بو صعب: لن نتخلى عن الأساتذة ولا عن حقوقهم

بهدوء ومن دون أية إشكالات تذكر، وبعد تأجيلها ليوم واحد، انطلقت أمس الامتحانات الرسمية في مرحلتها الأولى في كل المناطق اللبنانية وبعض أنحاء المهجر.

أكثر من 60 ألف طالب تقدموا لهذه الامتحانات، حسب إحصاءات وزارة التربية، بمن فيهم طلاب مصابون بالسرطان، حال المرض دون خضوعهم للامتحان في المدارس كزملائهم، فأجريت لهم في مركز «سانت جود» رغم الألم والتعب، ليثبتوا أنّ إرادة الحياة وطلب العلم أقوى من أي شيء آخر.

وقد تفقد وزير التربية والتعليم العالي بو صعب سير عمل الامتحانات الرسمية، وبدأ منذ الصباح الباكر جولة على عدد من المراكز، ابتداء من مدرسة أنطلياس الرسمية، يرافقه المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق، رئيسة المنطقة التربوية في جبل لبنان فيرا زيتوني والمستشار الإعلامي ألبير شمعون.

وتوقف ملياً في قاعات الامتحانات، سائلاً الطلاب عن كيفية تعاطيهم مع الأسئلة، وقد اطمأن إلى أنّ العديد منهم أنهى مسابقته قبل الوقت المحدد.

وعبّر الطلاب عن ارتياحهم للأسئلة التي وجدوها «عادية وغير معقدة ومطابقة للمناهج والكتب». وتحدث بو صعب إلى الأهالي المحتشدين أمام مبنى المدرسة لانتظار أولادهم وإعادتهم إلى المنازل بعد الإمتحانات، وعبروا له عن ارتياحهم لنجاحه في حل مشكلة الامتحانات لكي يرتاح التلامذة ويرتاح الأهل، آملين إنجاز التصحيح قريباً.

وأكد بو صعب في حديثه إلى الإعلاميين أنّ «الامتحانات الرسمية تسير بصورة طبيعية في قطر وفي غانا التي تستضيفها للمرة الأولى بفارق ساعة عن لبنان، وقد وصلت الأسئلة بطريقة سرية وآمنة»، متوجهاً بالشكر إلى المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق وجميع العاملين معه من فريق العمل الإداري والتربوي. كما وجه التحية إلى هيئة التنسيق النقابية التي يشارك جميع أساتذتها في الامتحانات بكل مفاصلها، شاكراً «الأهالي والطلاب الذين تحملوا ووصلنا معاً إلى هذه النهاية السعيدة».

وطمأن الرأي العام إلى أنّ «جو الامتحانات طبيعي جداً، وأنّ التلامذة مرتاحون، والأسئلة مطابقة للمناهج»، معبراً عن سعادته «لحسن تعاطي الطلاب مع الأسئلة»، متوجهاً بالشكر والتقدير إلى القوى الأمنية والجيش اللبناني، سيما أنه تلقى اتصالات من قادة الأجهزة للاطمئنان على حسن سير الامتحانات».

ورداً على سؤال حول التوافق مع هيئة التنسيق، قال بو صعب: «إنّ ما حدث هو انتصار للأساتذة والأهالي والتلامذة، ونصر للوزارة، فقد تعاون الجميع معاً»، وقال: «لن نتخلى عنهم ولا عن مطالبهم. ولقد أبلغت مجلس الوزراء عدم الاستعداد للضغط عليهم من أجل التصحيح، بل يتوجب على الكتل السياسية في مجلس النواب محاورة الهيئة للوصول إلى حل لقضية السلسلة ترضي الجميع».

ثم تفقد بو صعب ثانوية ضبية الرسمية، حيث كانت الأجواء هادئة، وانتقل بعدها إلى «مركز سانت جود» في حرم مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، حيث يتقدم سبعة مرشحين من الأطفال المصابين بالسرطان من امتحانات الشهادة المتوسطة، ومكث الوزير مطولاً مع التلامذة يسألهم عن استعداداتهم، وعن مدى قبولهم للأسئلة، حيث فوجئ باستعدادهم الكامل، وأنّ «الأسئلة عادية وليس فيها أي صعوبة، وأنهم على كامل الاستعداد للنجاح».

بعدها، توجه بو صعب إلى ثانوية حارة حريك للصبيان قرب السفارة الكويتية، وجال في المركز، واستمع إلى المرشحين الذين عبروا عن ارتياحهم للامتحانات، وانعكس هذا الجو من الإرتياح على الأهالي.

وقد رافقه في مدرسة حارة حريك النائب علي بزي الذي عبّر عن «ارتياح المسؤولين للخطوات التي تحققت بالتوافق مع هيئة التنسيق، وبمساهمة ورعاية من الرئيس بري والعماد عون، وبتفاهم المخلصين».

وقد جرت الامتحانات في بقية المناطق والمحافظات في شكل طبيعي وهادئ، وفي الخارج، شارك سبعة طلاب لبنانيين من غانا تلقوا الدروس في مدرستين تابعتا المنهج اللبناني هما سان شربل انترناشونال سكول وأكرا كوميونيتي سكول، وحضر مندوبان عن وزارة التربية اللبنانية لمراقبة الامتحانات التي تجرى للمرة الأولى في حرم السفارة.

وأوضح السفير اللبناني في غانا علي الحلبي أنّ الاستعدادات أنجزت في السفارة وتمّ تخصيص قاعة وربط السفارة إلكترونيا بوزارة التربية في بيروت بغية وصول الأسئلة في الوقت نفسه مع توزيعها على التلامذة في لبنان».

أما في قطر، فقد خضع الطلاب اللبنانيون للامتحانات الرسمية في قاعة السفارة اللبنانية في الدوحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى