ندوة لـ«مؤسّسة إنعام رعد الفكرية» عن كتاب «حرب التحرير القوميّة»

نظّمت «مؤسسة إنعام رعد الفكرية»، ندوة حول كتابه «حرب التحرير القومية» في طبعته الثالثة، وذلك في قاعة «دار الندوة» في الحمرا، بحضور رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق محمود عبد الخالق ونائب رئيس الحزب توفيق مهنا، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، رئيس الندوة الثقافية المركزية في الحزب الدكتور زهير فياض، كريمتَي الزعيم صفية وأليسار سعاده، ليلى إنعام رعد، الوزير السابق بشارة مرهج، علي غندور، المحامي صباح قبرصي، الإعلامي إدمون صعب ومفكّرين.

قدّم للندوة الكاتب محمود شريح، ثمّ تحدّث عبد الحسين شعبان وقال: «بقدر ما هو سياسيّ قلباً وقالباً، إلا أن لمعة المفكر عنده كانت موازية وومضة المجتهد فيه كانت حاضرة والنزعة الاستقلالية لديه كانت بارزة. إنعام رعد من السياسيين المفكرين الذين لبسوا القبعتين بحسب المثل الفرنسي قبعة السياسة… وقبعة الفكر».

وتابع: «لا يمكن الإحاطة بالحزب السوري القومي الاجتماعي، ما لم تعط لكتابات إنعام رعد وأفكاره حقها، وقد حاول الإضاءة على أفكار انطون سعاده الزعيم التاريخي خصوصاً في موضوع الخطر الصهيوني والتناقض الأساسي بين الحركة القومية والاستعمار. وكان لإنعام رعد موقف نضالي متميز من الصهيونية بكل أشكالها وألوانها وصورها».

وأضاف: «يعتبر مؤلَّفه من أهم المؤلفات التي تناولت الظاهرة والمضمون والاستراتيجية بغضّ النظر عن الاتفاق معه في استنتاجاته أو الاختلاف حولها، لقد نظر في هذا الكتاب إلى حركة التحرير القومية بمداها العالمي المفتوح، وحاول قراءة المتغيرات والمستجدات والتوفيق دائماً بين الغاية والوسيلة».

وقال: «كتاب حرب التحرير القومية، مرجع فكر مهم في الإضاءة على حركة التحرير القومي ونضالها المرير ضد الاستعمار والاستعباد العالميين في مراحل تاريخية متعددة، وينطلق من حقيقة أن الواقع القومي ليس مسألة طارئة، بل وجود واقعي موضوعي ذو أبعاد مختلفة، ويشكل مرتكزاً أساسياً في فهم كل المتغيرات والأحداث والتطورات الداخلية واستيعابها على المستويات القومي والإقليمي والدولي».

ثم تحدّث الوزير السابق بشارة مرهج عن رعد المناضل السياسي في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأشار إلى أنه يطرح في كتابه أفكاراً غاية في الوضوح والحسم، فلا غموض ولا إبهام، ولا احتفاظ بخطّ احتياطي للرجعة. وفي هذا الكتاب المهم والخطير على طريق النهضة والنضال القومي ينجح إنعام رعد في تطبيق منهج علميّ متكامل على مجريات الواقع بمعطياته وتحوّلاته.

وقال: «يتمكن الكاتب من خلال تحليله العلمي وتعمقه في دراسة الظواهر المرحلية من الحضور بقوة في ميدان التفكير المنهجي والخروج بمعادلات سياسية أثبتت التجربة صحتها بعد مرور 45 سنة على إصدار الكتاب في طبعته الأولى. وهو إذ يغوص في ملفات التاريخ الراهن مستخرجاً العبر والدروس بما يعزّز مواقفه الساطعة، نراه في هذا الكتاب معمارياً بارعاً يفذلك المقولات والاطروحات ليعيد صوغها في بناء متكامل وشفاف على خلفية أفكاره المستقاة من النظرية القومية التي أرسى مداميكها مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي المفكر والمناضل أنطون سعاده».

وأضاف: «إن التحرير الذي يقوم به الفرد المتحد بالأمة والأمة الناهضة بطاقات الشعب، فإنه لا يدحر الصهيونية والاستعمار عن بلادنا والعالم فحسب، إنما يحرّرنا من كلّ أمراضنا وأوهامنا سواء تلك التي صنعناها بأنفسنا في زمن الردة والانحطاط، أو تلك التي زرعها في مجتمعاتنا تحالف الصهيونية والاستعمار».

وقال: «هنا ينبّه رعد إلى أن الثورة الفلسطينية التي حققت غايتها في بلورة الشخصية الفلسطينية على الخريطة الدولية من مصلحتها تفادي الاختناق، والخروج الفعلي من كياناتها، والالتحام بالمدى القومي وصولاً إلى حرب التحرير القومية التي تحقق الانتصار الفعلي على العدو الغاصب».

وأشار إلى أنه في هذا الصراع الفكري الذي أقبل عليه أنعام رعد بحماسة، يبرز قلمه حاداً ذكياً في تقديم أطروحاته ودحض أطروحات الآخرين بترفع ومسؤولية، محاذراً السقوط في لغة التجريح وديماغوجية التحليل. وفي هذا الإطار يفرد الكاتب فصولاً لمعالجة النظرية الشيوعية التي انحازت إليها حركات فلسطينة وعربية ارتدّت على النظرية القومية واعتبرتها سبباً رئيساً في جرّ الأمة إلى مستنقع الهزيمة والعار.

وختاماً، ألقى كمال ذبيان كلمة المؤسسة وقال: «إن هذه الندوة ليست لإحياء ذكرى إنعام رعد، إنما للتواصل مع المفكّر الذي رحل عنّا وانقطع وابتعدنا عنه، ففي إصدار الطبعة الثالثة من كتابه حرب التحرير القومية إنما يعيدنا إلى مرحلة الأنظمة التي حملت الفكر القومي، الذي غابت عنه الحقائق العلمية والاجتماعية والدورة الاقتصادية، فكانت نتائجه وخيمة في مواجهة العدو الصهيوني في حرب حزيران 1967، وكان الكتاب تصويب للصراع مع الكيان الصهيوني الذي يستهدف البيئة الجغرافية للمشرق العربي، والصراع معه صراع وجود .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى