وزير خارجية سويسرا يتولى الملف السوري… ونيكولا ميشيل لوراثة دي ميستورا الترقيات العسكرية ستقرّر مصير الحكومة والحوار… وإنجازها يفتح باب التسويات

كتب المحرر السياسي

الوصول المفاجئ للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن تمهيد لتنحّيه وتسليم الرئاسة إلى نائبه خالد بحاح، ضمن تسوية جرى التوصل إليها ويُفترض أن تبصر النور خلال الشهر المقبل، وفقاً لمصدر على صلة بمحادثات مسقط التي قال المصدر إنها ستتمّ علناً بين الفريقين اليمنيين بصورة رسمية بعد عطلة عيد الأضحى، وإنّ خريطة طريقها باتت مرسومة، وتتضمّن اعتبار القرارات الأممية أساساً للحلّ السياسي، إضافة إلى مخرجات الحوار الوطني، ليشرع المفاوضون في صياغة تشكيل حكومة وحدة وطنية، يتزامن التفاهم عليها مع تنحّي منصور هادي وتعيين بحاح بصفته الجديدة كرئيس موقت لليمن، ورئيس توافقي للحكومة وحكومة جديدة تتولى فوراً تشكيل مجلس قيادة للجيش، يقوم بالإشراف على وقف النار وتسلّم المدن.

في مسار مواز كشفت مصادر ديبلوماسية غربية عن دور بارز يلعبه وزير خارجية سويسرا ديديي بوركهالتر في مواكبة ملفّ الحلّ السياسي في سورية، بعد نجاحه في تذليل العقبات التي وقفت في وجه تطبيق الحلّ المتفق عليه بين دول الغرب وروسيا حول أوكرانيا والمعروف باتفاق مينسك التي غادرها الوزير السويسري قبل أسبوع مكللاً بنجاح التحضير لقمة النورماندي التي ستعلن مطلع الشهر المقبل المضيّ قدماً في خطة الحلّ. وتقول المصادر إنّ الوزير بوركهالتر اجتمع بالمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا فور عودته من مينسك وتوافق معه على أسماء رؤساء فرق العمل الأربعة الذين تنصّ عليهم الخطة التي وضعها بوركهالتر وحملها دي ميستورا. وكانت صحيفة «تريبون دي جنيف» قد نشرت الأسماء نفسها قبل أسبوع من تعيينها، وللمسؤوليات التي عيّنت فيها. وتؤكد المصادر أنّ مهمة الوزير السويسري تحظى بدعم أطراف النزاع الأوكراني الدوليين المعنيين بالأزمة والحلّ في سورية، خصوصاً موسكو وواشنطن وبرلين وباريس. وتضيف المصادر أنّ السويسري نيكولا ميشيل الذي يتولى إدارة الفريق المعني بالقضايا القانونية والدستورية والسياسية، والمرشح لخلافة دي ميستورا في مهمته إذا سار كلّ شيء كما يجب، سيكون تحت إشراف وزير خارجيته في تفاصيل مهمته. وتوقعت المصادر وصول الوزير السويسري إلى طهران قريباً لعرض مضمون مبادرته وخطوط السير التي يريد اعتمادها، مضيفة أنّ سويسرا ستقود بالتوازي مسيرة الانفتاح الأوروبي ديبلوماسياً على سورية بتنظيم محادثات مباشرة تنتهي بإعادة فتح السفارات الأوروبية المقفلة في دمشق.

لبنانياً، وعلى رغم تسليم جميع الفرقاء بالحاجة لإحداث اختراق في العلاقات السياسية بين مكونات الحكومة الذين يشكلون أركان طاولة الحوار من جهة والممسكين بالملف الرئاسي من جهة أخرى،

وعلى رغم تسليمهم بأنّ هذا الاختراق غير ممكن في الشأن الرئاسي راهناً، لا يزال الدخول في الملفات المتاحة لتحقيق هذا الاختراق ينتظر إنجاز الترقيات العسكرية التي تضمن بقاء العميد شامل روكز مرشحاً لتولي منصب قائد الجيش وتحول دون ذهابه للتقاعد منتصف الشهر المقبل. وقالت مصادر متابعة لملف الترقيات إنّ الأمور تقترب من النهاية السعيدة، انطلاقاً من إدراك الجميع أنها تشكل مفتاح الانفراج الحكومي وعاملاً مهماً لتذليل العقبات أمام خلوة طاولة الحوار في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.

الحوار والحراك إلى ما بعد العطلة

دخلت البلاد عطلة عيد الأضحى وبالتالي رُحّلت الملفات إلى ما بعد العطلة، ما يشكل فرصة للمتحاورين لتنفس الصعداء ومتسعاً من الوقت لاستمرار الاتصالات على صعيد القضايا الخلافية، لا سيما موضوع ترقية الضباط. كما يشكل فرصة للحراك المدني لالتقاط الأنفاس والاستعداد لجولات جديدة من المواجهة والعمل على لملمة حشوده المتناثرة كما ظهر في الساحات خلال انعقاد الجلسة الثالثة من الحوار الوطني.

الشعب وأكثرية السلطة مع النسبية

ورأت مصادر في 8 آذار لـ«البناء» أنه وفي حال عدم التوافق الرئاسي واستمرار استعصاء الحلّ للأزمة في لبنان فإنّ إحدى الفرضيات البدء بإقرار قانون انتخابات على أساس النسبية وإجراء انتخابات نيابية وبعدها انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، وبات هذا الأمر مطلب فريق 8 آذار والعماد ميشال عون كما أنه المطلب الرئيسي للحراك المدني بعد أن كان شعاره الأول انتخاب رئيس للجمهورية، ما يعني أنه بات مطلب معظم اللبنانيين إنْ كان معظم جمهور قوى السلطة أم المجتمع المدني، وتتساءل المصادر هل يستطيع تيار المستقبل أن يستمرّ برفض هذا الأمر؟

جلسة حكومية فور نضوج ملف الترقيات؟

وعلى صعيد ملف الترقيات والذي شكل محور النقاش في الخلوة السداسية على هامش طاولة الحوار، فإنه لا يزال موضع رفض فريق 14 آذار فيما اشترط تيار المستقبل للموافقة على هذا الأمر تسهيل عمل الحكومة وإنهاء ملفي النفايات الكهرباء.

وأكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في مؤتمر صحافي في البيت المركزي في الصيفي أن «الاجتماعات الجانبية وأسلوب الغرف السوداء القديمة لم يعد يجدي اليوم، ولا يمكن أي قرار أن يمر من دون موافقة الوزراء مجتمعين».

وفي السياق، أشار وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«البناء» إلى أن الرئيس فؤاد السنيورة قال في الخلوة أن لا مانع لدى تيار المستقبل السير بالترقيات لكن يجب أن تقترن بالاتفاق على آلية للعمل في مجلس الوزراء، لكن العماد ميشال عون رد بأن موضوع الترقيات منفصل عن موضوع آلية عمل الحكومة.

وأكد درباس أن «الرئيس تمام سلام سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل فور عودته من نيويورك وحتى هذا الوقت ربما يكون ملف الترقيات قد نضج فيبت به في أول جلسة لمجلس الوزراء».

وإذ لفت إلى المعارضة من بعض الأطراف لا سيما اللقاء التشاوري لموضوع الترقيات، رجح درباس أن يطرحه الرئيس سلام من خارج جدول الأعمال إذا لم يوضع على الجدول.

وأشار وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» إلى أن موضوع الترقيات سيبت في مجلس الوزراء إذا تأمنت له الأكثرية، وهذا متعلق بالآلية الدستورية التي ستعتمد؟ وعلى الأرجح التصويت بأكثرية الثلثين لاعتباره تعيين موظف فئة أولى أو كما قال سلام في مقاربته أنه سيقر بالتوافق إذا لم يبد أي طرف معارضته لا سيما أن وزراء الرئيس ميشال سليمان يعترضون عليه كما وزيري الاتصالات والسياحة بطرس حرب وميشال فرعون.

وتساءل جريج: لماذا استبعاد رؤساء بعض الكتل النيابية من الخلوة وكأنّ هناك صف أول وصف ثانٍ بين المتحاورين؟

تكثيف الجلسات قبل الاستدارة الإقليمية

وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى أن موضوع الترقيات ثانوي بالنسبة إلى التسوية الكبيرة التي تلوح في الأفق، وأكدت أن التطورات المقبلة في المنطقة والاستدارة الإقليمية ستقوّي موقف العماد ميشال عون في المعادلة».

وأوضحت المصادر أنّ «أحد أهمّ أسباب تكثيف اجتماعات طاولة الحوار في 6 و7 و8 تشرين، هي أنّ بعض المتحاورين يحاولون تحقيق شيء ما قبل الاستدارة الاستراتيجية في المنطقة والتي لن تكون لمصلحتهم».

ورجحت المصادر أنّ إمكانية انسحاب عون من الحوار قائمة إذا تبيّن أنّ الحوار لا يأتي بنتائج جدية وهو فقط لتمرير الوقت الضائع وحوار الطرشان، خصوصاً أنه فشل حتى الآن بتحقيق أي تقدم في موضوع الرئاسة وفي قانون الانتخاب.

خطة النفايات إلى التنفيذ بعد العيد

على صعيد ملف النفايات، كل المؤشرات تدل على أن خطة الوزير أكرم شهيب ستسلك طريق التنفيذ بعد عطلة العيد.

وأشار شهيب، خلال جلسة نقاش في «مركز الشرق للشؤون الاستراتيجية» حول «إدارة النفايات» إلى أن الخطة ليست مثالية في جزئها الأول ولكنها أفضل الموجود في ظل الأوضاع الراهنة والنزاع السياسي القائم»، مشدداً على أنه «منفتح على أي عرض مكمل أو بديل للخطة المعروضة شرط أن يفي الشروط والقيود لا سيما تجاه المناطق والبلديات»، موضحاً أنه «في الأساس رفع النفايات وتنظيف الطرقات هي من حق البلديات قانوناً».

ورجحت مصادر وزارية لـ«البناء» أن يتجه موضوع النفايات إلى الحل وخطة شهيب إلى التنفيذ بعد عطلة عيد الأضحى وأنه تم إقناع معظم البلديات التي رفضت نقل النفايات إلى مناطقها.

وأعلن وفدٌ من أهالي عين درافيل تأييد خطة شهيب لحلّ أزمة النفايات كاملة بفتح مطمر الناعمة لسبعة أيام فقط، رافضين أيّ تمديدٍ إضافي للمدة. ونفى الوفد، بعد لقائه شهيب في وزارة الزراعة، وجود أيّ انقسام بين أهالي عين درافيل على خلفية هذا الموقف، لافتاً إلى أن مختار عين درافيل سيحضر للقاء شهيب لاحقاً.

الولايات المتحدة تنفض يديها

على صعيد الحراك الشعبي الذي ترك الساحات إلى المتحاورين في جلسة الحوار الأخيرة واختار لعب كرة القدم بدل المواجهة، برز موقف للسفير الأميركي في لبنان دايفيد هِل الذي يؤشر إلى أن الولايات المتحدة نفضت يديها من الحراك بعد الأحداث الأمنية الأخيرة، فقد أكد هِل في تصريح له من السراي الحكومية بعد لقائه الرئيس سلام أنّ «الولايات المتحدة تدعم مبدأ حق المجتمع المدني في التعبير عن آرائه ومخاوفه، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس الحكومة، ولكنّها غير مشاركة، سواءً في شكل مباشر أو غير مباشر، في تظاهرات المجتمع المدني ولا تتغاضى عن العنف أو تدمير الممتلكات».

وتلقى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس النواب نبيه بري، أثنى فيه على «الدور الذي قامت به قوى الأمن الداخلي في حماية المتظاهرين والأملاك العامة والخاصة، في التظاهرة الأخيرة في وسط بيروت».

توقيف أحد المطلوبين في المدفون

أمنياً وفي إطار تعقب الأجهزة الأمنية للمجموعات الإرهابية، تمكن عناصر حاجز الجيش في منطقة المدفون من التعرف إلى أحد أهم المطلوبين والمقربين من خالد حبلص وشادي المولوي، على رغم تخفيه بزيّ امرأة، وقد تم توقيفه بناء على إشارة القضاء المختص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى