الأطرش وملف العسكريين المخطوفين

حسين حمّود

على وفرة المعلومات التي أصبحت في جعبة مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عن الموقوف إبراهيم قاسم الأطرش ونشاطه الإرهابي، فإنّ ما كشف عنه من اعترافات الأطرش بقي في إطار العناوين العامة نظراً إلى سرية وسلامة التحقيق حتى وصوله إلى خواتيمه والكشف عن شركاء الأطرش المتورّطين معه في الجرائم الإرهابية التي أذاعها الجيش.

لكن بقي ملفّ غائب بالرغم من التلميح إليه وهو موضوع العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» الذي قاتل الأطرش تحت لوائه ضدّ الجيش في عرسال في الثاني من آب العام الماضي. كما ينتظر أن يدلي الأطرش بمعلومات عن رؤوس لبنانية كبيرة تنتمي إلى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» اللذين تنقل بينهما الأطرش وقبلهما تنظيم «القاعدة» منذ العام 2011 وتولى فيها مهمات عسكرية وأمنية في العراق وسورية فضلاً عن لبنان.

وبخلاف المعلومات السابقة عن أنّ الأطرش لا ينتمي إلى أيّ تنظيم متفرّع عن «القاعدة» الأب، فقد أكدت التحقيقات معه، أنه انتمى إلى «داعش» و«النصرة»، وأقدم على المشاركة في خطف عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي في معركة عرسال عام 2014، وعلى إطلاق صواريخ باتجاه عدّة بلدات بقاعية، وعلى تفخيخ عدّة سيارات وآخرها سيارة من نوع جيب شيروكي، بالإضافة إلى إطلاق النار على عدد من المواطنين والتسبّب بمقتلهم وإصابة البعض بجروح خطيرة.

كما أنشأ الأطرش مجموعة إرهابية قامت بتفخيخ السيارات لتفجيرها في سورية ولبنان، فيما ربطت معلومات بين تفجير جيب نوع GMC كان معدّاً للتفجير في البزالية في 11 تشرين أول عام 2013، والذي قتل فيه عمر الأطرش وسامر الحجيري، اللذين ارتبط اسماهما بتفجير سيارة مفخخة في مرآب مبنى في بئر العبد في الضاحية الجنوبية في 9 تموز 2013 وتفجير الرويس في 15 آب من العام نفسه، وبين ابراهيم الذي كان تابعاً لمجموعة القتيلين المذكورين وخشي افتضاح أمره في حال اعتقالهما فعمد إلى تصفيتهما لكن هذه المعلومات غير مؤكدة.

كذلك فقد كان الأطرش قريباً من الشيخ مصطفى الحجيري أبو طاقية لكنهما اختلفا لاحقاً وافترقا بعد ترك الأول «جبهة النصرة» التي يبايعها الحجيري والتحاقه بـ«داعش»، علماً أنه عمل مع الجبهة بعد ولادتها وفرض سيطرتها على منطقة القلمون السورية، وكانت علاقته قوية مع مسؤول «النصرة» أبو مالك التلّي ما مكنّه من أن يصبح أحد أبرز قياديّيها. لكن في الفترة الأخيرة وبعد خلافاته مع تنظيم «داعش» الذي اتهم الأطرش بالانشقاق عنه عاش الأخير في عزلة في منزله بعرسال قبل أن يطبق الجيش عليه وتوقيفه في عملية نوعية في 15 أيلول الماضي في بلدته.

الأطرش المتنقل بين «القاعدة» والتنظيمات المتفرّعة عنه، وشارك في نقل السلاح وتهريب المقاتلين والمفخخات إلى كثير من الدول التي شهدت عنفاً مسلحاً، ولا سيما سورية والعراق، يمتلك في مخزونه الكثير من المعلومات الأمنية والعسكرية فضلاً عن المتورّطين معه في الإرهاب، ومن بين أهمّ المعلومات التي في حوزته تلك المتعلقة بالعسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«النصرة». وقد بدا أنّ ملف المخطوفين ليس نائماً في الأدراج بل ما زال في طليعة اهتمامات الحكومة والقيادات الأمنية والتي قد تكون أصبحت على دراية كاملة بهذا الملف نتيجة اعترافات الأطرش في هذا الشأن. فهل اقتربت هذه المسألة من الحسم أم لا تزال تنتظر حصول معطيات إضافية؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى