حردان: سورية تتعرّض لحرب إرهابية… والممرّ الإجباري للحلّ السياسي هو القضاء على الإرهاب

استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أمس وفد الديبلوماسية الشعبية الروسية الذي يزور لبنان وسورية بدعوة منه، بحضور رئيس المكتب السياسي الوزير السابق علي قانصو، عميد الخارجية حسان صقر، مدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية، وناموس عمدة الخارجية.

وضّم وفد الديبلوماسية الشعبية الروسية مسؤولين وشخصيات سياسية وأكاديمية وإعلامية روسية، برئاسة مستشار مجلس الدوما الروسي لشؤون العلاقات مع العالم العربي الدكتور ليونيد ايساييف، وعضوية مستشار إدارة الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس مجلس التعاون في أكاديمية العلوم الروسية البروفيسور اندريه كوراتايف، أستاذ التاريخ في جامعة هلسينكي البروفيسور يوهان بيكمان، الباحثة في مدرسة الاقتصاد العليا وجامعة البحوث الوطنية والمختصة في الاقتصاد السياسي للدول والحكومات الدكتورة اليسا شيشكينا، النائب الأول لمدير أكاديمية الأمن القومي ريان ارسين اليكسندر وفيتش، رئيس صندوق الوطن لدعم وإحياء تطوير الإرث الثقافي «الوطن» الدكتور نواف ابراهيم، نائب رئيس صندوق دعم إحياء وتطوير الإرث الثقافي «الوطن» الدكتور وائل قطريب، مسؤول العلاقات الخارجية في إدارة الجالية السورية في روسيا الدكتور فايز حوالة، ومنسق الزيارة وائل أسعد الملص.

ايساييف

تحدث باسم الوفد رئيسه د. ايساييف، واستهلّ حديثه بتوجيه الشكر للرئيس حردان على دعوته الوفد لزيارة لبنان وسورية، وعبّر عن عميق تقديره للحفاوة التي استقبل بها الوفد الروسي من قبل الحزب القومي في سورية وفي لبنان.

وقال ايساييف: نحن مسرورون جداً بهذه الزيارة التي مكنتنا من الاطلاع على الواقع في العديد من المناطق السورية، ودور الحزب السوري القومي الاجتماعي على مختلف الصعد الاجتماعية والسياسية، لا سيما دوره في مواجهة الإرهاب إلى جانب الدولة السورية والقوى الوطنية الأخرى.

أضاف: في خلال هذه الزيارة إلى المناطق والمدن السورية شاهدنا عن قرب الدمار الذي طال المناطق والمدن السورية والذي حصل ويحصل على أيدي المجموعات الإرهابية المدعومة من دول غربية وإقليمية، ونحن نقول إنّ ما تتعرّض له سورية هو حرب إرهابية بامتياز، وعلى القوى الدولية أن تعمل لوقف هذه الحرب، لأنّ الإرهاب خطر مصيري يتهدّد الجميع.

وشدّد ايساييف على أهمية محاربة الإرهاب، مؤكداً أنّ روسيا قيادة وشعباً تقف إلى جانب القضايا المشروعة والى جانب الدول ذات السيادة، وسورية دولة ذات سيادة، وهي أساسية في مواجهة الإرهاب والتطرف.

ولفت إلى أنّ صمود السوريين في مواجهة الإرهاب يعبّر عن أصالة هذا الشعب وتمسكه بأرضه ودفاعه عن كرامته في مواجهة المخططات الإرهابية والاستعمارية… ومؤكداً أنّ الوفد سينقل مشاهداته إلى المعنيين في روسيا الاتحادية.

أعضاء الوفد

كما تحدث عدد من أعضاء الوفد، فشدّدوا على أنّ الإرهاب خطر عام يهدّد الإنسانية جمعاء، وأن مقاومة السوريين للإرهاب وداعميه حق مشروع، ويجب أن يعترف العالم كله بهذا الحق.

وأكد أعضاء الوفد وقوف روسيا دولة وقيادة وشعباً إلى جانب سورية، والدفاع عنها.

حردان

بدوره، جدّد رئيس الحزب النائب أسعد حردان ترحيبه بالوفد، وأكد أنّ مسؤولياتنا الوطنية والقومية، وانتماءنا إلى أرضنا وقضيتنا، وتمسكنا بالقيم الإنسانية، تملي علينا أن نكون في الموقع الذي نحن فيه، موقع الدفاع عن شعبنا وأرضنا في مواجهة الإرهاب والتطرف.

أضاف: إنّ ما تتعرّض له سورية، هو حرب إرهابية تستهدف الإنسان والحضارة والتاريخ، وتفتيت وحدة مجتمعنا وضرب مكامن قوّته، وهذا تخطيط استعماري هدفه إطباق الهيمنة الاستعمارية على بلادنا، وتقويض صداقاتها وتحالفاتها التاريخية مع دول حرة وكبرى كثيرة في مقدّمها روسيا الاتحادية.

وقال حردان: إنّ مشاركة أكثر من ثمانين دولة في شنّ الحرب الإرهابية على سورية، إنْ بصورة مباشرة عبر المواقف التصعيدية والإعلام المسخر لهذه الحرب، أو من خلال دعم وتمويل المجموعات الإرهابية، كشف حقيقة وطبيعة وأهداف الحرب على سورية، بوصفها حرباً عدوانية بإرادة استعمارية تضرب عرض الحائط بالقوانين والمواثيق والأعراف الدولية.

وتابع حردان: إنّ حجم الدمار والخراب الهائل الذي شاهدتموه بأمّ العين في العديد من المدن والبلدات السورية، ليس كلّ المشهد، فتحت أنقاض هذا الدمار هناك آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين والمهجّرين، وهذا دليل على وحشية العدوان الإرهابي. لكن شعبنا الأبي الصامد، بما يمتلك من إرادة الصمود والحياة والعز والعنفوان، آثر التمسك بأرضه والدفاع عنها، ونحن واثقون بشعبنا وبقدرته على المواجهة والانتصار في معركة المصير والوجود.

وأشاد حردان بالموقف والدعم الروسيين لسورية، وقال: نثمّن عالياً موقف روسيا الاتحادية دولة وقيادة وشعباً لوقوفها إلى جانب سورية، إنْ لجهة الدعم المتواصل، أم لجهة عدم تمكين قوى العدوان من إعطاء شرعية لهذه الحرب في مجلس الأمن الدولي. نرى أنّ التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة الأميركية لإضعاف «داعش» وأخواتها، هو تحالف مبتور وغير جدّي، لأنّ المطلوب تحالف دولي للقضاء على الإرهاب بشكل تامّ وكامل، على أن تكون الدولة السورية هي حجر الزاوية في أيّ تحالف دولي.

وأردف حردان: إنّ مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل تحالف دولي تكون سورية أساسية فيه هي الخطوة الجدية والفاعلة في مسار القضاء على الإرهاب، ونحن نقدّر هذه المبادرة، لأنها تصبّ في الاتجاه الصحيح الذي ينقذ المجتمعات الإنسانية من مخاطر الإرهاب والتطرف والاستعمار.

وأكد حردان أنّ موقف القيادة الروسية يتسم بالموضوعية والصدقية، وينطوي على إرادة حقيقة لبلوغ الحلّ، وقد رعت روسيا العديد من المبادرات واللقاءات للوصول إلى حلّ سياسي في سورية، لكن الواقع الذي يفرض نفسه، أنّ سورية تواجه إرهاباً ديدنه القتل والإجرام والتدمير، ولذلك فإنّ أيّ حلّ سياسي له ممرّ إجباري وحيد وهو القضاء على الإرهاب والتطرف، وهذه مسؤولية يجب أن تضطلع بها كلّ الدول، من خلال الاستجابة لمبادرة الرئيس بوتين.

وتحدّث حردان خلال اللقاء عن طبيعة العلاقات المشتركة بين بلادنا وروسيا، لافتاً إلى أنها علاقات تاريخية قائمة على الصداقة والاحترام المتبادلين، ونحن نعتز بالعلاقة بين شعبينا، لأنها تقوم على قواعد الحق والحرية والإنسانية.

وختم حردان: إنّ مواقف روسيا الداعمة لسيادة بلادنا وحرية شعبنا، جعلتنا نتلمّس حقيقة واضحة أننا لسنا وحدنا في مواجهة الغطرسة الإرهابية الاستعمارية، بل انّ هناك دولة عظمى تدعم القضايا المحقة، ومعها دول عديدة تقف إلى جانبنا، ولذلك نتطلع بثقة إلى المستقبل المكلّل بالنصر والعز والحرية والكرامة.

وفي نهاية اللقاء تسّلم حردان من الوفد ميدالية روسيا الجديدة، وميدالية عودة القرم وهدايا رمزية، وقدّم حردان بدوره إلى أعضاء الوفد مجموعة كتب من مؤلفات أنطون سعاده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى