وقفة تأمل

رفعت ابراهيم البدوي

انتشر الجيش اللبناني في المناطق التي شهدت جولات من العنف والقنص والقتل والخطف على الهوية، تزامناً مع تصاعد الأزمة في سورية.


لاحظوا معي ما حصل في الشمال …

لعله أحلى خبر سمعته… أهالي التبانه يتوجهون سيراً على الأقدام بمسيرة مُصالحة مع جبل محسن، والأهالي في جبل محسن يستقبلون الأهالي بنثر الرز على المسيرة.

الشعب الطيب يتلاقى من جديد يتصالح يصفح لكن أهل السياسة في الشمال، هم من كان يعطل هذه الطيبة لتظهر الوحشية التي لم يستفد منها إلا هؤلاء الساسة المجرمون بحق الوطن والمواطن، الآن بعد ان رُفع الغطاء عنهم دخل جيشنا الوطني مرحَّبا به بين أهله وناسه ليقطع اليد التي تلاعبت بمشاعر الناس الطيبة، ليهدم كل دشمه وحائطاً وحاجزاً بين الأهل والأحبة.

انه لدليل دامغ ان من كان يمنع الأهالي من التلاقي هم أهل المصالح الشخصي الضيقة، ولا مناص من إعطاء الجيش اللبناني كل الدعم ليكون بالمرصاد لكل صاحب مصلحة خاصة بهدف خدمة مشاريع خارجية أو حزبية ضيقة.

لتعمم هذه المسيرة على كامل التراب اللبناني، لاسيما بين منطقتي

وحبيبتي التي ترعرعتُ بين شوارعها، عنيت الطريق الجديده، نعم لتكن المسيرة من الطريق الجديده باتجاه الضاحية الجنوبية أو بالعكس أو من عرسال باتجاه الهرمل، ليحصل التلاقي وننبذ كل انواع الحقد ونعمل على وأد الفتنة المذهبية ونقدم مصلحة أجيالنا وأولادنا وأطفالنا ومصلحة الوطن لبنان عن مصالح الفاسدين في وطني.

لنسأل أنفسنا أين هم أحباؤنا الذين استشهدوا؟ لمصلحة من فقدنا عزيزاً ولداً طفلاً زوجاً أخاً أم أو أب، من يُعِد لنا الأحبة؟ رحم الله كل الشهداء .

وقفة تأمّل لنعيد تصحيح الرؤية حتى لا نسمح لهؤلاء باستعمال أرواح شبابنا وأطفالنا وأجيالنا حطباً بحريق مصالحهم، ولندرك أن قدرنا هو العيش المشترك حتى لو اختلفنا سياسياً أوعقائدياً، إلا أننا في نهاية الأمر يجب ان ندرك أننا نتقاسم أشعة شمس واحدة، ونتنشق هواءً واحداً ونلتحف سماءً واحدة، و نمشي على أرض واحدة.. أرض وطن واحد.

لبنان… لكل من تاجر بدم هذا الشعب الطيب، لكل من نفخ في نار المذهبية، لكل من استعمل البشر وقوداً لمصالحه الضيقة، لكل من شارك بقتل النفس البريئة، لكل من شارك بشحذ النفوس الحاقدة، لكل من بنى أمجاده، و تبوّأ منصباً وزارياً ملوثاً بدماء الأبرياء خسئتم.

يا شعب بلادي الطيب حاسبوا من تاجر بدماء أولادكم و شبابكم، ولتكن جولات القتال التي عصفت بكم وقبّعات الإخفاء التي لبسها قادة المحاور بسحرساحر درساً وعبره، ومسيرة باب التبانه باتجاه جبل محسن هي بداية المحاسبة !..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى