بوتين الإثنين في طهران والخميس يلتقي هولاند… وصواريخ ثقيلة لـ«داعش» مجلس الأمن يُقرّ بالإجماع ملاحقة «داعش» و«القاعدة» مالياً وتنسيق الجهود للحرب

كتب المحرّر السياسي

صوّت مجلس الأمن بالإجماع على مشروع النصّ الفرنسي، ليصير قراراً أممياً بتنسيق الجهود في الحرب على «داعش» ومتفرّعات تنظيم «القاعدة»، ويُلزم الدول بالمشاركة في منع تجنيد العناصر لحساب التنظيمات المدرجة على لوائح الإرهاب، وخصوصاً «داعش» والمجموعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع كلّ أسباب الدعم المالي واللوجستي التي قد تصل إلى هذه الجماعات، وبذلك يكون التنسيق الروسي الفرنسي الذي خطا أول خطواته بترحيب روسي بقدوم حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» إلى مياه البحر المتوسط كقوات صديقة للأسطول الروسي، ليتوّج باللقاء الذي يجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند الخميس المقبل.

روسيا التي تشتغل لضمّ فرنسا إلى حلف جدّي يردّ لها اعتبارها كدولة عظمى بعد مذبحة باريس، تدرك أنّ الرئيس الفرنسي يشتغل هو الآخر على جمع موسكو وواشنطن على نقاط وسط تصلح لتأسيس حلف ثلاثي يقود العالم في الحرب على الإرهاب، آخذاً بالاعتبار الرؤية الروسية التي تعتبر الراية الأممية هي المظلة المناسبة لهذا التحالف.

يذهب الرئيس بوتين للقاء نظيره الفرنسي عائداً من طهران التي يزورها الإثنين، وهو مزوّد بخطة التنسيق السياسية والعسكرية المشتركة للحرب التي يخوضها الشريكان الأهمّ في غرب آسيا، والتي تتولى الإمساك إلى جانب الدولتين السورية والعراقية وجيشهما ومقاتلي حزب الله بأهمّ الجبهات العالمية في الحرب على الإرهاب وتحقق فيها الإنجازات المتتالية، كان آخرها حاصل القصف الصاروخي النوعي لمواقع «داعش» في دير الزور والرقة الذي تولّته السفن الروسية الاستراتيجية في بحر قزوين، والذي تناقلت الأنباء تكبيده قادة «داعش» ومقاتليه المئات من القتلى والجرحى.

موسكو نفسها تلاقي حركة رئيسها بمناورات جوية وبحرية، خاطبت دول غرب المتوسط ومنها لبنان، بدعوات تعديل مسارات خطوطها الجوية، تماشياً مع مقتضيات المناورات، ما استدعى اتصالات أفضت إلى تأمين خط مرور جنوبي بالتنسيق مع المديرية العامة للطيران القبرصي، بينما كان النائب وليد جنبلاط يشنّ حملة على الطلب الروسي ليعلّق بعض المتابعين على قوله بأنه لا يرضى أن يتحوّل لبنان إلى محافظة روسية، أنّ لبنان حظي بقضاء قبرصي في المحافظة وانتهى الأمر ولا يبدو أنه يستحق أكثر من ذلك، فلماذا هذه الضجّة؟

روسيا أبلغت ولبنان تحفّظ والمناورات مستمرة 3 أيام

في خضم الحرب الروسية الجوية على تنظيم داعش في سورية أعلنت موسكو القيام بمناورات بحرية وجوية فوق منطقة المتوسط، وتلقت السلطات المختصة في مطار بيروت الدولي برقية من البحرية الروسية تفيد بأن البحرية الروسية في صدد إجراء تمارين ومناورات بحرية بموجب إحداثيات محدّدة، لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من منتصف ليل أمس وإنّ ذلك من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على المجال الجوي اللبناني وعلى حركة الطيران من مطار بيروت الدولي وإليه وفي الأجواء اللبنانية، ما يؤدي الى تعليق الحركة الجوية بشكل شبه كامل، إلا أن لبنان تحفّظ على طلب روسيا بتحويل مسار رحلات جوية مدنية في بعض المناطق.

وإذ انتهت المفاوضات بين الميدل إيست ومديرية الطيران المدني في قبرص إلى تحديد مسار آمن للطيران اللبناني في المنطقة الجنوبية، شكلت وزارة النقل والأشغال العامة خلية عمل طارئة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية حركة الإقلاع والهبوط في مطار بيروت الدولي وفقاً لشروط السلامة العامة.

وفسّرت مصادر مطلعة لـ «البناء» الموقف اللبناني المتحفّظ بأنه ترجمة ملتبسة لسياسة النأي بالنفس، فالبعض يعتبر أن موافقة لبنان على الطلب الروسي هو تسهيل للعمليات العسكرية الروسية. وأشارت المصادر إلى «أن روسيا أبلغت لبنان من أجل حماية الطيران المدني وبالتالي فإن أي حادث يترتّب عن عدم اتخاذ الطيران المدني الاحتياطات يعتبر لبنان مسؤولاً عنه». ولفتت إلى «أن موسكو قامت بما عليها ولن تعدّل في خططها بشيء نتيجة التحفظ اللبناني الذي هو حلّ وسط بين الرفض والشكوى من جهة، والقبول من جهة ثانية».

ورأت المصادر «أن التحفّظ لا يشكّل استجابة لروسيا ما يظهر لبنان أنه مع فريق روسيا ومحور المقاومة ولا يشكل رفضاً يشبه الرفض التركي المعادي لسورية، إنما يعبر عن موقف ديبلوماسي لا يلزم موسكو بتغيير خططها».

مسلسل التوقيفات مستمرّ

واستمر مسلسل التوقيفات لإرهابيين ينتمون الى مجموعات إرهابية في مختلف المناطق اللبنانية، وفي السياق، أوقف الأمن العام اللبناني ي.د. الذي اعترف بالتحقيق معه بانتمائه إلى «جبهة النصرة» وأنه كان بصدد التحضير لتنفيذ عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف.

كما أوقفت قوة من الجيش في منطقة القبة – طرابلس، المدعو عز الدين حيدر لانتمائه إلى مجموعات إرهابية.

وصادر فرع المعلومات معظم المتفجرات ولوازم الأحزمة الناسفة التي وجدت في شقة المدعو ابراهيم رايد في الشمال خلال المداهمات التي نفذها.

التوقيفات تقلّل الخطر لكنّها لا تلغيه

وأكدت مصادر أمنية لـ«البناء» «أن تهاوي الشبكات الإرهابية بهذه السرعة هو نتيجة العمل الدؤوب للأجهزة الأمنية كافة وتعاونها وتنسيقها مع جهاز أمن المقاومة الذي يلعب دوراً بارزاً ايضاً». وأوضحت المصادر «أن الأمن اللبناني تفوق على أجهزة بعض الدول الكبرى لخبرته الواسعة ومعرفته بنمط عمل وتفكير هذه المجموعات الإرهابية»، لكنها أوضحت «أن هذه الإنجازات الأمنية تخفف احتمالات تنفيذ عمليات إرهابية لكنّها لا تلغيها».

ولفتت الى «أن وصول المقاومة الى أوكار الإرهابيين على الحدود أزال معظم مصانع تصنيع الانتحاريين والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة ما أدّى إلى توقف العمليات الارهابية منذ سنة ونصف، لكن بقي قسم منها داخل الأراضي اللبنانية وخارجها فضلاً عن وجود بيئة إقليمية حاضنة للمجموعات الارهابية لها امتداد في لبنان، وبالتالي فإنّ احتمال وقوع عمليات إرهابية قائم».

واعتبرت المصادر «أنّ جبهة النصرة تنظيم إرهابي لديه إيديولوجية تكفيرية ويتبع لتنظيم القاعدة الذي لا يختلف عن تنظيم داعش، رغم صراع المصالح والنفوذ بينهما، لكنه يعمل ويخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان وهو الذي نفّذ عمليات كثيرة في السنوات السابقة لا سيما كتائب عبدالله عزام التي هي فرع لتنظيم القاعدة».

اليد «الإسرائيلية» موجودة

وقالت مصادر أمنية أخرى لـ«البناء» إن «لا دليل مباشر لدى الأجهزة الأمنية على تشغيل «إسرائيل» للشبكات الإرهابية التي يتمّ القبض عليها»، لكنها أوضحت أن جزءاً من شبكات العملاء «الإسرائيلية» التي أُلقي القبض عليها تتقاطع مصالحها مع مصالح الشبكات الارهابية أي استهداف الأمن اللبناني وأمن المقاومة»، وأكدت المصادر «أن اليد «الإسرائيلية» موجودة في الداخل اللبناني سواء مباشرة من خلال العملاء أو عبر تحريك الشبكات الإرهابية عن بُعد لخدمة مشروع واحد ولو اختلفت تسمياته وهو المشروع الأميركي «الإسرائيلي»».

الجيش يستهدف المسلحين في الجرود

واستهدف الجيش تحركات المسلحين الإرهابيين في جرود رأس بعلبك وعرسال على السلسلة الشرقية بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة، فيما شدّد إجراءاته الأمنية على السلسلة الشرقية منعاً للتسلل في اتجاه الأراضي اللبنانية.

قهوجي: مستمرّون في المعركة

وجدّد قائد الجيش العماد جان قهوجي في عيد الاستقلال تأكيده «الاستمرار في المعركة ضد الإرهاب من دون هوادة»، مشدداً على أن «كل المحاولات الإرهابية ستبوء بالفشل أمام صمود الجيش واللبنانيين وتضامنهم الوطني الواسع».

إبراهيم: التكفيريّون نتاج «إسرائيلي»

وأكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، في اجتماع مع كبار ضباط الأمن العام في ذكرى الاستقلال أن «العدو التكفيري هو نتاج «إسرائيلي»»، لافتاً الى «أن التوقيفات والإنجازات التي قامت بها المديرية أخيراً كشفت مخططات وعصابات كانت تهدف الى تدميرنا وضرب بلدنا وتحطيمنا»، مشيراً الى أن «إنجازاتنا الأمنية جعلت منا هدفاً لإسرائيل وللعدو التكفيري».

النفايات إلى الترحيل والوجهة افريقيا

إلى ذلك، يتوقف عقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل على ملائمة العروض المقدمة من الشركات لترحيل النفايات للواقع.

وأكدت مصادر رئيس الحكومة لـ«البناء» «أن الرئيس تمام سلام لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء الا بعد الاتفاق على أحد العروض»، مشيرة الى «أن إقرار الاعتمادات المالية للترحيل تتطلب قراراً من مجلس الوزراء».

ونفى وزير الاقتصاد ألان حكيم لـ«البناء» ما يتم تداوله عن أرقام لكلفة ترحيل النفايات الى الخارج، وأوضح أن «الكلفة مرتبطة بالوجهة التي سترحل اليها النفايات وإذا كان البلد قريباً أو بعيداً»، معتبراً «أن خيار الترحيل هو ليس حلاً نهائياً بل مؤقت حتى إيجاد الحل النهائي للملف وهو فرز النفايات من المصدر، وإنشاء معامل نفايات لتوليد الطاقة وتكليف البلديات بعد تأهيلها لتولي هذا الملف وهذا يحتاج إلى وقت».

وأشار حكيم إلى «أن الحكومة تدرس حالياً السعر والمدة والكيفية لخيار الترحيل، وأن المدة المتوقعة هي 18 شهراً أما الوجهة هي بعض الدول في إفريقيا»، مستبعداً ترحيلها الى تركيا لأسباب تقنية والى سورية لأسباب سياسية والى أوروبا لأسباب مالية»، ومرجّحاً أن «يتم التوافق على هذا الخيار بين جميع المكونات والدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى