجديدة في صفوف قوات الدبابات والمدفعية وسلاح الجو.

واعتبر أن روسيا ستعمل أيضاً على تسريع وتائر تسليح لواء الصواريخ المرابط في مقاطعة كالينينغرد المطلة على بحر البلطيق بمنظومات صواريخ «اسكندر» الحديثة.

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الليتواني يوزاس أولياكاس أن بلاده تقوم بتحديث الجيش وتسعى إلى مزيد من مشاركة قوات حلف الناتو في ضمان أمن ليتوانيا.

وقال أولياكاس في حديث لوكالة أنباء البلطيق إن «رد الناتو وليتوانيا على الأزمة الأوكرانية يتمثل في تعزيز حماية أراضيها وليس العكس نحن لا نهدد أحداً ونحن لا ننوي مهاجمة أحد».

وأضاف: «روسيا تحاول إخفاء خطواتها لأنها حتى الآن لم تنشر أسلحة. لكن هناك تدريبات أجريت وصواريخ «إسكندر» نشرت في مقاطعة كالينينغراد غرب روسيا . إنهم يخلطون بين السبب والنتيجة».

وعلى حد قوله، فإن ليتوانيا لم تتخذ إجراءات جوابية حتى بعد قيام روسيا بحشد قواتها وأسلحتها في مقاطعة كالينينغراد لأن فيلنوس تثق بوجود «إرادة طيبة».

وأكد الوزير الليتواني: «عندما رأينا أن هذه الخطوات تتكثف أكثر فأكثر وتجري تدريبات يتسع نطاقها وتصبح تحليقات مقاتلات وطائرات قاذفة أكثر عدوانية، علينا أن نقوم بخطوات للدفاع عن مواطنينا وقيمنا ودولتنا».

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن ظهور معلومات عن خطط «الناتو» الجديدة في شرق أوروبا تدل على سعي الولايات المتحدة وحلفائها إلى دفن البند الرئيسي لـ«وثيقة روسيا – الناتو الأساسية» من عام 1997، والتي تعهد حلف شمال الأطلسي بموجبها بعدم نشر قوات قتالية كبيرة في أراضي دول شرق أوروبا على أساس دائم.

وبخصوص حجج أصحاب الخطط المذكورة المتمثلة بضرورة «طمأنة الحلفاء الأوروبيين في وجه التهديد الروسي، فقالت الوزارة: «إن واشنطن والعواصم الأوروبية تعرف جيداً أن التهديد الروسي مجرد أكذوبة يجرى استغلالها دعائياً للتغطية على مسؤولية الولايات المتحدة عن الانقلاب على الدستور في أوكرانيا وعلى تصرفات هؤلاء في كييف غير المستعدين لوقف الاقتتال في منطقة دونباس».

وذكر البيان أن الولايات المتحدة تؤجج النزعات المعادية لروسيا لدى حلفائها الأوروبيين لاستغلال الوضع المعقد الراهن لتوسيع وجودها العسكري وبالتالي نفوذها في أوروبا.

وتابعت الخارجية الروسية قائلة إن كل ذلك يزيد من «خطر انعزال الاستراتيجية العسكرية الأميركية في الجانب الشرقي من الناتو عن واقع شرق أوروبا والمصالح السياسية لشعوب المنطقة».

وأعرب البيان عن أمل موسكو في إمكان منع «انزلاق الوضع في أوروبا إلى مواجهة عسكرية جديدة قد تكون لها تبعات خطيرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى