ألمانيا البلد الأوروبي الأقرب إلى روسيا وقرار بوقف زحف اللاجئين…

باريس نضال حمادة

تغيّر لسان حال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال أسبوع 180 درجة، فبعد إبداء استعدادها لاستقبال أربعمئة ألف لاجئ سوري، انقلبت على نفسها وأعلنت رفضها الاستمرار في استقبال موجات المهاجرين الآتين من مخيمات أردوغان التي تفرغ هذه الأيام، بل قامت بالإيعاز إلى حلفائها الهنغاريين الذين «تتصدّق» عليهم باستقبال اليد العاملة لديهم في مصانع ألمانيا وتعطيهم من فتات ما لديها بإغلاق الحدود بينهم وبين صربيا، وموّلت عملية بناء الجدار الشائك هناك، منعاً لهذه الهجرة أن تتواصل من دون ضوابط.

لماذا غيّرت ميركل موقفها فجأة؟ وما الذي جعلها تتخذ موقفاً متصلباً بعدما كانت فرشت الأرض وعوداً براقة وآمالاً في غير محلها؟

مصادر في العاصمة الفرنسية باريس، تشير إلى دور روسي فعّال في موقف ميركل هذا، وتقول المصادر إنّ ألمانيا هي البلد الأوروبي الأقرب إلى روسيا في هذه الفترة، مضيفة إنّ ميركل هي التي تتولى أمر التفاوض والتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص أوكرانيا، وتشير المصادر إلى ضغوط روسية مورست على ميركل لتغيير موقفها من موجات المهاجرين الآتين من تركيا، خصوصاً بعد تصريحات المسؤولين الروس الذين أشاروا إلى دور تركي مريب في عملية إغراق أوروبا بالمهاجرين الآتين من مخيمات تركيا.

في نفس السياق تشعر ميركل أنّ موجات المهاجرين الكبيرة التي تقصد بلادها أتت نتيجة الغضب التركي من القرار الألماني بسحب صواريخ باتريوت الألمانية من تركيا في تطابق تامّ مع الموقف الأميركي في هذا الشأن، كما أن الأتراك غضبوا من إعلان واشنطن وبرلين عن عملية السحب هذه، كما أن الرفض الأميركي إقامة منطقة عازلة في سورية على الحدود مع تركيا، فأتى الردّ التركي بإفراغ مخيمات اللاجئين السوريين وإرسالهم إلى أوروبا، في عملية ضغط تركي، أريدَ منها جرّ الغرب وخصوصاً أميركا إلى تغيير في الموقف، خصوصاً أن المسؤولين الأتراك والخليجيين العرب حمّلوا الدولة السورية مسؤولية هذا اللجوء، في محاولة لوقف الاندفاعة الأميركية في حشد الأوروبيين، للمشاركة في الحرب الجوية ضدّ «داعش»، وهذا أيضاً ما يزعج الأتراك، خصوصاً أن الدول الأوروبية تحتضن آلاف المناصرين لحزب العمال الكردستاني وتضمّ عواصمها مقرّات لهم ويعيش فيها مسؤولون أكراد أقلقوا راحة تركيا خلال العقدين الماضيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى