الرياض تُفشل مشاورات جنيف… وولد الشيخ يتعهّد بمتابعة جهوده

في خطوة تبين المسعى السعودي لاستمرار العدوان الغاشم على اليمن، تمكنت السعودية ومعها «وفد مؤتمر الرياض» من عرقلة مشاورات جنيف المخصصة لبحث الأزمة اليمنية بعدما فشلت في تسخيرها لتعويض عجزها العسكري عن تركيع الشعب اليمني وقياداته بالقصف والعدوان. وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ انتهاء مشاورات جنيف من دون التوصل إلى نتيجة، ومن دون أن يحدّد أي موعد للمفاوضات الجديدة قبل مشاوراته في نيويورك وعودته إلى اليمن.

وفي مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السويسرية، قال ولد الشيخ إنه «على رغم عدم التوصل إلى اتفاق إلا أنه كانت هناك فائدة كبيرة من المشاورات التي جرت»، معتبراً أن «هناك أرضية جاهزة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار».

المبعوث الدولي أكد أنه سيواصل جهوده من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية في شهر رمضان، داعياً الأطراف اليمنية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وعُلم أن ولد الشيخ سلّم وفد القوى اليمنية جوازات سفرهم التي كانت بحوزته بزعم «الاحتياجات الإدارية»، في إشارة لانتهاء المفاوضات.

وأعلن عضو مؤتمر الرياض رياض ياسين أن مفاوضات السلام حول اليمن انتهت من دون التوصل الى اتفاق، وزعم أنه «لم يتح لنا الوفد المقابل تحقيق تقدم حقيقي كما كنا نتوقع». لكنه قال ان «عدم تحقيق النجاح كما كنا نأمل لا يعني اننا فشلنا»، مضيفاً ان الجهود ستستمر للتوصل الى حل سلمي للنزاع الدامي في اليمن.

وكان ولد الشيخ قد أجرى اجتماعاً مع وفد مؤتمر الرياض في ظل غياب بعض أعضاء الوفد، كما التقى مدير مكتبه وفد القوى السياسية اليمنية في فندق «كراون بلازا» في جنيف لمعرفة آراء الوفد حول المبادرة المطروحة والتي تبناها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ.

وعرضت الأمم المتحدة ورقتها للحل في اليمن والتي ضمّنتها آليات عاجلة لوقف إطلاق النار وتنظيم مشاورات سياسية. وتضمنت الورقة التي قدمها ولد الشيخ بنوداً عدّة أبرزها:

1ـ وضع وفي شكل عاجل آليات لوقف إطلاق النار ووضع آليات للرقابة على القرار 2216.

2ـ التفعيل الكامل لعمل وكالات الإغاثة الانسانية والتقيد بآليات التفتيش والمراقبة التي تقودها الامم المتحدة وبالتعاون معها.

3ـ انسحاب القوات المتحاربة من مناطق الاقتتال واتخاذ الإجراءات لمحاربة الإرهاب ومنعه من الانتشار.

4ـ التقيد بآليات التفتيش التي تقودها الامم المتحدة بشأن توريد المواد التجارية عبر المنافذ البحرية والبرية والجوية.

5ـ الطلب من المبعوث الخاص ان يكثف جهوده لدى كافة الفعاليات الدولية والاقليمية بضمان ألا تحول اية عملية عسكرية دون التنفيذ الآمن لوقف الاقتتال والانسحاب وفق القرار 2216.

6ـ التأكيد مجدداً على احترام القانون الانساني والامتثال لمواده التي تتعلق بحماية المدنيين وتوفير المساعدات الانسانية.

7ـ تنظيم المبعوث العام لمشاورات سياسية ومواصلة جهوده للحوار بين كافة المكونات السياسية وبما يفضي للتوصل لاتفاق سياسي.

وتعتبر هذه الورقة التفافاً على المبادرة التي سلّمها وفد القوى السياسية اليمنية الى المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ والتي تتضمن وقفاً لإطلاق النار مع بحث عملية الانسحاب بحيث لا تعطي فرصة لتمدّد الإرهاب. وتتضمن أيضاً بدء عملية تفاوض سياسي بين جميع المكونات اليمنية.

ربطاً بهذه التطورات السياسية، شهد الميدان العسكري اليمني مزيداً من التصعيد، حيث أكد مصدر عسكري يمني مسؤول أن الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنا من اقتحام موقع المنجرة السعودي في منطقة الطوال وتدمير مبنى قيادة الموقع قبل الانسحاب منه.

وأوضح المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن الجيش واللجان الشعبية اقتحما موقع المنجرة العسكري في جبهة الطوال وتمكنا من تدمير مركز قيادته حيث فر الجنود السعوديين من الموقع بآلياتهم العسكرية والمدرعة من دون مواجهة.

واستهدفت قوة الاسناد الصاروخية للجيش واللجان الشعبية مواقع عسكرية سعودية عدّة في جيزان بعشرات الصواريخ والقذائف المدفعية.

وأعلن الجيش اليمني مصادرته أسلحة سعودية متنوعة كانت موضوعة في معسكر اللبنات في محافظة الجوف شمال اليمن. والمعسكر استعادته القوات الأمنية بعد معارك مع مسلحي «القاعدة».

في المقابل ألقى طيران العدوان السعودي قنابل عنقودية محرمة دولياً على منطقة المزرق وشن طيران العدوان غارات على منطقتي الخضر والمداحشة وميدي بمحافظة حجة.

وأفادت معلومات عن استشهاد نحو 18 شخصاً في قصف سعودي على منطقة بني معين بمديرية رازح الحدودية، وانفجار سيارة مفخخة في مكيراس بالبيضاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى