وزير الخارجية السابق عدنان منصور في حديث إلى «البناء» و«توب نيوز»: لدينا دستور يجب احترامه… ولا مبرّر لعدم إجراء الانتخابات الرئاسية

حاورته: روزانا رمال

قد يعتبر البعض أنّ قديم المنطقة يتمثل بالأزمة السورية، أما جديدها فالحدث العراقي المفاجئ، وفي أكثر التوقعات وأشد الاجراءات الأمنية، لم يتوقع أحد هذا الانهيار الدراماتيكي لمحافظات العراق الرئيسية.

البعض تحدّث عن مؤامرة محكمة وعن تسليم هذه المحافظات «باليد» نتيجة خيانات في الجيش العراقي تعود إلى العهد الماضي، والبعض الآخر رأى فيها بداية تقسيم يؤسّس لدولة «داعش» التي تطمح إليها ومن خلفها «القاعدة» بمساعدة دول إقليمية.

فماذا عن الولايات المتحدة الأميركية ومستقبل المنطقة؟ وهل يمكن أن نشهد تغييراً جذرياً في خريطتها؟ هل سنترحّم فعلاً على «سايكس بيكو» كما عبّر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري؟

قراءة في الجغرافيا السياسية للعالم الجديد، ماذا يجري بين سورية والعراق وأوكرانيا. والانتخابات الرئاسية اللبنانية بين كل هذا. أسئلة أجاب عليها وزير الخارجية اللبنانية السابق عدنان منصور في حوار اتسّم بالعفوية وسداد الرأي.

معالي الوزير بداية ً كيف حدث ما حدث في العراق؟

لا شك ما يجري في العراق من تطورات دراماتيكية لم يكن مفاجئاً، وإن كانت هذه التطورات متسارعة على اعتبار أن العراق كان ولا يزال في دائرة الهدف من قبل «إسرائيل» والدول الطامعة.

ما جرى في العراق زلزال كبير يهدّد وحدة العراق وسيادته، ولا تكمن الخطورة بالتوسع العسكري والجغرافي الذي قامت به «داعش» من سورية إلى الموصل وصولاً إلى تكريت فحسب، بل في الشروع بحرب مذهبية في المنطقة.

المسألة ليست محصورة بالجوانب: العسكري والاقتصادي والأمني فقط، بل إنها تؤسس لحرب مذهبية لا نريدها، لأنّ ما تحمله الجماعات التكفيرية من أفكار متطرّفة ورافضة للآخر، وما تريد رسمه من حدود جغرافية جديدة، يجعل من الأمور أكثر تأزيماً، وتهدد ليس فقط سورية والعراق، إنما دول المنطقة كلّها.

في الماضي كان الحديث عن «سايكس ـ بيكو»، وجرى ما جرى بعد «سايكس ـ بيكو»، في ردع العرب أثناء الحرب العالمية الاولى عن الاستقلال، وضُربت كل فكرة تنشأ لدى العرب من أجل تأسيس دولة قوية.

كان الغرب يريد العالم العربي مقسّماً إلى دول متناحرة في ما بينها، وهذا ما حصل فعلاً. فبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى قسّمت الدول العربية وكان التقسيم يهدف لإيجاد الفرصة لليهود من أجل إنشاء الدولة اليهودية في فلسطين، فكان عام 1917 وكان وعد بلفور.

أما اليوم، وعندما نشاهد ما يجري في المنطقة العربية، وما يحكى عن ربيع عربيّ، نجد أن التقسيم لم يكف بالنسبة إلى دول الهيمنة والدول ذات النفوذ في هذه المنطقة، والتي تتطلع إلى مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية، فلجأت اليوم إلى تفتيت كل دولة عربية لأنها لا تريد أن ترى أيّ دولة عربية تستخدم قوتها الاقتصادية والعسكرية والبشرية، لأن هذه الدول تكبر اليوم.

العراق ضُرب لأنه كان مستهدفاً منذ زمن بعيد، ولا يستطيع أحد تجاهُل أن التقسيم وقع في العراق. إذ أصبح الحديث عن منطقة كردية مستقلة استقلالاً ذاتياً، ودولة سنية في بغداد، ودولة شيعية في الجنوب، والتحضير جار لعناصر مسلحين مدعومين عسكرياً ولوجستياً.

على النظام السياسي الحالي في العراق وعلى القيادة السياسة العراقية النهوض بقرار وطني وبانتفاضة وطنية على مستوى العراق ككل. وعلى القيادة العراقية أن تضم مختلف الافرقاء من دون استثناء، وإلا سيأتي من يقول إن ما يجري في العراق تمرد أو ثورة من طائفة ضدّ طائفة أخرى.

هل تقصدون أن الحكومة لم تراع بعض الافرقاء؟

الحكومة العراقية قصّرت ميدانياً وعسكرياً وإدارياً، فهي لم تعط منذ خروج الاميركيين عام 2003 حتى اليوم، الاشياء التي يحتاجها العراق على مختلف المستويات. فما شهدناه في الموصل من هوالمسؤول عنه؟ انهيار المؤسسة العسكرية هناك أمام عدة آلاف من مقاتلي «داعش»، من المسوؤل؟ عندما تسيطر «داعش» على مساحة أكبر من لبنان بأربع مرات يعني أكثر من 40 ألف كيلومتر مربع من المسؤول؟

ما السبب برأيكم؟

السبب أنه كان هناك تواطئ من قبل بعض القادة العسكريين، وأيضاً كان هناك عمل خارجي كان يحضّر لمشروع كهذا.

من هو هذا الفاعل الخارجي؟

هناك قوى إقليمية تناصب العداء للمنطقة، وهناك في الدرجة الأولى «إسرائيل» التي لا تريد «حولها» دولاً قوية. في بدايات القرن العشرين كانت الدول العربية المحيطة بفلسطين المحتلة ضعيفة، أما اليوم، عندما كبر حجم هذه الدول عسكرياً وبشرياً واقتصادياً، فلا تريد «إسرائيل» أن تجد دولة قوية في العراق، أو في سورية، أو في لبنان.

«إسرائيل» لا تريد أن ترى العراق بوابة الدول العربية، ولا سورية مركز الثقل في المشرق العربي وقلب المنطقة، ولا لبنان آمناً ومزدهراً وقوياً.

إذاً، تقسيم هذه الدول هو الهدف الاستراتيجي للغرب و«إسرائيل». اليوم عندما تتحرك «داعش» من شمال شرق سورية نحو الموصل وصولاً إلى تكريت، تريد أن تستثمر خارطتها الجغرافية. هذه الخارطة الجغرافية تحمل في طيّاتها خطورة مذهبية لأنها تدخل العالم العالم العربي في آتون حرب طائفية مدمّرة. ما الذي يبقى إذا كان هناك من ينفذ مخططاً من أجل حرب مذهبية؟ من المستفيد؟ لا أحد، الكل سيخسر والدول ستتفتت إلى كيانات صغيرة.

هل يمكن اعتبار أنّ ما يجري اليوم في العراق عقاب للمالكي بسبب موقفه المؤيد النظام في سورية؟

موقف العراق حيال الاحداث في سورية تحديداً كان يجب ان يكون هكذا، لأن الارهاب يضرب المنطقة ككل. وهذا الارهاب بما يحمله من افكار مستقبلية لا يهدّد امن سورية، انما كل دولة ومنطقة في العالم العربي. لذلك الامن القومي العراقي موجود في سورية كما ان الامن القومي السوري موجود في لبنان والاردن وفلسطين، لذلك لا يستطيع العراق تجاهل ما يجري في سورية، ويعتبر ان الخطر على سورية خطر سيتمدّد. وقد قال ذلك المالكي تقريباً منذ سنتين عندما تحدث عن 600 مقاتل من القاعدة غادروا العراق إلى سورية. كان يعرف حقيقية ما يجري على الارض وكان العراق يريد ان يحصن ساحته مما يجري على الساحة السورية، لذلك كان لا بد ان يقف ضد الموجات الارهابية.

موقف المالكي كان يعبر فعلاً عن استراتيجية العراق للحفاظ على سيادته وأرضه، إلا ان ما جرى كان منتظراً، وما حصل في الموصل ليس مفاجئاً بحد ذاته، لكن المفاجأة كانت في الانهيار الكبير، في المؤامرة والخيانة من قبل البعض.

هل تلومون المالكي على الادوار التي منحها لمن بقي من النظام السابق؟

لا نلوم المالكي، انما المالكي سيلوم نفسه وسيلوم السلطة وسيعيد حساباته ويقوم بنقد ذاتي، والمواطن العراقي سيسأل السياسيين والعسكريين عمّا فعلتوه؟ والدليل ان المالكي سرّح عدداً من كبار الضباط وأحال البعض الاخر إلى المحاكمة العسكرية، لأن ما جرى زلزال بقياس عشر درجات لثوانٍ قليلة.

هل سيخرج الأميركي والإيراني رابحين معاً والسعودي والتركي خاسرين في سورية والعراق أم ستطرح المقايضة: لمالكي مقابل «داعش» بعدما فشلت الانتخابات في إزاحة المالكي؟

ليس بالضرورة المالكي مقابل «داعش»، فالمسألة اكبر بكثير. عندما نتحدث اليوم عن «داعش» إنما نتحدث عن مخطط عقائدي ومخطط عسكري يشمل الهلال الخصيب، وقد نشرت «داعش» خريطتها العسكرية منذ ايام. المسألة تتعدى من في السلطة المالكي أوغيره، لان المساومة على المالكي مساومة على الدور، أيّ دور يريدون في العراق، إذا كان المالكي يريد ان يقف في وجه التمدد الطائفي الذي يريد أن يدمر العراق، هل هذا يعني انه يجب الاطاحة بالمالكي والإتيان بغيره لكي يقف مع السياسات التي تحضر ضد العراق والمنطقة؟

هل سيتمدّد المشروع؟

نعم قد يمتد اذا لم نستطع أن نواجه هذا الامتداد الخطير. على القيادة العربية أن تتحرك بإطار قومي. السيستاني اعلن الجهاد المقدس وهذا لا يكفي، فعلى رجال الدين مسيحيين ومسلمين اطلاق الصيحة من اجل اخذ العراق إلى شاطئ الامان والوقوف امام هذه الهجمة، لكن ان نقف امام هذا التمدد الطائفي المكشوف للعالم كله ونخوض حرباً مذهبية فهذا شيء خطير يجب تجنبه، وعلى الفصائل العراقية ان تكون حذرة جداً، لأن الدخول في حرب مذهبية معروف، لكن المجهول كيف نخرج منها.

من هي الدول المستفيدة من وجود «داعش» وتستخدم ما يجري للضغط السياسي؟

اتصور ان كل من يدعم «إسرائيل» وينسق معها، مستفيد. فهناك دول اقليمية لا تريد ان يكون العراق بلداً قوياً، وهناك من لا يريد ان تبقى سورية على مواقفها القومية العربية، وألا تبقى على دعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين، وهناك من لا يريد ان تبقى سورية موحدة ضامنة للحقوق العربية وتشكل مقاومة متواصلة في وجه اي هيمنة أو عدوان، وبصريح العبارة، هناك من يهادن مع الدول الكبرى وينسق مع سياساتها السلبية بحق الشعوب العربية ووحدتها وتطورها، وكل هذا الفريق يعمل معاً من أجل تغيير المعادلة في المنطقة للقضاء على المقاومة.

ألا ترون في المشهد العراقي مقدمة للتفاوض طالما أصبح لكل فريق آلية وأوراق للضغط على الآخر؟

أي بلد تجري فيه احداث خطيرة لا بد ان ينجم عنها في ما بعد مفاوضات بين أطراف النزاع في الداخل او الخارج. لا نستطيع ان نقول ان الاحداث السورية هي سورية صرف، فهي تدخلات خارجية تريد ان تطيح بالنظام. وما يجري بالعراق لا نستطيع القول انه عراقي بحت لأن المسلحين الارهابيين على الساحة العراقية يتلقون الدعم من الخارج، وهذا يعني ان هناك دعماً متواصلاً من الخارج.

هناك من يقول أن استهداف العراق وسورية استهداف لإيران… ما ردّكم؟

لا شك ان القوى الاساسية الفاعلة على الساحة هي تركيا وإيران والسعودية ومصر… إيران منذ ثورتها عام 1979 اتخذت موقفاً مستقلاً معادياً للغرب ووقفت إلى جانب القضية الفلسطينية، واعتبرت ان تحرير فلسطين لا يعني العالم العربي فقط انما العالم الاسلامي وكل احرار العالم. كان لإيران موقف واضح ضد «إسرائيل» بقطع العلاقات الدبلوماسية معها ووقف اي شكل من اشكال العلاقات، فجعلت نفسها في مكان متقدم عن الدول العربية في وقت أن دولا عربية يدور بينها وبين «إسرائيل» غزل.

ايران اليوم موقع استراتيجي متقدم وكبير، وهي بمثابة القلعة وحولها خطوط الدفاع: العراق سورية وفلسطين، وهي الامتداد المقاوم الرافض للهيمنة على هذه المنطقة والرافض للعدوان «الاسرائيلي» على المنطقة. عندما تضرب المقاومة في فلسطين لا شك ستضعف المقاومة في لبنان

ماذا تتوقعون حيال طريقة تحرك إيران إزاء ما يجري في العراق؟

لا تستطيع ايران أن تعزل نفسها عن المنطقة والعراق تحديداً، لأن ما يجري يمسّ أمنها القومي، وهي على الحدود العراقية منطقة اربيل – السليمانية مثلاً على حدود ايران. إذاً ايران دولة اقليمية كبرى تأخذ امنها القومي بالاعتبار لا يمكن ان تترك ما يجري على الساحة العراقية قائماً، ولا نعني هنا التدخل العسكري. فيمكنها ذلك من خلال التنسيق مع دول فاعلة في العالم لإثبات ما يمكن أن يحضّره هذا الزحف على الامن القومي العربي والاقليمي والعالمي، ففي نهاية الامر هل ستتوقف المجموعات المسلحة؟

ثمة أزمات في أوكرانيا وسورية والعراق، هل هي مصادفات، أم أن هذا المحور بكامله مستهدف في الصميم؟

روسيا اليوم كدولة عظمى لا يمكن ان تكون تابعة أو تدور في فلك دولة كبيرة. قدر روسيا انها دولة عظمى منذ نشوئها ولا يمكن ان تكون منقادة أو تنفذ سياسات دولة كبرى، لذلك فهي تتعاطى سياسة الندّ للندّ.

عندما تفكك الاتحاد السوفياتي، وينتهي حلف وارسو، نرى أنّ الاتحاد الاوروبي يتقدم باتجاه الشرق: لاتفيا ليتوانيا استونيا، والدول التي انضمت للاتحاد الروسي. والولايات المتحدة الاميركية تتقدم باتجاه الشرق من خلال منظوماتها الصاروخية، هذا الامر لا يمكن ان يروق لروسيا. عندما ارادت ان تتقدم الولايات المتحدة باتجاه روسيا، وجدنا ردّ الروسي حاسماً، وعندما أرادت الولايات المتحدة ان تطيح بالنظام في اوكرانيا وأن تنشئ نظاماً جديداً موالياً لها، كان هذا خطيراً على المدى البعيد، خاصة ان هذا يشكل تهديداً لروسيا، لأن أوكرانيا على حدود روسيا، لذلك كان الرد حاسماً قوياً وسريعاً، فروسيا لن تقبل ما يجري على الساحة.

المصالح الاستراتيجية لروسيا في اوروبا والتي تخدم امنها القومي حاسمة، ولروسيا في المنطقة العربية مصالحها، وهي لا تستطيع ان تترك مصالحها للنفوذ الغربي من دون ان يكون لها نفوذ فاعل.

هل أجّجت الأزمة الأوكرانية العلاقات الأميركية ـ الروسية؟

لا شك ان ما جرى يصيب الامن القومي الروسي ويؤسس لحرب باردة ونوع من الفتور السياسي، ولكن بالنسبة إلى روسيا يجب أن نفصل مصالح روسيا في اوكرانيا، ومعرفة ان روسيا لا يمكن ان تساوم عليها. ولا تفاوض مستقبلياً بعد ذلك في القرم، أما في ما يتعلق بالجزء المتبقي من أوكرانيا، والتسويات هناك، فإن هذا موضوع آخر. لكن روسيا لا تخلط الامور أو تساوم على مصالحها في أوكرانيا لمصلحة منطقة الشرق الاوسط.

يعرف الطرف الاخر ان لكل حالة ردّ معين وسياسية معينة، بمعنى آخر، القرم استعادتها روسيا ولا يمكن بأيّ صورة أن تتخلى روسيا عن القرم مقابل تسوية في منطقتنا.

بالنسبة إلى سورية، يبدو جلياً أن النظام في وضع جيد ويشهد الجيش السوري تقدماً ملحوظاً، هل ستذهب الأمور إلى التفاوض مع العصابات أم أنّ الجيش سيحسم المعركة؟

منذ اليوم الاول قلنا ان الحل سياسي، وأن الحل في سورية لا يمكن أن يأتي سوى من الافرقاء السوريين. وأن التدخل الخارجي سيزيد من التعقيدات ولا يساعد في السلام، وما قلناه منذ 3 سنوات نعيد ونكرّره اليوم.

كان النظام في سورية واضحاً لجهة الاصلاح، لكن لا يمكن للاصلاح ان يتم في ظل ظروف متوترة وعناصر مسلحين يقومونا بأعمال ضد المدنيين ومن خلال دعم خارجي.

كان محضّراً لسورية أن يطيح المتآمرون بالنظام منذ الاشهر الاولى، لكن حيال صمود سورية بجيشها وشعبها وقيادتها وعدم انقسام الجيش، وإن فر منه عناصر بنسبة ضئيلة جداً، لم يستطع الخارج التأسيس على تقسيم سورية، وبقي النظام مقاوماً صلباً متراصاً إلى ان استطاع إحراز التقدم الميداني.

المواطن السوري كان يقارن الماضي بالحاضر، وكان يعلم جيداً أين كان وأين أصبح، ويعلم ما كان محضراً للبلد.

هل تقصدون أنّ الوعي لدى المواطن السوري تقدّم على السياسة؟

طبعاً، كان يعلم كل شيء، ويعلم أن مصالحه التي سرقت وهدمت، والمزارع التي أحرقت لمصلحة من. هل من اجل انشاء نظام حرية وديمقراطية؟ أنا متفائل بوعي المواطن السوري حيال مستقبل سورية.

هل تخشون هجمات مرتدّة من قبل المسلحين الذين يحاولون السيطرة مجدّداً على مناطق انسحبوا منها كالقلمون، أو حتى محاولات وصل الحدود السورية بالعراقية؟

الهجمات مستمرة فليكن. وهي متواصلة ولكن وعي المواطن السوري والقيادة السورية وتماسك الجيش السوري، كل ذلك يقرر. ومن صمد خلال ثلاث سنوات يستطيع أن يصمد أكثر، لأنه يملك الحقيقة. لذلك، كانت الانتخابات صدمةً لأعداء سورية والمنطقة، وكانوا يتصورون ان ما يجري في سورية لن يتيح للقيادة السياسية أن تجري الانتخابات.

شاهدنا خارج سورية الزحف للانتخابات، وفي داخلها أيضاً على رغم الاوضاع الامنية، هذا الزحف البشري الذي قال للعالم: «انا مع سورية» قبل ان يقول انا مع الرئيس الأسد، لأن الرئيس رمز سورية، «انا مع وحدة سورية»، لذلك أنا متفائل، وسورية عاجلاً أم آجلاً ستخرج معافاة.

هل تقدّم المشهد العراقي على السوري خصوصاً بعد انتخاب الرئيس بشار الأسد، والثرثرات الغربية حول «لاشرعية الانتخابات»؟

لا يحق لأي شخص في الخارج ان يقول هذا النظام لا يعنيني، أو أن ينتقد الانتخابات السورية، فهذا تدخل سافر. اليوم، بعد الانتخابات في سورية وفي العراق، توقع كثيرون أن تذهب الانتخابات العراقية إلى غير الشاطئ الذي وصلت إليه، وكانوا يتمنون خسارة المالكي، لأن فوز الرئيسين الأسد والمالكي لا يساعد في تنفيذ المشروع الذي يحضّر للمنطقة.

كدبلوماسي، كيف قرأتم موقف بريطانيا حيال إيران؟

هناك حسابات ومصالح، لا يمكن لأحد أن يتجاهل دور إيران في المنطقة، كما إنها دولة مؤثرة وفاعلة. عندما يكون هناك لدولة كبرى مصالح معينة في المنطقة، لا تستطيع إلى ما لا نهاية ان تتجاهل إيران ودورها.

ماذا عن تخوف بريطانيا التي تضم عدداًَ كبيراً من المتشدّدين من امتداد الخطر إليها؟

الغرب كلّه يخشى طبعاً توسع الارهاب خارج المنطقة. أحد المقاتلين من تنظيم متطرّف انسحب من تنظيمه وتحدث صراحة كيف تتم عملية تجنيد المقاتلين من الخارج، ويعطي مثالاً أن احد البريطانيين اتصل به وقال له إن لم تستطع أن تأتي إلى سورية أو العراق للقيام بعمليات فماذا تفعل؟ أجابه تستطيع ان تقوم بعمليات حيث أنت، يعني داخل البلد. الارهاب لا يتجزّء وليعلم الجميع أنّه عندما يضرب الارهاب، يضرب أينما كان من دون مبرّر.

هناك من يقول ان الغرب يريد ان يتخلص من المتطرفين ليُقتلوا في المنطقة، لكن هل الذين أتوا إلى المنطقة ليس لديهم اتباع في الدول التي أتوا منها؟؟

على الغرب أن يعلم ان هناك ارتدادات، ولا بد أن تطالهم. لذلك يجب وضع حدّ نهائي للارهاب.

لا بدّ أن نسألكم عن ملف الرئاسة اللبنانية، فما هي رؤيتكم، وأين هو الرئيس؟

هناك انقسام عمودي في لبنان، ولا يستطيع أي فريق من الفريقين 8 و14 آذار القول هذا هو الرئيس الذي أريد، لأن ما يطرحه فريق يرفضه الآخر. لذلك لا بدّ من إيجاد توافق بين الفريقين على شخصية وطنية لبنانية تعبّر عن الواقع اللبناني ومصلحة لبنان، وما يجري في المنطقة عليها أن تأخذه بعين الاعتبار، كما عليها أن تصون المقاومة في لبنان.

كان بعض اللبنانيين ينتظرون الحدث السوري لينتخبوا رئيساً، هل سينتظرون اليوم الحدث العراقي؟

عندما ينتظر اللبنانيون ما يجري في الخارج لانتخاب رئيس، فهذا انتقاص من القرار الوطني الداخلي. انتظار ما يريده الغير ومتغيرات المنطقة لا يجوز، إن كان هناك قرار سياديّ لبنانيّ لا نصل إلى هنا، وللأسف لا قرار سيادياً، وربما تعودنا في كل مرة للاسف منذ 1948 أن ناخذ بعين الاعتبار ليس فقط مواقف دول الجوار، بل دول العالم.

الفراغ مضر بلبنان ولفجوة بين السياسيين خطيرة لا ن الفراغ والفجوة تؤثر على الوضع السياسي والامني والاقتصادي الاجتماعي والسياحي والنفسي..

لدينا دستور يجب احترامه وليس هناك من مبرر مطلقا ان لا تجري الانتخابات الرئاسية..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى