لو فيغارو: حملة ضد صمت الحكومة الفرنسية تجاه تجنيد شبان للقتال إلى جانب الإرهابيين في سورية

كشفت الكاتبة الفرنسية آن لور فريمونت أن أهالي شبان فرنسيين تم تجنيدهم للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية في سورية وقتلوا هناك، بدأوا حملة ضد الشبكات الإرهابية التي تتلاعب بعقول الشبان تحت مسمى «الجهاد» في سورية وضد الصمت الحكومي الفرنسي تجاه هذه القضية.


وقالت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة الفيغارو الفرنسية في عددها أمس، تحت عنوان «والدة جهادي فرنسي مات في سورية تريد استدراك مغادرات أخرى»: إن «من أطلق هذه الحملة هي دومينيك بونس والدة نيكولا الشاب الفرنسي الذي قتل في كانون الأول الماضي في منطقة حمص، بعد قيامه بعملية انتحارية، والتي أطلقت موقعاً على شبكة الإنترنت من أجل تعبئة الأشخاص الذين يريدون فعل كل شيء لتجنب مغامرات جديدة ودعم أسر الشباب الذين غادروا أيضاً إلى سورية».

ونقلت الصحيفة عن بونس قولها، إنها فقدت ابنها الأصغر جان دانييل البالغ من العمر 22 سنة قبل أخيه بخمسة أشهر في سورية أيضاً، خلال مشاركته القتال إلى جانب ما يسمى «جبهة النصرة» الإرهابية مشيرة إلى أنها «تودّ لو أن تجربتها تساعد في منع وقوع المزيد من المآسي، ولهذا أنشأت جمعية تهتم بهذه القضية. كذلك أطلقت في الأسبوع الماضي موقعاً على الانترنت من أجل جمع العائلات التي تعيش المحنة نفسها».

وأضافت بونس: «إنني غاضبة بسبب التلاعب والتلقين الذي عانى منه هؤلاء الشبان، إنهم لا يستحقون الموت وإن لم أتمكن من مساعدة ابني، فإنني سأعمل بكلّ جهدي من أجل إنقاذ هؤلاء الصغار الذين يجري التلاعب بهم».

وأشارت إلى أنها ومنذ الأسبوع الماضي تلقّت رسائل عدة من عائلات غادر أولادها القاصرون إلى سورية، إضافة إلى أشخاص يعبّرون عن قلقهم من التحوّل الذي حصل لأولادهم وتغيير سلوكهم وإمكان توجههم إلى سورية للالتحاق بالإرهابيين، لافتة إلى أنها تلقت رسالة من أم كندية قُتل ابنها أيضاً في سورية، وهي تنوي أن تأتي إلى فرنسا للقاء بها والمشاركة في الحملة التي تطلقها.

وأكدت بونس أنها قرّرت أن تتحرك بسبب الصمت المطبق من قِبل السلطات الفرنسية تجاه مسألة الفرنسيين الذين يذهبون إلى سورية، موضحة أنها «كتبت رسالة للرئاسة الفرنسية في شهر نيسان الماضي لتبلغهم عن مغادرة ابنيها إلى سورية، ولكن عبثاً». ومنذ مقتلهما لم يتصل بها أحد من الحكومة». قائلة إن «وزير الداخلية الفرنسي خائف من أن يعود هؤلاء الأطفال إلى فرنسا، وينفّذوا هجمات فيها».

وتابعت: «المشكلة ليست فقط في ما يسمى «خطأ الإنترنت»، بل هناك شبكات تجنّد الشباب الفرنسي، ويجب على السلطات أن تأخذ هذا على محمل الجد فنحن بحاجة إلى إجابات».

وقالت الكاتبة فريمونت إن حالة بونس ليست وحيدة، إذ ألقي القبض على فتاة قاصر في الـ 14 من عمرها، في نهاية شهر شباط الماضي بمنطقة الرون وهي تحاول أن تستقلّ الطائرة المتوجهة إلى تركيا من أجل الانضمام إلى المجموعات المتطرّفة في سورية، وقبل ذلك بشهر كان هناك قاصران من تولوز في الـ 15 و16 من عمرهما، ذهبا إلى سورية أيضاً ووُجّهت إليهما التهمة. وفي المجموع فإن وزير الداخلية الفرنسية أحصى في شهر كانون الثاني الماضي 700 فرنسي متورط أو كاد أن يتورط في الانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.

يُذكر أن حكومات الدول الغربية بدأت تبدي تخوفاتها من تزايد عدد مواطنيها الذين يجندون للانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، وذلك خوفاً من عودتهم مزوّدين بخبرات قتالية للقيام بأعمال إرهابية على أراضيها.

ويأتي ذلك بعد أن تورطت حكومات هذه الدول في دعم المجموعات الإرهابية بالمال والسلاح، وغضّ الطرف عن تجنيد الأشخاص للالتحاق بها عبر تقديم التسهيلات من قبل حكومة الحليف رجب طيب أردوغان في تركيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى