الجيش السوري يسيطر على جبل زاهية الاستراتيجي في ريف اللاذقية

رحب الكرملين بإعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن نيته تشكيل تحالف واسع ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، مؤكداً أن زيارة الرئيس الفرنسي لموسكو الأسبوع المقبل ستأتي في سياق هذه الجهود.

وأكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي تعليقاً على الزيارة المرتقبة لهولاند إلى موسكو، أن التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب وحول التسوية السورية سيكون في صلب اللقاء بين الرئيسين بوتين وهولاند، وقال: «ترحب روسيا بإعلان الرئيس الفرنسي عن نيته تشكيل تحالف واسع مناهض لـ«داعش».

واعتبر مساعد الرئيس الروسي أن الأولويات التي يطرحها الجانب الفرنسي في سياق مكافحة الإرهاب تتطابق مع مبادرة الرئيس بوتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول إصدار قرار دولي بشأن التنسيق بين جميع القوى التي تحارب «داعش» والتنظيمات الإرهابية.

وبشأن زيارة هولاند إلى واشنطن يوم الثلاثاء المقبل، أي قبل يومين من زيارته إلى موسكو، قال أوشاكوف إن الجانب الروسي يعتبر هذه الزيارة «استمراراً لجهود هولاند لتشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب، ونحن ندعم هذه الجهود بنشاط، لأنها تتطابق مع جوهر مبادراتنا في الجمعية العامة».

جاء ذلك في وقت بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي أمس تطبيق اتفاقات فيينا بشأن تسوية الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الاتصال جرى بمبادرة من واشنطن، وتبادل الجانبان خلاله تطوير الآراء حول تسوية الأزمة السورية، والذي أطلقه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما أثناء لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين في أنطاليا.

وبحسب الخارجية الروسية، فإن المكالمة الهاتفية للافروف تركزت على أهمية حشد الجهود لمواجهة «داعش» وتنظيمات إرهابية أخرى بقوى مشتركة، وذلك «بالتوازي مع تنشيط الجهود لإقامة الحوار بين الحكومة السورية ووفد يمثل طيفاً واسعاً من المعارضة السورية».

وفي السياق، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، العسكريين الروس الذين ينفذون مهامهم في سورية للحفاظ على مستوى المهنية للعملية العسكرية.

وقال خلال مؤتمر عبر الفيديو مع القادة العسكريين «المهام تنفذ، وتنفذ بشكل جيّد لكن هذا غير كاف بعد لتطهير سورية من المسلحين والإرهابيين، وحماية روسيا من الهجمات الإرهابية المحتملة»، وأضاف: «أمامنا كم كبير من العمل، وآمل أن تنفذ المراحل المقبلة بنفس الدقة والمهنية، وأن تأتي بالنتائج المرجوة».

من ناحيته، قدم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تقريره للرئيس بوتين وقال إن القوات المسلحة الروسية تواصل عمليتها للقضاء على قادة المنظمات الإرهابية وأعوانهم وتشويش أنظمة الإدارة والإمداد التابعة لهذه المنظمات، إضافة إلى تدمير منشآت البنية التحتية العسكرية والنفطية لتنظيم «داعش».

وأضاف أن الطائرات الروسية تنفذ 143 طلعة يومياً، أما المجموعة البحرية الروسية في المنطقة فتبلغ 10 سفن، منها ست في البحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أن أداء الطيران الحربي الروسي يضمن تغطية عمليات الجيش السوري في محافظات حلب وإدلب وفي الجبال المحيطة باللاذقية وفي منطقة تدمر.

كما أفاد الوزير الروسي بأنه خلال الأيام الأربعة الماضية شملت العملية الجوية الروسية توجيه ضربات باستخدام الصواريخ المجنحة من مياه بحر قزوين والبحر الأبيض المتوسط، وقطعت هذه الصواريخ مسافة تبلغ 1500 كلم، أما إقلاع الطائرات الحربية فاستخدمت لذلك مطارات تقع في أراضي كل من روسيا وسورية.

وأكد شويغو أن 29 طائرة من الطيران الاستراتيجي والقاذفات أقلعت من جهة بحر قزوين لقصف أهدافها في سورية، مضيفاً أن سفن أسطول بحر قزوين أطلقت اليوم أمس 18 صاروخاً مجنحاً على مواقع الإرهابيين، أصابت 7 منها أهدافاً في محافظات الرقة وإدلب وحلب. إذ تم القضاء على أكثر من 600 مسلح عند تدمير أحد المواقع في دير الزور.

وأشار الوزير الروسي إن عدد الطائرات الروسية في قاعدة حميميم في اللاذقية تضاعفت وصولاً إلى 69 طائرة، مؤكداً أن جهود القوات الجوية الفضائية الروسية مركزة على تدمير القاعدة المالية الاقتصادية لتنظيم «داعش»، إذ أسفرت عن منع وصول 60 ألف طن من النفط إلى السوق السوداء يومياً، ويخسر الإرهابيون 1.5 مليون دولار يومياً.

واستطرد شويغو: «في المجموع، خلال العمليات الجوية الاستراتيجية والتكتيكية نفذت 522 طلعة جوية، وجرى إطلاق 101 صاروخ كروز من الجو والبحر، ورمي 1.4 ألف طن من القنابل لأغراض مختلفة وتم تدمير 826 موقعاً للعدو».

وفي شأن متصل، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو لا تخطط لشن أي عملية برية في سورية، وقال: «إن الحديث لا يدور كما لم يدر سابقاً عن شن عملية برية».

ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس على جبل الزويقات وجبل زاهية الاستراتيجي في ريف اللاذقية الشمالي والذي يطل على ناحية ربيعة، التي تشكل معقل رئيسي للإرهابيين في ريف المدينة.

وفي السياق، أحبط الجيش السوري أمس، هجوماً شنه مسلحو «داعش» على مطار دير الزور العسكري، وأكد مصدر عسكري سوري أن المدافعين عن قاعدة دير الزور صدوا هجوم التنظيم الإرهابي بمساعدة الطيران العسكري السوري، وشنوا هجوماً معاكساً تمكنوا خلاله من توسيع رقعة سيطرتهم على بلدات تجاور المطار.

الى ذلك، أكد متحدث عسكري باسم الجيش السوري أن سلاح الجو السوري نفذ 114 طلعة جوية على 447 هدفاً للتنظيمات الإرهابية في أرياف دمشق وحمص وحماة وإدلب وحلب ودير الزور واللاذقية في الفترة من 15 إلى 20 الشهر الجاري.

وأكد المتحدث أن الضربات الجوية أسفرت عن تدمير رتل عربات بعضها مزود برشاشات في الشنداخية الجنوبية بريف حمص ومقر قيادة و13 عربة مختلفة وورشتين لتصنيع العبوات الناسفة لتنظيم «داعش» الإرهابي في الحويقة بدير الزور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى