«القومي» في مذكرة يطالب بان كي مون بالتحرك السريع لإرغام «إسرائيل» على وقف عدوانها وجرائمها ضدّ الفلسطينيين

نظّم الحزب السوري القومي الاجتماعي مساء الأربعاء الماضي 21/10/2015 اعتصاماً أمام مقرّ «الأسكوا» في وسط بيروت، تحية لجيل الانتفاضة الثالثة في فلسطين وتنديداً بجرائم العدو الصهيوني. وقد شارك في الاعتصام عدد كبير من ممثلي الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية ومسؤولي الفصائل الفلسطينية وفاعليات ثقافية وطالبية واجتماعية وحشد من القوميين والمواطنين.

وتخلّلت الاعتصام كلمات باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي وتحالف القوى الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وأجمعت الكلمات على ضرورة توفير كلّ وسائل الدعم والتضامن مع أبناء شعبنا في فلسطين الذين يواجهون بالصدور العارية آلة الحرب الصهيونية التي تمارس بحقهم أعتى أنواع القمع والتعسّف والإجرام. كما أكد الخطباء أهمية التمسك بخيار المقاومة والانتفاضة لكونه السبيل الأنجع والأنجح والوحيد القادر على مواجهة الاحتلال وتحرير الأرض واستعادة الحقوق الوطنية والقومية.

وأعدّ «القومي» مذكرة باسم المعتصمين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالبه بتطبيق مبادئ الأمم المتحدة من خلال التحرك السريع لإرغام الاحتلال «الإسرائيلي» على وقف عدوانه ضدّ الفلسطينيين، واتخاذ التدابير والإجراءات الفعّالة ضدّ كيان العدو كونه كياناً غير شرعي وغير طبيعي، قام على الاحتلال والاستيطان والعدوان والقتل والمجازر والجرائم المصنّفة جرائم ضدّ الإنسانية، بما يستدعي إعادة الاعتبار إلى القرار 3379 الذي يساوي الصهيونية بالعنصرية، وتنفيذ كلّ القرارات الدولية التي تنص على حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وحق تقرير مصيرهم.

وفي ما يلي نص المذكرة:

نحن المعتصمين أمام مقرّ «الأسكوا» التابع للأمم المتحدة في بيروت، تنديداً بجرائم «إسرائيل» ضدّ الفلسطينيين العزّل، نناشدكم، التحرك السريع، من أجل إرغام الاحتلال «الإسرائيلي» على وقف عدوانه ضدّ الفلسطينيين، لأنّ ما يقوم به هذا الاحتلال من غطرسة وعدوان وقتل واستيطان هو جرائم ضدّ الإنسانية.

لقد تأسّست الأمم المتحدة على مقاصد ومبادئ أساسية تنص على حفظ السلم والأمن الدوليين، وقد اتخذت لنفسها حق القيام بالتدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدّد السلم وإزالتها، وقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وأكدت حق الشعوب في تقرير مصيرها واحترام حقوق الإنسان.

وحيث إنّ «إسرائيل» تنتهك كلّ هذه المبادئ، نتوجه إليكم، مطالبين الأمم المتحدة باتخاذ التدابير والإجراءات الفعالة ضدّ «إسرائيل»، لأنها كيان غير شرعي وغير طبيعي، قام على احتلال أرض فلسطين، ويسعى إلى تكريس احتلاله بخطط الاستيطان والتهويد الممنهجة، وبإبادة الفلسطينيين بعمليات القتل ضدّ الأطفال والنساء والشيوخ. والعالم كله على دراية بالمجازر الصهيونية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، والتي بدأت منذ أوائل القرن الماضي على أيدي العصابات الإرهابية «الإسرائيلية» من «الهاغانا» إلى «شتيرن»، إلى مجزرة دير ياسين وما تبعها من مجازر وحشية بحق شعبنا مستمرة إلى يومنا هذا.

إنّ جرائم «إسرائيل» ضدّ الإنسان الفلسطيني وضدّ الإنسانية ليست مستجدّة، بل هي ملازمة لنشأة هذا الكيان الإرهابي العنصري الاستيطاني الذي قام بالاحتلال على أساس وعد بلفور الاستعماري المشؤوم، والأمم المتحدة ذاتها، أدانته، ووصفت ممارساته بالعنصرية في قرارها الصادر العام 1975 والذي يحمل الرقم 3379 ويساوي بين الصهيونية والعنصرية.

إنّ إلغاء القرار 3379 في العام 1991، في المرحلة التي شهدت بداية السطوة الأميركية على العالم بعد تبدّل موازين القوى دولياً، شكل وصمة عار في تاريخ الأمم المتحدة. فـ»إسرائيل» لم تغيّر طبيعتها العنصرية، ولم توقف جرائمها ضدّ الفلسطينيين، ولم تلتزم القرارات الدولية التي تنص على حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وحق تقرير مصيرهم، بل ازدادت غطرسة وإجراماً وعنصرية.

لذلك، ندعوكم يا سعادة الأمين العام، إلى التزام المبادئ والمقاصد التي تأسست عليها الأمم المتحدة، وهذا يحتّمُ إعادة الاعتبار إلى قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية، وتحويل المجرمين الصهاينة إلى المحاكم الدولية لارتكابهم جرائم ضدّ الإنسانية، وطرد «إسرائيل» من الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأنها تواصل احتلالها لفلسطين وتنتهك القرارات الدولية التي تؤكد حق الفلسطينيين في العودة إلى فلسطين وتقرير مصيرهم.

إنّ ما نشهده اليوم على الأرض الفلسطينية، من إجرام صهيوني بحق الفلسطينيين العُزّل، يندى له جبين الإنسانية. فهذا الاحتلال الصهيوني العنصري الاستيطاني المدجج بسلاح القتل الفتاك، يمارس بدم بارد أبشع أنواع القتل والمجازر، وتقتدي به المجموعات الإرهابية المتطرفة التي باتت تشكل خطراً على العالم أجمع، كما ويواصل سياساته الاستيطانية والتهويدية ضارباً عُرض الحائط القرارات الدولية، ما يستوجب أن تتخذ الأمم المتحدة التدابير الحاسمة والفعّالة لإنهاء هذا الاحتلال العنصري الاستيطاني ووقف المذبحة بحق الفلسطينيين والإنسانية جمعاء.

إنّ ممارسات وجرائم الاحتلال «الإسرائيلي» لا تنحصر أخطارها بإبادة الفلسطينيين بل تتعداها إلى تعريض السلم والأمن الدوليين للخطر والانهيار، وإلى استباحة حقوق الإنسان، وهما العنوانان الأساسيان اللذان قامت الأمم المتحدة على أساس حمايتهما. لذلك لا يجب التغاضي عن جرائم الاحتلال «الإسرائيلي» وأعماله الإرهابية العنصرية الإجرامية.

صرختنا اليوم من بيروت، عاصمة المقاومة أن: أوقفوا الحرب «الإسرائيلية» ضدّ شعبنا في فلسطين وضدّ الإنسانية جمعاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى