ياغي: سيدوّن التاريخ أنّ حرباً عالمية شنّت على سورية فواجهتها وتغلّبت عليها

نظّم الاتحاد الوطني لطلبة سورية، ندوة في جامعة البعث في مدينة حماه تحت عنوان ««بشار الأسد موقف وقرار»، تحدث فيها عميد الداخلية في الحزب السوري القومي الاجتماعي صبحي ياغي، بحضور وكيل عميد التربية والشباب في الشام وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية مخايل شحود، منفذ عام حماه غسان ناصر وعدد من أعضاء الهيئة، منفذ عام سلمية عدنان ضعون وأعضاء هيئة المنفذية، عضو المجلس القومي علي المير، وحشد من الطلاب والقوميين.

كما حضر أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حماه د. محمد العمادي وأعضاء قيادة الفرع، ومدير جامعة البعث في حماه د. نزار الكردي وعمداء الكلّيات، وعضو مجلس الشعب سلام سنقر، ورئيس اتحاد شبيبة الثورة معن عبود وأعضاء قيادة الشبيبة، ورئيس اتحاد الطلبة في جامعة حماه أمجد المولى وفاعليات.

بعد كلمة تقديم وترحيب من رئيس اتحاد الطلبة، تحدث ياغي فقال:

منذ تنفيذ اتفاقية سايكس ـ بيكو ونشوء عدد من الكيانات، بقيت الأمة تتخبّط بأوضاع التجزئة والانقسام والهزائم، في ظلّ أنظمة سياسية ضعيفة خاضعة للإرادات الأجنبية مكرّسة الكيانية، والجمهورية العربية السورية مثلها مثل باقي الدول السورية الأخرى التي كانت تعيش حالة ضعف وعدم استقرار، إلى أن حدثت الحركة التصحيحية بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد، إذ تحوّلت سورية من ملعب إلى لاعب قوميّ مؤثّر وفاعل، يواجه المشروع الأميركي ـ الصهيوني وأدواته، كما تحقق عدد من الإنجازات على المستويين الداخلي والقومي، فحرب تشرين بدّلت في معادلة الصراع مع العدو «الإسرائيلي» وفتحت أملاً كبيراً في إمكانية هزم المشروع الصهيوني التوسعي في بلادنا.

وقال ياغي: «إن إشعال الفتنة في لبنان عام 1975 لتقسيمه والقضاء على المقاومة الفلسطينية، جاء ردّاً على المعادلة الجديدة التي كرّستها سورية. فكان قرار الرئيس الراحل حافظ الأسد بتجاوز جدران «سايكس ـ بيكو»، ومؤازرة لبنان، فتمكنت سورية بعد سنوات أن توقف الحرب وتسقط مشروع التقسيم وتحفظ وحدة لبنان، إلا أنّ العدو «الإسرائيلي» لم يتحمّل فشل مشروعه، فاجتاح لبنان عامَيْ 1978 و1982، وترافق ذلك مع محاولات إسقاط سورية من خلال الحوادث التي وقعت عام 1980، ودفع الجيش السوري البطل آلاف الشهداء والجرحى في مواجهة الارهاب ومشروع التقسيم والاحتلال، وانطلقت مقاومة وطنية بدعم واحتضان سوريين، حتى كان التحرير عام 2000، في الوقت الذي كانت سورية تحقق التوازن الاستراتيجي والاكتفاء الذاتي».

وأشار ياغي إلى أن الرئيس د. بشار الأسد تسلّم قيادة البلاد بعد استفتاء شعبي كبير، فحافظ على الثوابت الوطنية والقومية، واستمرّت سورية عائقاً أمام مشاريع الاحتلال والهيمنة الاستعمارية، وأطلق عملية التحديث والتطوير ومحاربة الفساد، وبدأت المسيرة التي لم ترق لبعض مَن في الداخل والخارج، فواجه الرئيس الأسد بعد أقل من عام في سدة القيادة العدوان على العراق واحتلاله بهدف تقسيمه 2003 ، مع تصاعد التهديدات الأميركية لسورية بسبب احتضانها حركة المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، وكان التهديد واضحاً في زيارة كولن باول وزير الخارجية الأميركي إلى سورية، لكنه حاول اعتماد سياسة الترغيب والترهيب، فجاءه ردّ الرئيس الأسد واضحاً وحاسماً في رفض المطالب الأميركية المتمثلة بالقضاء على حركة المقاومة في الأمة وعدم استقبال العلماء العراقيين.

وعلى رغم العروض الأميركية، وفي لحظة خضع العالم كله للمشيئة الأمريكية في نظام عالمي جديد، ونظام رسمي عربي متآمر عميل، في ظل حصار وعقوبات، وحده الرئيس الأسد كان المدافع عن القضية القومية وعن حق شعبنا في مقاومة الاحتلال الأميركي و«الإسرائيلي»، رافضاً الترغيب والترهيب بكلّ الأشكال، متمسكاً بالثوابت الوطنية القومية وبالحق القومي الذي لا مناصّ للأعداء إلا أن يسلّموا به.

وأضاف ياغي: «بعد هذا الفشل في إخضاع سورية التي شكلت رئة التنفس للمقاومة في بلادنا، بدأت الحرب على سورية عبر القرار 1559 والتهديد بالمحكمة الدولية وخروج الجيش السوري من لبنان، الذي تلاه بعد عام عدوان تموز 2006، والذي هدف إلى تصفية المقاومة. ثم العدوان على غزة 2008 ـ 2009 بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية، ودائماً، وقف الرئيس الأسد إلى جانب لبنان وفلسطين، وكان قراره أثناء عدوان تموز المزيد من الدعم للمقاومة واحتضان سورية أهل المقاومة، وموقفه القاطع بالتهديد بالتدخل المباشر، وبفضل هذه المواقف انتصرت المقاومة وفشل عدوان تموز، كما فشل العدوان على غزة بفضل سورية ودعمها، فهذه وقفات العزّ التي تسجل للقادة الكبار عبر هذه المواقف التي تصون كرامة الأمة وشرفها».

وأردف ياغي: «إنّ هذا الالتزام القومي الأخلاقي، والموقف الصادق، والقرار الحكيم، كل ذلك حمى لبنان والمقاومة في فلسطين والعراق، ونتج عنه هزيمة الأميركيين في العراق و«الإسرائيليين» في لبنان وفلسطين».

ورأى ياغي أن المشروع الغربي الذي تقوده الإدارة الأميركية يدرك تماماً أن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد هي السبب الأساس في فشل تحقيق أهداف المشروع، لذلك قرّروا إزالة هذا العائق، لأنّ سورية لم تخضع ولم تتهاون ولم تساوم، قرّروا ضربها وإضعافها وتقسيمها، وكلّ ذلك خدمة لأمن الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة والسيطرة على مقدراتنا وثرواتنا القومية.

وقال ياغي: «منذ اللحظة الأولى لانطلاق ما سمي «الربيع العربي»، كان موقفنا حاسماً بأنّ أيّ ربيع إذا لم تكن فلسطين والمقاومة معياره وأساسه، إنما هو خريف فوضى لخدمة الأعداء».

ولفت ياغي إلى أن الإعلام العربي بمعظمه اشترك في التمهيد لهذا الخريف المدمّر، من خلال الفضائيات التحريضية والطائفية والمذهبية، وقد شاهدنا ماذا حصل في أكثر من دولة عربية ما زالت تتخبّط في أوضاعها.

وقال: «أما في سورية، فكان واضحاً منذ البداية من خلال الشعارات التي رُفعت، ومن استغلال المساجد لتحرّك العصابات المسلحة من أجل تعميم الفوضى والخراب في البلاد، وإنّ المطلوب ليس الإصلاح ومحاربة الفساد، بل تعميم مشروع الفوضى الخلاقة، وقد واجه الرئيس بشار الأسد الأزمة بموقف شجاع وعاقل، فوّصف الوضع الداخلي بدقة وأطلق رزمة إصلاحات، إضافة إلى الحوار الوطني، وأنجز دستور جديد للبلاد وفتح الباب أمام التعدّدية السياسية، كما دعا إلى انتخابات مجلس الشعب، وما تقدم فضح زيف ما يُسمّى بالمعارضة وكذبها اودّعاءاتها.

وأضاف ياغي: «على رغم التهديدات، كان القرار الكبير بحماية سورية والسوريين من الإرهاب والمجرمين المأجورين من يهود الداخل المدعومين من يهود الخارج، وبدأت عملية اجتثاث الإرهاب، وفي الوقت نفسه فتح باب التوبة وعودة المضللين، كما سمح للمراقبين الدوليين بالمجيء إلى سورية، وكانت الفضيحة في الجامعة العربية ومجلس الأمن، إذ رفضوا تلاوة تقاريرهم، وهي تقارير، على رغم خلفيتها المنحازة، تكشف عن جرائم الارهاب الذي يضرب سورية. كما جاءت موافقة سورية على المشاركة بمؤتمر «جنيف 2» على رغم المعرفة المسبقة بالنتائج، لتؤكد حرص الدولة السورية على سورية والسوريين».

وأكد ياغي أنّ التاريخ سيدوّن أنّ حرباً عالمية شنّت على سورية بشتى الوسائل، وواجهها الرئيس الأسد بقرارات جريئة حازمة، وبطولات القوات المسلحة السورية والدفاع الوطني، وكتائب البعث وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، وصمود الشعب وصبره والتفافه حول قيادة الرئيس الأسد، دفاعاً عن وحدة سورية وسيادتها وعزتها.

ورأى ياغي أن الرئيس بشار الأسد هو رجل الموقف والقرار… هو القائد الذي قرّر الصمود مع شعبه بخوض معركة الحفاظ على الهوية السورية الحضارية، في وجه البرابرة وسفّاكي الدماء وآكلي لحوم البشر. هي معركة قومية، معركة تستهدف إسقاط الدولة والمجتمع والسيادة والجيش السوري البطل، معركة إنسانية أخلاقية، معركة مصيرية ترسم أفقاً جديداً وتؤسّس لنظام عالمي جديد، ولمستقبل سيشرق على سورية فجراً جديداً. على رغم الآلام والدماء التي سالت، هي معركة وحدة المجتمع وترسيخ مفهوم المواطَنة، في مواجهة العصبيات الطائفية والمذهبية والإتنية الممزقة لوحدة المجتمع.

وقال: «على رغم كلّ المعاناة والحصار والعدوان على سورية، فإن الاستحقاق الدستوري الرئاسي سيتمّ في موعده، وسيمارس الشعب حقه في انتخاب الرئيس، وهذه رسالة إلى العالم أجمع، إنّ القائد الكبير هو الذي يثق بهذا الشعب العظيم الصابر والصامد الذي سينزل بكثافة يوم الانتخابات، ليقول للعالم نعم لسورية القوية العزيزة الحرة، بقيادة الرئيس بشار الأسد، ولا للتدخل بالشؤون السورية، لا للمجرمين وداعميهم، لا للإرهاب والتفتيت، لا للجهل، نعم للاستقرار والأمان، نعم للوحدة الاجتماعية، نعم لسورية المقاومة…

وإنّ الأحرار والشرفاء في العالم ينظرون إلى هذا اليوم كمحطة فاصلة في مواجهة الهيمنة الأميركية وأزلامها من حكام عرب وأتراك.

إنّ قائداً صادقاً ملتزماً وفياً لشعبه وللشهداء واجه العالم بوقفة العزّ، وبقرارات تاريخية يجب التمسك به، لأنه يشكل ضمانة قومية، فهو الأمين على دماء الشهداء والحريص على وحدة سورية ونصرها وعزّها وهويتها القومية.

وبناءً على ما تقدّم، ندعو كلّ السوريين القوميين الاجتماعيين وأصدقاءهم وأبناء شعبنا إلى التوجه لانتخاب الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية، ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي كما دافعنا عن سورية وقدّمنا الشهداء، وهذا واجبنا القومي، سنمنح الرئيس الأسد ثقتنا وأصواتنا، ونحن على ثقة أن سورية ستعود الأجمل والأقوى…».

وختم ياغي: «سوا نستكمل المسيرة، سوا سننتصر، سوا سنبني سورية المتجددة، وتحية لمن بذل الدم دفاعاً عن قلعة المقاومة وحاضنتها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى