قهوجي: في «أمر اليوم»: المعركة ضدّ الإرهاب مستمرة بلا هوادة إبراهيم: الشّغور الرئاسي لن يثنينا عن القيام بواجباتنا ومُقبلون على أيام أفضل

أكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي، الاستمرار في المعركة ضدّ الإرهاب من دون هوادة، مشدّداً على أنّ كل المحاولات الإرهابية ستبوء بالفشل أمام صمود الجيش واللبنانيين وتضامنهم الوطني الواس ، فيما أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أنّ «الشغور الرئاسي لن يثنينا عن القيام بواجباتنا المهنية والوطنية. فنحن لسنا موظفين، بل أصحاب قضية»، مشدّداً على «أننا مقتنعون أنّ العدو «الإسرائيلي» عدوّنا الأول ويجب التصدي لمخططاته، أما العدو الثاني التكفيري فهو نتاج العدو «الإسرائيلي» بامتياز».

قهوجي

وكان العماد قهوجي، وجّه لمناسبة الذكرى الثانية والسبعين للاستقلال «أمر اليوم» إلى العسكريين، وأشار فيه إلى أنّ «عيد الاستقلال الثاني والسبعين، يُطلّ فيما تستمر معركة الجيش ضدّ الإرهاب من دون هوادة، ولا سيّما بعد ازدياد نشاطاته الإرهابية وتهديده السلم العالمي، ومحاولاته المتكررة في لبنان لضرب الاستقرار الوطني، وترويع المواطنين الآمنين، كما حصل بالأمس القريب في استهدافه الوحشي والجبان الضاحية الجنوبية للعاصمة. لكن محاولاته ومخططاته كلها ستبوء بالفشل كما فشلت سابقاً، أمام وعيكم ويقظتكم، وتصدّيكم بكل قوة للتنظيمات الإرهابية وخلاياها التخريبية أينما كانت، وأمام صمود اللبنانيين والتفافهم حولكم، ورفضهم القاطع لهذه الظاهرة الغريبة عن نسيجهم الاجتماعي، وتضامنهم الوطني الواسع، في مواجهة أي عملية إرهابية تستهدف أي منطقة أو فئة لبنانية».

ودعا قهوجي العسكريين «إلى المزيد من رصّ الصفوف والبقاء على أهبة الاستعداد، سواء على الحدود الجنوبية لمواجهة العدو «الإسرائيلي»، والتمسك بالقرار 1701 ومندرجاته بالتعاون مع القوات الدولية، أو على الحدود الشرقية وفي الداخل، لضرب الإرهاب وخلاياه التخريبية بيدٍ من حديد، وللحفاظ على مسيرة السلم الأهلي في البلاد. وإنّي على ثقة تامة، بأنّكم لم ولن تسمحوا بإسقاط مؤسسات الدولة، وقادرون على مواكبة مختلف الاستحقاقات الدستورية والوطنية المرتقبة بجهوزية أمنية كاملة».

أضاف: «أيّها العسكريون، على الرغم من استمرار الشّغور الرئاسي لفترة طويلة، بالتزامن مع تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وانعكاسها على انتظام عمل المؤسسات والحياة المعيشية للمواطنين. واصلتم أداء واجبكم الوطني بكلّ اندفاع وإخلاص، مقدّمين المثال في التماسك والولاء للمؤسسة، والتزام حماية مرتكزات الوفاق الوطني والعيش المشترك في كنف الدولة وحِمى القانون. وهذا ما جعل اللبنانيين على اختلاف مكوّناتهم، يعلّقون أنظارهم على دور جيشكم في حماية لبنان والحفاظ على مكتسبات شعبه.

أيها العسكريون، إنّ المهمات الجِّسام المُلقاة على عاتق الجيش في هذه المرحلة، لا يمكن أن تُنسينا في أي لحظة معاناة جنودنا المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، فلهؤلاء الأبطال الصابرين، تحية وفاء وعهد منّا على متابعة قضيتهم، والعمل بكل السبل المتاحة لتحريرهم وعودتهم سالمين إلى كنف عائلاتهم ومؤسستهم».

واختتم متوجهاً إلى العسكريين بالقول: «في عيد الاستقلال، يشخص إليكم اللبنانيون مجدّداً، حرّاساً للقيم الوطنية، ومحطّ ثقتهم بالخلاص والإنقاذ، فارفعوا رؤوسكم لأنكم أبناء مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء، التي حمت الوطن وستحميه، مهما اشتدّت المحن وغلت التضحيات».

وللمناسبة وضع قهوجي، يرافقه رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان، وعدد من كبار ضباط أجهزة القيادة، إكليلاً من الزهر على نصب شهداء الجيش في وزارة الدفاع الوطني، تكريماً لأرواحهم الطاهرة، وتقديراً لتضحياتهم الكبيرة في سبيل الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته واستقلاله.

وأُقيم في باحة وزارة الدفاع الوطني، احتفال رمزي حضره اللواء الركن سلمان ممثّلاً العماد قهوجي، وأركان القيادة وقادة الوحدات وضباطها، والموظفون المدنيون التابعون لها، حيث جرت مراسم رفع العلم وتلاوة «أمر اليوم» الذي وجّهه قائد الجيش إلى العسكريين بالمناسبة.

كذلك أُقيمت احتفالات رمزية في قيادات المناطق العسكرية والوحدات الكبرى والقطع المستقلة، تخلّلتها تلاوة «أمر اليوم» ووضع أكاليل من الزهر على النصب التذكارية للشهداء.

إبراهيم

وللمناسبة أيضاً، اجتمع اللواء إبراهيم بضباط المديرية العامة للأمن العام وعرض معهم الحال الأمنية والسياسية في لبنان، والأوضاع الداخلية في المديرية. وأشار إبراهيم، في كلمة له، إلى أنّ عيد الاستقلال «يعود هذا العام ولا تزال في قلبنا غصّة بسبب الفراغ الرئاسي، كما لا يزال الخطر جاثماً على صدر وطننا لبنان، الخطر الصهيوني والخطر الإرهابي الذي هو وليد الخطر الصهيوني. لكن الأمل موجود، وأكيد أنّنا مقبلون على أيام أفضل». وأضاف: «إنّ العيد 72 للاستقلال يحضر وسط صورة سوداوية، لكن الأمل موجود بالعودة إلى الحياة الداخلية والمؤسساتية الصحيحة. وشغور المؤسسة الأولى لن يُثنينا عن القيام بواجباتنا المهنية والوطنية. فنحن لسنا موظفين، بل أصحاب قضية. وأصحاب القضية المقتنعون بقضيّتهم هم أبناء المديرية الفعليّون».

وشدّد على «ضرورة الاستقامة في العمل وتحكيم الضمير والاهتمام بمؤسستنا، وعلى أنّ اقتناعنا لا يزال أنّ العدو الإسرائيلي هو عدوّنا الأول ويجب التصدي لمخططاته، أما العدو الثاني، أي التكفيري، فهو نتاج العدو «الإسرائيلي» بامتياز، والأيام ستكشف ذلك. والانتحاريون هم إخوتنا وأبناؤنا، لكن مغرّر بهم من قِبل مخابرات وأعداء عملاء لدى الصهاينة. وهذا العدو بعيد كل البعد عن الله، هدفه إعادتنا إلى قبائل وجماعات متناحرة بهدف القضاء علينا بالمفرّق حيث عجز عن القضاء علينا ونحن متّحدون، والتوقيفات والإنجازات التي قامت بها المديرية مؤخّراً كشفت مخططات وعصابات كانت تهدف إلى تدميرنا وضرب بلدنا، وتحطيمنا».

وتوجّه إلى الضباط، قائلاً «إنّ عملكم وتفانيكم جعلنا نربح 5 جوائز «آيزو» وهو تحدّ عصري لم يكن ليتمّ لولا عملكم على المستوى الإداري، فكل التهاني لكم. إنّ هذا الإنجاز يجب أن يكون حافزاً للجميع على العمل للتساوي بالعطاء والتضحية. أمّا الجديد فهو البحوث العلمية والأمنية لتجاوز رتبة. وهو يزيد كفاءة الضباط، وسيتمّ نشر مقتطفات من هذه الأبحاث في مجلة الأمن العام تباعاً»، لافتاً إلى أنّ «إنجازاتنا الأمنية جعلت منّا هدفاً لـ«إسرائيل» وللعدو التكفيري، لذلك يجب علينا الانتباه وتحصين مراكز عملنا، والتشديد على العسكريين توخّي الحذر في مراكز عملهم ومنازلهم، والاهتمام بأمنهم الشخصي وبالسلاح والآليات والعتاد المسلّم لهم، واستعمالها لصالح الخدمة حصرياً».

وأكّد أنّه «يجب التشديد على الأمن المعلوماتي، وعدم تسريب أيّة معلومة، إن كان لصديق أوغير صديق، ويجب التنبّه إلى استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم استعمال الرّتب والمعلومات المحصّلة في الوظيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل إنّ استعمال هذه الوسائل يجب أن ينحصر بالمواضيع الخاصة والشخصية». وقال: «يجب على كل عسكري أن يكون خفيراً ويُفيد عن كل شكّ يساوره. أما الضباط الإناث فيجب عليكنّ الانتباه ومتابعة العسكريات الإناث. وعلى الضباط كافّة متابعة مرؤوسيهم، والبقاء على مسافة قريبة منهم».

ونبّه إلى أننا «ربحنا الـ «ISO» لكن لا تزال لدينا ثغرات، فنحن لدينا صلاحيات لكن يجب استعمالها لأجل الصالح العام، وعدم استغلال مراكزنا للصالح الشخصي وإساءة التعامل مع المواطنين والمقيمين، وعدم إساءة استعمال الرّتبة والصّلاحية، ويجب معاملة المواطنين باحترام، وعدم التعرّض للكرامات ومسّ شخصهم، ويجب احترام الوقت والحفاظ على معاملات المواطنين، وعدم التفريط بها. أمّا بالنسبة إلى التمركز، فلدينا مشكلة مزمنة نحاول حلّها لذلك تمّ استملاك أرض في بعبدا، لكن إنجاز المباني يتطلّب وقتاً وتمويلاً».

وفي سياقٍ آخر، ذكّر إبراهيم أنّ الكثير من المعاملات والمستندات المزوّرة ضُبطت أخيراً، فأهنّئكم على هذا الإنجاز. وهنا يحضر موضوع الأسير والمخاتير وغيرهم، الذين كانت لديهم مستندات مزوّرة، وقد تمّ إنشاء شعب لأمن الوثائق لمعالجة هذا الموضوع».

واختتم: «وصيّتي لكم أن تكونوا أقوياء وليس مستقوين، والابتعاد عن الاصطفافات الدينية والمناطقية، فلسنا عمالاً عند أحد بل عند الشعب اللبناني الذي نحترم، فنحن أقسمنا اليمين ونحن على قدره، والمديرية ستبقى سائرة إلى الأمام لأنه قرار وقَسَم اتّخذناه على أنفسنا».

احتفالات وتهانئ

وهنّأ وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، بمناسبة عيد الاستقلال، الجيش اللبناني، داعيا إلى أن «تكون هذه المناسبة دافعاً للمزيد من التكاتف والتلاحم في مواجهة الأخطار».

ولفتَ إلى أنّ «عيد الاستقلال يجب أن يكون محطة مفصلية من تاريخ لبنان للقضاء على الإرهاب التكفيري ومشاريعه التدميرية»، مؤكّداً أنّ «كل المخططات الإرهابية ستبوء بالفشل أمام صمود اللبنانيين وتضامنهم الوطني مع حامي الوطن، الجيش اللبناني والمقاومة».

وحيّا «كل شهداء المؤسسة العسكرية والجنود المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، والمقاومة، وشهداء برج البراجنة الذين سقطوا في سبيل الوطن على أيدي التكفيريّين الذين يهدّدون الاستقرار الوطني والسِّلم العالمي، وترويع المواطنين الآمنين».

وأشاد زعيتر «بالانجازات الكبيرة التي حقّقتها الأجهزة الأمنية على مستوى مكافحة الإرهاب وكشف البؤر التكفيرية، والحفاظ على الأمن وعلى مسيرة السلم الأهلي في البلاد».

وقال النائب محمد الصفدي في بيان: «يعزّعلينا أن يحلّ عيد الاستقلال ولبنان من دون رئيس للجمهورية للسنة الثانية على التوالي، فيما الحكومة شبه مشلولة ومجلس النوّاب لم يجتمع إلا بأعجوبة القوانين المالية»، لافتاً إلى أنّ «هذا المشهد الوطني الحزين يترافق مع متغيّرات دولية كبرى ومع تسارع الأحداث المتصلة بالحرب على الإرهاب في العالم».

وسأل : «أفلا يستدعي ذلك من القيادات السياسية في بلادنا متابعة دقيقة للمشهد الدولي والاتفاق على ما هو الأفضل لوطننا في هذه المرحلة؟».

كما هنّأ مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، اللبنانيين بعيد الاستقلال، داعياً إلى أن «تكون هذه المناسبة دافعاً للمزيد من التكاتف، وتجنيب الدولة والوطن الأخطار، والإقبال على معالجة المشكلات المتراكمة التي تفقد المواطنين الثقة بنظامهم العاجز عن حل المشكلات التي تشوّه عيشهم، وتدفع شبابهم إلى الهجرة والاغتراب».

من جهتها تمنّت «جبهة العمل الإسلامي»، في بيان، «أن تكون هذه المناسبة العظيمة مدعاة للوحدة الوطنية الجامعة ومرتكزاً لإعادة اللُّحمة والثّقة بين اللبنانيين، خصوصاً في ظل هذه الظروف والأجواء المحمومة التي يعيشها لبنان والمنطقة، جرّاء الهجمات الإرهابية المتكررة التي طالت أخيراً لبنان وفرنسا، وأدّت إلى سقوط ضحايا أبرياء».

لجنة ا سير سكاف

وعقدت لجنة أصدقاء ا سير يحيى سكاف اجتماعاً في منزل ا سير في المنية، وتوجّه أمين سر اللجنة جمال سكاف، بالتهنئة إلى عموم اللبنانيين بمناسبة عيد الاستقلال، كما حيّا الجيش اللبناني والقوى ا منية والمقاومة الباسلة.

وأكّد سكاف أنّ «الاستقلال الكبير لن يتمّ إلا بتحرير جميع ا راضي اللبنانية المحتلة وتحرير جميع ا سرى والمعتقلين، وعلى رأسهم عميد ا سرى في سجون العدو، المناضل يحيى سكاف، وأسرى الجيش اللبناني والقوى ا منية، وأكّد تضامن اللجنة مع عائلاتهم على أمل تحريرهم في القريب العاجل».

وبارك سكاف باسم اللجنة «العمليات الفدائية البطولية التي ينفّذها الشباب الفلسطيني المقاوم على ا راضي الفلسطينية المحتلة في مواجهة جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين بهدف نيل حريته وطرد الاحتلال عن كافة ا راض الفلسطينية»، وطالب «كل الشرفاء وأحرار العالم بضرورة مساندة الشعب الفلسطيني، ودعم خياره في المقاومة لاستعادة كامل حقوقه».

ولمناسبة ذكرى الاستقلال، نظّمت مجالس بلديات ساحل المتن الجنوبي احتفالاً استُهلّ بمسيرة وطنية انطلقت من باحة تكميلية فرن الشباك الرسمية وجابت شوارع فرن الشباك – عين الرمانة وصولاً إلى أمام مجمّع بلدية الشياح.

وتقدّمت المسيرة شرطة اتحاد البلديات وقوى الأمن الداخلي والفرقة الموسيقية للجيش ورؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها ومديرو المدارس المشاركة وفرق الكشافة والطلاب، حاملين الأعلام اللبنانية ومطلقين أناشيد الوطنية.

ووصلت المسيرة إلى باحة الاحتفال، بحضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ممَثّلاً بمستشاره غسان شكرون، النائبين ناجي غاريوس وفادي الأعور، وشخصيات عسكرية ورؤساء بلديات.

وألقى شكرون كلمة الوزير بو صعب، وقال: «عيد استقلال لبنان ليس مناسبة عابرة، إنّه فعل إيمان بلبنان الوطن، بأرضه وشعبه ومؤسّساته، وأنتم، يا شباب الغد، عصب هذا الاستقلال لكي يبقى حيّاً ونابضاً بالعزّة والكرامة والحرية والإباء، أنتم الأعلى والأحلى في حياة الوطن، واستقراره واستمراره».

وأحيا عدد من المدارس ذكرى الاستقلال حيث رفع الطلاب الأعلام اللبنانية وأنشدوا النشيد الوطني، وأغاني خاصة بالمناسبة.

كذلك عمّت الاحتفالات في مختلف القرى والبلدات العكارية بعيدَي الاستقلال والعلم، حيث رُفعت الأعلام اللبنانية على سراي حلبا الحكومي وعلى مختلف المؤسسات الرسمية والمدارس الرسمية والخاصة، والبلديات.

إلى ذلك، استقبل محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا في مكتبه في سراي طرابلس، وفداً عسكرياً ممثّلاً العماد قهوجي، ضمّ قائد منطقة الشمال العسكرية العميد الركن مروان حلاوي، معاون قائد منطقة الشمال للعديد العميد رينه معوض، ورئيس الأمن القومي في فرع مخابرات الجيش اللبناني في الشمال، العقيد أحمد عدره.

ونقل العميد الركن حلاوي تحيات وتهنئة قائد الجيش للمحافظ نهرا بحلول عيد الاستقلال.

بدوره، تمنّى نهرا على الوفد نقل تحياته إلى قهوجي، مثنياً على «هذه المبادرة ومهنّئاً اللبنانيين جميعاً بعيد الاستقلال»، مؤكّداً أنّ «الجيش هو صمّام أمان لحماية لبنان والسلم الأهلي، وترسيخ الأمن والاستقرار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى