مهنا: رصاصات خالد الخالدة أسّست العصر القومي وأطاحت العصر الصهيوني ومحور المقاومة يصنع التاريخ والانتصارات في لبنان والشام وفلسطين

أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي أمس الذكرى الــ 33 لعملية «الويمبي» النوعية التي نفذها البطل القومي الرفيق خالد علوان ضدّ قوات الاحتلال اليهودي، والتي شكّلت فاتحة تحرير بيروت من الاحتلال، وذلك باحتفال أقبم في الساحة التي تحمل اسم الشهيد في شارع الحمرا الرئيسي.

الساحة بتقاطعاتها الأربعة امتلأت بالقوميين والمواطنين، وسط حضور عدة فصائل قومية ترفع أعلام الزوبعة والأعلام اللبنانية وأعلام جبهة المقاومة الوطنية… إضافة إلى مشاركة عدة فصائل من الأشبال والزهرات.

وإلى أعلام الحزب التي زيّنت المكان ارتفعت صورة لباعث النهضة أنطون سعاده وأخرى للشهيد علوان، وقبل بدء الاحتفال صدحت الأغاني والأناشيد الوطنية والقومية، وفي نهاية الاحتفال وضع المشاركون إكليل زهر باسم رئيس الحزب القومي النائب أسعد حردان على اللوحة التذكارية التي تخلّد ذكرى العملية وبطلها الشهيد خالد علوان.

حضر الاحتفال نائب رئيس الحزب توفيق مهنا وعضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس وعدد من أعضاء مجلس العمُد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي والمسؤولين والمنفذين العامين وأعضاء المجلس القومي وهيئات المنفذيات وحشد من القوميين والمواطنين والطلبة والزهرات والأشبال.

كما حضر الوزراء والنواب السابقون: الأمين العام لرابطة الشغيلة زاهر الخطيب ورئيس الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي د. عصام نعمان وبشارة مرهج ورئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل، عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة على رأس وفد، منسّق عام تجمّع اللجان والروابط الشعبية معن بشور على رأس وفد، ممثل التيار الوطني الحر رمزي دسوم، وممثلون عن حزب الاتحاد و»المرابطون» والحزب العربي الديمقراطي، الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس وشخصيات ومؤسسات وهيئات وجمعيات نسائية.

كما حضر مسؤول لبنان في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أبو عماد رامز مصطفى، مسؤول الصاعقة ابو حسن غازي، وممثلون عن الجبهة الديمقراطية وعدد آخر من ممثلي الفصائل الفلسطينية وهيئات فلسطينية.

التعريف

بدأ الاحتفال بالنشيد الحزبي ونشيد جبهة المقاومة والنشيد اللبناني وعرّفت الاحتفال يارا أبو حيدر بكلمة جاء فيها:

أنتَ الرواية… أنتَ الحكاية، أبيتَ أن يدنّس الصهيوني الشارع الذي أحببت، والوطن الذي إليه انتميت، فامتشقت أصغر آلة حربية استطعت أن تحصل عليها وأطلقت النار، ولم تكن تدري أنه أكبر انفجار، فكانت الشرارة الأولى والمقاومة الأولى، لأنك ابن مدرسة لم ولن تخرّج سوى الأبطال.

الحكمة عندنا هي حكمة الحياة، والحياة حركة صراع لتحقيق ذاتها، فحكمتنا إذن هي في الفعل الإرادي لتحقيق الأفضل دائماً، في استمرار دائم لا ينقطع ولا يلين.

وأيام الذكرى عندنا هي نقاط انطلاق متجدّد دائماً، فالحياة استمرار متسام، وكلّ ما نعمل له هو متوافق، ويجب أن يكون متوافقاً مع واقع الحياة، مع واقعنا، لنكون فعلاً ما نحن، فكان الرابع والعشرين من أيلول 1982 رمز الانتصار والبطولة والعنفوان، رمز للوفاء والإرادة والتصميم، رمز للمقاومة بكلّ ما أوتي لهذه الكلمة من معنى.

خالد علوان أنت رمز المقاومة، أنت الذي هزمتَ بدمائك جيشاً بأكمله، وأثبتَتْ رصاصاتُك أنّ لبنان قويٌّ بشعبه وبإرادة مقاوميه.

والحكمة عندنا هي أن نعمل بما نؤمن، وأن نؤمن بأنّ وجودنا خير وحق وجمال وعدالة، وبأنّ كلّ ما نعمل هو لعز الحياة، فكنتَ أنتَ أيها البطل مؤمناً بأنّ الأرض التي يسكنها مقاومون أبطال هي كنز من المستحيل التخلي عنه، كنزٌ مقدّس محميّ بسواعد أبطال لا يهابون الموت والفشل والهزيمة.

أنتَ الذي سجّل التاريخ انتصاره عندما تعملقتَ بعمل مقاوم ضدّ الاحتلال، فهزمتَ كلّ بصيص أملٍ كان عند الصهاينة، وأظهرتَ أنّ ما من محتلّ وخائن يستطيع أن يدنّس شبراً واحداً من تراب بلادنا، فكانت هذه الذكرى رمزاً عملياً للشهادة، للحقّ الراسخ في نفوسنا نحن أبناء الجيل الحاضر، ذكرى مهر انتصار أمتنا بدم الإيمان بالأمة، وحقّها في الحياة والمجد.

كلمة الفصائل الفلسطينية

وألقى مسؤول لبنان في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أبو عماد رامز مصطفى كلمة الفصائل والقوى الفلسطينية استهلها بالإشارة إلى أنّ رصاصات الشهيد البطل خالد علوان هي ترجمة لعقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي ولتعاليم باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده.

في 24 أيلول أعلن خالد علوان برصاصاته التي وجهها الى جنود الاحتلال وضباطه في مقهى الويمبي انطلاقة جبهة المقاومة… ولقد لاحق المقاومون العدو بعد اجتياحه لبنان وصولاً إلى اندحاره على أيدي المقاومة عام 2000، وهكذا طبّق اللبنانيون القرارات الدولية، وخصوصاً القرار 425 على طريقتهم الخاصة، من دون استجداء أو تباك أو الذهاب باتجاه العواصم الظالمة طلباً لتطبيق القرار، بل ترجمه الاخوة في لبنان مقاومة، ودم شهداء وجرحى وأسرى، فكان التحرير في عام 2000، هذه هي المقاومة، وهذا هو الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهذه هي المقاومة بكلّ شرائحها.

هنا نقول إنّ ما أخذ بالقوة لا يستردّ بغير القوة، القوة هي الترجمة الحقيقية لقناعاتنا وخياراتنا، فهذا العدو الذي أعلن عن قيام كيانه الغاصب على أرض فلسطين عام 1948، لا يمكن أن يغادر ويرحل عن أرض فلسطين من بحرها إلى نهرها إلا بالمقاومة، فلا المفاوضات ولا الاتفاقات، ولا التأكيد على خيار المفاوضات هو الذي يمكن أن ينقذ أرض فلسطين ويحرّرها، ويعيد مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيّين إلى ديارهم.

وتابع قائلاً: بغير المقاومة لا يمكن ردع العدو عن ممارساته التهويدية والاستيطانية، وحرق أطفالنا وعائلاتنا واستباحة مقدّساتنا، واعتقال شبابنا وشاباتنا وأهلنا في فلسطين وفك الحصار عن قطاع غزة إلا بالمقاومة التي هي طريقنا إلى التحرير، نحن لم نفهم أبداً أنّ الشعوب تأخذ حقوقها ولا تنال حريتها بالاستجداء، ولا بالبكاء على أعتاب المجتمع الدولي أو أبواب الأمم المتحدة التي ما زالت تغطي هذا الكيان الصهيوني بعد كلّ الجرائم التي يرتكبها، واليوم يستغلّ العدو ما يجري في المنطقة لاستباحة كلّ العناوين الوطنية للفلسطينيين، ها هي القدس تهوَّد وتُستباح ويعلن العدو بشكل واضح وصريح أنه على أنقاض المسجد الأقصى سيقوم الهيكل… وبالرغم من كلّ هذا المشهد السوداوي فإننا نؤكد أنّ هذه الأمة فيها من مواقع القوة ما سيغيّر وجه التاريخ كما قال سعاده.

وإذا كنا نحمّل نظام الحكم العربي والدول الإسلامية ما تتعرّض له القضية الفلسطينية، فإننا في الوقت ذاته نحمّل طرفي الانقسام على الساحة الفلسطينية، مسؤولية استمرار هذا الانقسام البغيض، الذي يوظفه الكيان الصهيوني بالتهويد والاغتصاب والحرق والاغتيال وحصار قطاع غزة.

إننا من هذا المكان نقول إنّ جذر المسألة إذا أردنا أن نعيد الاعتبار إلى القضية الفلسطينية، هي بوحدة فصائلنا ونعلن عن الوحدة الوطنية لا المصالحة الوطنية الفلسطينية، لأنّ هذا الانقسام سيذهب بعيداً في تبديد حقوق الفلسطينيين.

أضاف أبو عماد رامز: في ذكرى الشهيد البطل خالد علوان نؤكد أننا سنبقى على خيارنا في المقاومة التي ستعيد الأرض من نهرها إلى بحرها ونقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.

وختم كلمته موجهاً التحية إلى الأسرى والمقاومين وإلى كلّ الفلسطيين داخل فلسطين وفي مخيمات الشتات.

كلمة الأحزاب والقوى

وألقى الأمين العام لرابطة الشغيلة الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وقال فيها: نجتمع في هذا المكان بكلّ احترام وخشوع، لننحني أمام ضرورة استحضار حدث تاريخي بطولي سطّره ابن مدرسة الحزب السوري القومي الاجتماعي، القائد البطل خالد علوان، تحية لك يا خالد وتحية لقائدك المؤسّس الذي احتشدت في روحه الثورية كلّ القيم والمبادئ والأخلاق، والتي انتشرت في جسم هذه الأمة بشهدائها وكبارها… بيوسف العظمة، بعماد وجهاد مغنية، بأحمد ياسين، بوجدي وسناء وظافر… تحية لهؤلاء الذين صنعوا مجد المقاومة منذ انطلقت مع الرصاصات الأولى التي أطلقها خالد في صدور الصهاينة فأصابهم الهلع، وراحوا يردّدون في أحياء بيروت «لا تطلقوا النار إنّا راحلون».

هذا في التعبير، وفي التغيير نحن أمام حزب سوري قومي اجتماعي، يلبّي حاجات الأمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والروحية، فإذا به سياسياً يتصدّى للاستبداد، ولروح التكلّف للنفوس المريضة المتعالية مع التكلّس والنفايات والفساد.

نحن أمام أزمة ولنقلها بصراحة: الأزمة الأولى مرّت عام 1958، والأزمة الثانية كانت في عام 1975 انتهت في الطائف بإصلاحات دستورية، منها ما طبّق ومنها ما لم يطبّق، ونحن الآن في الأزمة الثالثة، ونحذر أنّ هذه الأزمة لا يمكن أن تنتهي إلا بإصلاحات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتنموي والإداري، وكذلك على المستوى السياسي، إصلاح يقوم على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، على قاعدة النسبية ومن خارج القيد الطائفي، وانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، هذه الإصلاحات هي رهن بدعم التحرّكات الشريفة التي تريد إصلاحاً حقيقياً.

وتابع الخطيب: من هنا نقول إزاء مهمة التحرير إنّ قضية فلسطين تبقى هي البوصلة، وفي التغيير المهمة الرئيسية حتى ولو مات القائد نلتزم قوله «أنا أموت أما حزبي فباق»، وهل يموت صانع العزّ في أمته، وإذا كان العزّ هو وقفة في الحياة، فإنّ العزّ سيبقي كبارنا خالدين مخلّدين، وعلينا أن نكون أوفياء لهؤلاء الشهداء، تماماً كما قطعتَ العهد يا خالد ويا شهداء الأمة، كما قطعتم الوفاء بالدم، ها نحن نعاهدكم أن نقطع عهدنا بالدم للقضية التي نناضل من أجلها جميعاً.

كلمة أمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين

وألقى الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس كلمة قال فيها: نلتقي في هذا المكان وهذا الزمان حول خالد علوان الذي بدأ من هنا فعل المقاومة والمواجهة، واجه العدو الصهيوني، واجه هذا الإجرام الذي كان يكبّل لبنان وبيروت، واجهه بمسدّسه واقتلعه من هذه الأرض وانطلقت المقاومة… إنّ أمثال خالد علوان هم أبناء الحياة، وهؤلاء لا يموتون، يتكاملون مع الحياة ويبقون معها ويضيفون إليها.

وقال فانوس: نحن اليوم نواجه وجعاً كبيراً في هذا الوطن، ما من دولة عربية إلا وتعاني ويُقتَل شعبها ويُهان ويُهجّر، بينما من هم في المسجد الأقصى يعانون أكثر منفردين بعيدين عن أيّ اهتمام، وكأنّ فلسطين لم تعد القضية وكأنّ البوصلة انحرفت عنها، خالد علوان كان يعرف القضية، وكان يعرف اتجاه البوصلة.

نحن اليوم في لبنان نعاني همّاً كبيراً، نعانيه منذ زمن واليوم نواجهه مباشرة، نحن نسعى نحو دولة المواطنة، لكننا اليوم نعاني من سلطة حاكمة غاشمة غاصبة، لا تغصب منا المال فقط، بل حتى مستقبل أبنائنا الذين لا خيار للكثير منهم إلا الوقوف على أبواب السفارات ومغادرة هذا البلد لتحصيل لقمة العيش، تعالوا نتعلم من خالد علوان المقاومة والمواجهة، حراكنا النقابي المطلبي لا بدّ أن يتحوّل إلى حراك شعبي منظم باستراتيجية واضحة، ولا بدّ له من أن ينتصر، كما انتصر خالد علوان بمقاومته التي مارسها كمؤمن ملتزم حتى وصلنا بفضل المقاومة على المستوى العسكري إلى اندحار العدو الصهيوني. وعلينا أيضاً عبر هذا الحراك الجاري اليوم أن نصل إلى دولة المواطنة في لبنان.

وتابع فانوس: كونك مثقفاً فهذا يعني أنك في صفّ المعارضة، فالمثقف هو ضمير الأمة، ونحن مع سقوط هذا النظام، والنصر لنا لأنّ الحياة، كما تعلّمها خالد علوان، وكما تعلّمناها من معلّم خالد علوان ومن حزب خالد علوان أنّ الحياة وقفة عز، فإلى العز يا أبناء الحياة.

كلمة الحزب

والقى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا كلمة الحزب واستهلها بقول سعاده: «لم آتكم مؤمناً بالخوارق بل بالحقائق التي هي أنتم».

وقال: ها هي حقيقتنا ماثلة في صدر التاريخ، تتجسّد بطولة مؤمنة مؤيدة بصحة العقيدة، تنطق دماً، تزغرد رصاص عزّ، تسطّر ملحمة حياة حيّة حرة نابضة بنسائم الحريّة ومخصّبة بإرادة أحرار من أمة حُرّة ولدوا ويتوالدون ليغيّروا وجه التاريخ.

ها أنت يا رفيقي خالد علوان حقيقة من هذه الحقائق الدامغة والوضّاءة. صدقتَ ما عاهدتَ عليه، بررتَ بالقسم ومضيت. رصاصاتك الخالدة في قلب العاصمة بيروت حوّلت هذه الساحة الى ساحة الحرية والاستقلال والكرامة، رصاصاتك الخالدة المصوّبة الى صدر العدو الذي اجتاح بيروت مزهوّاً أخرجته منها مسحوقاً ومهزوماً وذليلاً يصرخ بمكبّرات الصوت «لا تطلقوا النار إننا راحلون»، وعادت بيروت عاصمة المقاومة عاصمةً نوّارة رحل عنها الغازي وعلت لوحتك أمامنا تخلّد انتصاراتنا ومجدنا وملاحم عزنا وتتحدّى من حاول الإساءة إليها أو إزالتها.

بيان المقاومة الأول حمل توقيع صواريخ الكاتيوشا في 21 تموز 1982 تدكُّ مستعمرات الجليل في شمال فلسطين المحتلة في رسالة واضحة أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب أنطون سعاده، حزب القضية القومية يواجه جحافل الاجتياح اليهودي الصهيوني وغزوه بالحديد والنار والمقاومة.

لذلك انطلقت الصواريخ من مثلث سوق الخان في حاصبيا، وهو المكان الذي أقام فيه حزبنا نصباً لشهداء جبهة المقاومة، مستهدفةً إسقاط نظرية «سلامة الجليل» التي اختارها العدو عنواناً لاجتياحه الثاني. هذه العملية النوعية أربكت العدو وأدرك ومعه والعالم بأسره أن لا سلام أو سلامة للعدو على أرضنا ما دام هناك مقاومون مؤمنون بحق شعبهم وأمتهم.

وتوالت محطات العزّ وصفحات المقاومة تسقط من امتطى ظهر دبابة صهيونية أو توهّم أنه بحصارٍ للعاصمة بيروت ومن ثم اقتحامها، أو ظنَّ أنه بارتكاب المجازر في صبرا وشاتيلا وقبلها إخراج المقاومة الفلسطينية باتفاق فيليب حبيب المشؤوم أو من استهوَن مغامرة العمالة وراهن على حالة اليأس وانسداد الآفاق أمام قوى أمتنا الحيّة.

وقد استفاق كلّ هؤلاء المتخاذلين والمتواطئين على واقع جديد، واقع رجال وأحرار ومقاومين حملت بصمة قبضاتهم وسواعدهم وخبط أقدامهم روحاً مقاومة وثّابة أسّست لمرحلة العصر القومي المقاوم، وأطاحت العصر الصهيوني ورموزه ومزّقت اتفاقيات الذلّ والعار في 17 أيار. وها نحن من على منبرك ومنصتك وأمام ناظريك نعتزُّ بك وبأمثالك من الرفقاء وكلّ أبناء شعبنا المقاوم.

نحيّيك أمثولةً ورمزاً وهب عاصمته بيروت الحريّة.

أضاف مهنا: لقد أنكر هذا النظام الطائفي المقيت وتركيبته السياسية المتهالكة تسمية ساحةٍ باسم خالد علوان، استكثروا عليه اسم شارع من شوارع عاصمتنا بيروت.

نسأل: هل شوارع بيروت وساحاتها حكرٌ على أسماء لقادةٍ أجانب أو لعملاء أو لزعامات سياسية من عجينة هذا النظام؟

يا خالد: بيروت عاصمتنا أنت روحها ورمزها وفتاها وعنوان عزّها، ومهما طال زمن الإنكار لك ولرفاقٍ أمثالك، لن نتعب أو نيأس أو نتخلى في أيّ ظرف أو مرحلة من الاستمرار في كلّ مناسبة ومحطة وزمن من العمل والنضال لفرض اسمك بما تمثل واسم كلّ الشهداء في كتب تاريخنا وكتب تربيتنا الوطنية وفي شوارعنا ومنازلنا وفي أناشيد العزّ في حناجرنا.

ذكراك يا خالد تحمل رسالات كثيرة في هذا الظرف الدقيق:

رسالة الى طاولة الحوار تؤكد أنّ معادلة المقاومة والجيش والشعب هي معادلة القوة والانتصار وهي المعادلة الصالحة لتأكيد قوة الإنجاز والردع والاقتدار، ومن افترض يوماً أنها معادلة خشبية ولّى عليها الزمن تفوّه بلغةٍ خشبية غير صالحة للحياة.

رسالة إلى طاولة الحوار بأنّ معيار الجمهورية رئيساً ومؤسّسات يقوم على ركائز ومواصفات هي شرط إعادة تأسيس وتكوين السلطات بمفهوم جديد.

رئيساً للجمهورية يؤمن بخيار المقاومة ويحمي هذا الخيار، رئيساً يعزز قدرات المؤسسة العسكرية ويرسّخ عقيدة الجيش والدولة في مواجهة العدو الإسرائيلي ويشبك مع قوى المقاومة ولا يشتبك معها،

رئيساً يؤمن بإصلاح النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومدخل كلّ إصلاح قانون انتخاب من خارج الجذر الطائفي والقيد الطائفي والنسغ الطائفي، قانون انتخاب يعتمد النسبية نظاماً تمثيلياً والدائرة الواحدة مدى لاختيار المواطنين ممثليهم تأكيداً لمبدأ المواطنة والمساواة والاختيار الحرّ، وقاعدته دولة العدالة والرعاية الاجتماعية والكفاءة بديلاً عن المحسوبية والمحاصصة والفساد، يعالجُ الأزمات المتفاقمة ويحول دون الانفجار الاجتماعي الذي يهدّد مسيرة السلم الأهلي والمجتمعي، ويستجيب لصرخة الناس وأوجاعهم ومعاناتهم وينقذهم من الفقر والبطالة والهجرة لتبقى أولوية الهمّ القومي وثقافة المقاومة وما يحيط بنا من أخطار تهدّد وحدة الدولة والمجتمع، في صدر الاهتمامات والتحرّكات والاحتجاجات المشروعة.

رئيساً يقف بحزم وعزم ضدّ قوى الإرهاب وحركاته وخلاياه التي هي مصدر التهديد كما العدو «الإسرائيلي» لوحدة الدولة والمجتمع ولتطلعات الشعب اللبناني الى دولة مدنية تليق بتضحيات المقاومين والجيش وكلّ الأحرار الشرفاء،

رئيساً يؤمن بالعلاقة الطبيعية والتاريخية والمميّزة مع سورية، ويضع حداً لأجواء الارتياب والقطيعة في وقتٍ يحتاج لبنان بالدرجة الأولى الى دفئ هذه العلاقة لمواجهة الارهاب.

أليس أمراً مؤسفاً ومخزياً ومؤذياً أن تندفع دول العالم لتحارب الإرهاب وقواه وبغضّ النظر عن نواياها وأهدافها في سورية والعراق، فيما تبقى سياسة الحكومة في لبنان تنأى بنفسها عن أبسط أشكال التنسيق والتعاون مع الحكومة السورية لصدّ هذه الجماعات التي لا تقيم اعتباراً لقيم وطنية أو قومية أو دينية جاءت بها رسالاتٌ لترفع قيمة الإنسان وتسمو بالحياة فحوّلتها بالفتاوى الجاهلية الى لغة إفناء لا إحياء ولغة تخلف لا رسالة تمدّن، ومساحة ظلمة لا فضاء روح وانعتاق وحرية ضمير ومعتقد.

إليكم أيها السادة ما قاله الزعيم الخالد أنطون سعاده قبل ثمانين عاماً:

«لقد وجدت «النهضة» في العصبية الدينية الوهابية المنتشرة في الجزيرة العربية، عداءً للسنّة والشيعة وللتمدّن المسيحي والإسلامي العام، وخطراً يرمي الى فتح عربي جديد للبلدان المجاورة للسعودية وخصوصاً للأمة السورية، وهذا الفتح لا يرتكز على نظرة فاهمة في الحاجة الاقتصادية أو الاستعمار، وإنما يقوم على عصبية دينية مادّية خطرة، يتولّى ابن السعود العمل على تحقيقها عبر حرب مداهمة، وبواسطة عملاءَ له في لبنان وسورية وفلسطين يتلقّون المال مقابل الدعاية الدينية والسياسية والإعلامية التي يروّجونها لمصلحة الوهّابية وأهدافها».

هذه الرؤية الاستشرافية تفرض على الجميع وحدة في الموقف ضدّ هذه الجماعات التي إنْ لم نتصدّ لها تضع مصيرنا وقيمنا وآمالنا في مهبّ الريح، تضع دولنا ومجتمعاتنا وأجيالنا في آتون الصراع التفتيتي حيث لا مستفيد إلا العدو الصهيوني والدول الاستعمارية.

وأكد مهنا أنّ رسالة خالد وحزبه إلى فلسطين، إلى المقاومة الفلسطينية، إلى المجاهدين والصامدين في أرض فلسطين العودة الى نهج الوحدة وخيار المقاومة وإسقاط نهج التفاوض والتسوية ومغادرة كلّ مفردات أوسلو والعودة إلى ميثاق منظمة التحرير كما الدعوة الى مغادرة بعض أطراف المقاومة الفلسطينية رهاناتها الخائبة على ربط دورها ومسارها بمسارات تربع حركات إسلامية ووصولها الى هذا النظام أو ذاك في هذه الدولة العربية أو الإقليمية أو تلك.

آن الأوان لمراجعة ولوقفة تاريخية لتصحيح مسار وتصويب بوصلة لأنّ محور المقاومة يصنع التاريخ، وليس بمقدور أحد أن ينتصر عليه لا في لبنان ولا في دمشق.

وقوة هذا المحور تتعزز بدعم حلفاء إقليميين ودوليين يرسمون معنا خط صمود وانتصار في مستقبلٍ أفقه مفتوح على إنجازات جديدة انتصاراً لفلسطين ووجودنا القومي الحضاري برمته.

إني باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي أحيّي شهداء الحزب على مدى أرضنا القومية من سقط منهم في معارك الشرف القومي ضدّ العدو «الاسرائيلي» ومن يسقط منهم في معارك الهوية القومية على أرض الشام الصامدة والمقاومة قيادةً وجيشاً وشعباً ومؤسسات ضدّ الإرهاب وقواه ومشغّليه ومموّليه من قوى دولية وإقليمية وعربية.

أحيّي شهداء المقاومة والجيش اللبناني والجيش العربي السوري وشهداء فلسطين الذين يدافعون عن الأرض والهوية والكرامة.

شهادات في المناسبة… نحتفل بالمقاومة وأبطالها وانتصاراتها

مرهج

سجلت «البناء» شهادات لبعض المشاركين في إحياء ذكرى عملية «الويمبي» البطولية، وفي هذا السياق شدّد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج على أنّ خالد علوان هو العنوان. ومن هنا انطلق خالد ورفاقه الأبطال في كلّ أنحاء بيروت ليسطروا مرحلة جديدة في تاريح هذه الأمة، مرحلة عنوانها المقاومة في وجه العدوان الصهيوني. المرحلة التي انطلقت من رصاصات خالد علوان، والتي كانت بداية لاندحار العدو الصهيوني، وبداية لانتصار للأمة. إننا اليوم، إذ نحتفل بذكرى خالد علوان، إنما نحتفل بذكرى انطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية، التي واجهت العدوّ بكلّ بسالة، وقدّمت التضحيات على طريق النضال دونما توقف ودونما تردّد، حتى حقّقت التحرير عام 2000. وإننا إذ نكرّس في هذه اللحظة عظمة الشهادة وعظمة الشهداء الذين كان خالد علوان في طليعتهم، فالحريّ بنا أن نعمل سويّاً لاستكمال الرسالة وتحقيق الأهداف التي كان يصبو إليها الشهداء الأبرار، حتى يكون لبنان منارة للحرّية ومنارة للكرامة والعزّة والتقدّم.

نهلا رياشي

واعتبرت رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة نهلا رياشي إنّ ما أقدم عليه الشهيد البطل خالد علوان من عمل بطوليّ، يجسّد الإرادة القومية التي لا يمكن لحاملها أن يستكين بينما العدوّ يسرح ويمرح في أرضه وفي بيروته. إنّ الشهادة هي أجمل الأعراس كما قال زعيمنا الخالد أنطون سعاده، والذي قال أيضاًَ إنّ أزكى الشهادات هي شهادة الدم. من هنا، نؤكّد أنّ عرس خالد ما زال أجمل الأعراس، وإنّ دماءه الزكية ستبقى الحافز لنا لكي نواصل مسيرة النضال.

وبالنسبة إلى مؤسّسة رعاية أسَر الشهداء والجرحى، فإنّ ما تقوم به من جهود دؤوبة للحفاظ على أسَر شهدائنا وتقديم كلّ المساعدة لأفرادها، يصبّ في رؤيتنا التي تقول إننا نواصل مسيرة النضال حنى تحقيق النصر.

ميسم حمزة

وقالت المسؤولة في حزب الاتحاد ميسم حمزة: نحن هنا اليوم، لا لمشاركة الحزب السوري القومي الاجتماعي المقاوِم في هذا الاحتفال فحسب، إنما لنؤكّد أننا في حزب الاتحاد نشارك أنفسنا، لأننا نعتبر كلّ حزب مقاوِم في بلادنا، هو منّا ونحن منه ومعه. وذلك عملاً بقول القائد جمال عبد الناصر إنّ ما أُخِذ بالقوة لا يُسترّد إلا بالقوّة. ونحن هنا لنؤكّد أنّ من بيروت انطلقت شرارة المقاومة الوطنية اللبنانية، وأنّ بيروت ستبقى أرضاً للمقاومة حتى نهاية العمر.

الناشطة فرح أبي مرشد

أما الناشطة فرح أبي مرشد فقالت: إنه لمشهد رائع ما أشاهده الآن في هذه الساحة، وهذا ما أعدّه صحيحاً، لأنّ المقاومة هي أساس بقاء الشعوب. ولبنان من دون مقاومة لا يعني شيئاً. أما بالنسبة إلى خالد علوان فأقول له هنيئاً له كلّ هذا الحبّ، هنيئاً له كلّ هذا الاحترام والتقدير والتبجيل، وأن يبقى كاسمه خالداً جيلاً بعد جيل.

وأنا كمواطنة لبنانية غير منتمية إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، أعلن أنّ خالد علوان، كباقي الشهداء الميامين، يمثّلني، لأنه بطل مقاوم منحني الكرامة. كما أنّه أطلق شرارة المقاومة من هنا من قلب بيروت، معلناً أنّ بيروتنا عصيّة على أيّ اجتياح.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى