كيري في موسكو الثلاثاء… ولافروف يدعو إلى إغلاق الحدود التركية -السورية

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كل من سيحاول استفزاز قوات بلاده المسلحة، مؤكداً أن موسكو اتخذت «كل الإجراءات التي من شأنها حماية قواتنا في سورية».

وتوعد بوتين بتدمير كل من يهدد القوات الروسية في سورية، مؤكداً أن أي هدف يهدد القوات الروسية في سورية «يجب تدميره فوراً»، مشدداً على أن قواته ألحقت خسائر كبيرة بالبنية التحتية لتنظيم «داعش»، مضيفاً أن موسكو ستطور تحالفها مع «الشركاء والحلفاء الإقليميين».

وشدد الرئيس الروسي في اجتماع لقيادة وزارة الدفاع الروسية ترأسه أمس على أن الأهداف التي تسعى موسكو لتحقيقها في سورية لا ترتبط بمصالح جيوسياسية ما أو باختبار أسلحة جديدة، بل تكمن في تحييد الخطر الإرهابي الذي يهدد روسيا.

وكلف بوتين وزارة الدفاع الروسية أثناء إجراء العملية العسكرية في سورية تنسيق التحركات مع مركز القيادة لسلاح الجو «الإسرائيلي» وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأوضح أنه «من المهم تطوير التعاون مع جميع الدول المهتمة فعلاً في القضاء على الإرهابيين. وأنا أعني هنا أيضاً الاتصالات حول ضمان أمن التحليقات مع مركز القيادة لسلاح الجو «الإسرائيلي» وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة».

كما أعلن الرئيس الروسي، أن قسماً من «الجيش الحر»، قرابة 5 آلاف شخص، يهاجمون مواقع الإرهابيين إلى جانب القوات الحكومية، وقال: «أريد أن أشير إلى أن عمل الطيران يساعد في توحيد الجهود بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر. الآن قسم منه أكثر من 5 آلاف شخص إلى جانب القوات الحكومية يهاجمون الإرهابيين في محافظات حمص وحماة وحلب والرقة. ونحن ندعمهم من الجو، كما ندعم الجيش السوري ونقدم لهم المساعدة من السلاح والذخائر».

ثم عاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف وأكد أن روسيا تزود القوات الحكومية السورية بالأسلحة وليس «الجيش الحر». وذلك رداً على أسئلة الصحافيين حول خطاب للرئيس بوتين.

وأشار بيسكوف إلى أن هناك حواراً مع ممثلي المعارضة المعتدلة وتواصلا معها. «القوى المعتدلة التي لم تتورط في علاقات مع الإرهابيين يمكن لها أن تكون شريكة في الحوار وهذا الحوار يؤخذ في عين الاعتبار خلال تنفيذ القوات الجوية الفضائية الروسية عملياتها في سورية».

من جانبه، قال وزير الدفاع سيرغي شويغو خلال الاجتماع إن تنظيم «داعش» يواصل تمدده والاستيلاء على مساحات جديدة من الأراضي، مضيفاً أن الإرهابيين يسيطرون اليوم على قرابة 70 في المئة من أراضي سورية.

وكشف أن عدد الإرهابيين يبلغ نحو 60 ألف شخص، وحذر من خطر تمدد أنشطتهم إلى أراضي آسيا الوسطى وشمال القوقاز، مؤكداً أن الطائرات الحربية الروسية قامت منذ بداية العملية في سورية بنحو 4 آلاف طلعة قتالية، ودمرت ما يربو عن 8 آلاف منشأة من البنية التحتية التابعة للإرهابيين، وألحقت أضراراً جسيمة بتنظيم «داعش».

كما كشف شويغو أن العسكريين الروس نجحوا في إعمار رحبة إصلاح الدبابات في حمص، والتي بدأت العمل بطاقتها الكاملة، مشيراً إلى أن الجيش الروسي تمكن من نقل كميات كبيرة من الشحنات المختلفة إلى سورية باستخدام وسائل النقل الجوية والبحرية، إذ بلغ وزنها الإجمالي 214 طناً.

وجاءت تصريحات بوتين في وقت طالب وزير الخارجية سيرغي لافروف بقطع قنوات تمويل وتسليح الإرهابيين في سورية، مشدداً على أن ذلك يتطلب إغلاق الحدود التركية-السورية فوراً، وقال: «لا يجوز أن نغمض عيوننا عندما تعمل أطراف ما كأعوان لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وتفتح الممرات لتهريب الأسلحة وتوريد النفط بطرق غير شرعية وتقيم روابط اقتصادية مع الإرهابيين. إننا نطالب بوضع حدٍّ لكل ذلك، كما أن ذلك يؤكد ضرورة إغلاق الحدود التركية-السورية فوراً».

واعتبر الوزير أن إنجاح مهمة مكافحة الإرهاب يتطلب من الجميع التخلي عن «اللعبة المزدوجة» ودعم المتطرفين والتستر عن الإرهابيين، علماً أن حادثة إسقاط القاذفة الروسية من قبل سلاح الجو التركي كانت مثالاً على مثل هذه اللعبة المزدوجة.

وحذر لافروف بعض الأطراف من خطر الوقوع في الخطأ عندما تحاول استخدام الإرهابيين لتحقيق أهداف سياسية معينة مثل تغيير النظام الحاكم في دمشق. وأوضح أن التنظيمات الإرهابية تستخدم بمكر انعدام الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها، وتحاول نشر «خلافتها» لتمتد من البرتغال إلى باكستان.

كما لم يستبعد أن تجتمع «مجموعة دعم سورية» مجدداً في فيينا الأسبوع المقبل في حال نجاح الأطراف المشاركة في المفاوضات في تنسيق قوائم التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة الوطنية التي تحارب في سورية، مضيفاً أنه بعد تنسيق مثل هذه القوائم، يمكن التعويل على إطلاق مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة.

و أكد لافروف أن موسكو ما زالت ترفض أي خطط لتقسيم سورية إلى كيانات تحمل طابعاً إثنياً أو طائفياً. لكنه أقر بأن الدستور السوري يجب أن يضم بنوداً تعطي ضمانات أكثر متانة للأقليات داخل المجتمع السوري.

هذا وجدد الوزير الروسي دعوته إلى حل مسألة مصير الرئيس الأسد عن طريق الانتخابات، وقال: «إنهم يقولون إن السنة في سورية يكرهون الأسد. وإذا كانت المشكلة تتمثل في ذلك، فعليكم إجراء انتخابات مبكرة والتغلب عليه إذا خاض تلك الانتخابات».

وبشأن احتمال انضمام روسيا إلى التحالف المناهض بقيادة واشنطن، قال: لافروف إن الحديث يدور ليس عن الانضمام، بل عن التنسيق بين الطرفين على أساس متكافئ، مؤكداً أن التحالف بقيادة واشنطن قد يكون شريكاً فعالاً في مكافحة الإرهاب، شريطة شروعه في العمل على أساس القانون الدولي.

وأكد الوزير الروسي استعداد موسكو لتوحيد الجهود مع الدول المنضوية تحت لواء التحالف الغربي من أجل زيادة فعاليات عملية مكافحة الإرهاب في سورية بجميع جوانبها.

في غضون ذلك، أبلغت وزارة الدفاع الروسية بريطانيا عن عمليات قواتها الجوية-الفضائية في سورية والأساليب الروسية لتفادي وقوع أي حوادث في السماء.

وأطلع نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف رئيس المديرية العامة لسياسة الأمن والعمليات الحربية في وزارة الدفاع البريطانية بيتر أوتكنس على العمليات العسكرية التي تجريها روسيا في سورية حالياً والإجراءات اللازمة لضمان أمن التحليق خلال العمليات العسكرية في الأجواء.

من جانبه شدد أوتكنس على اهتمام لندن بتنسيق خطوط الاتصالات مع موسكو مؤكداً نوايا بلاده الاتزام «بقواعد السلوك» في سورية والتي تم توقيعها بين روسيا والولايات المتحدة في تشرين الأول الماضي.

الى ذلك، أعلن الكرملين تقارب مواقف مختلف الدول بشأن التفريق بين المعارضة والإرهابيين في سورية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الخلافات بهذا الشأن ما زالت قائمة.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية أنه «يجرى الآن تركيز الجهود على إعداد قائمتين إحداهما للمنظمات التي يجب اعتبارها إرهابية والثانية لتلك التي يجب اعتبارها معارضة معتدلة يمكن ويجب أن تشارك في التسوية السياسية»، مضيفاً أن «العمل لم ينته بعد»، مضيفاً «توجد خلافات معينة بين بعض الدول».

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إنه لا تزال هناك بعض المسائل التي تحتاج إلى حل بغية التوصل إلى اتفاق بين جماعات المعارضة السورية بشأن الانضمام لمحادثات السلام السورية لكنه أضاف أنه واثق من أنها قابلة للحل.

وقال للصحافيين على هامش محادثات المناخ في باريس «هناك بعض المسائل ومن الواضح وفقاً لتقييمنا أن هناك بعض العقد التي تحتاج إلى حل. وأنا واثق أنّها ستحل». ولم يفصح كيري عن مزيد من التفاصيل بشأن المواضيع التي يتعيّن حلها.

وأعلن أمس زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي الى العاصمة الروسية الثلاثاء المقبل 15 كانون الأول، حيث سيلتقي الرئيس الروسي ونظيره سيرغي لافروف.

وأعربت الخارجية الروسية عن أملها في أن تساهم زيارة كيري في تطبيع العلاقات الروسية ـ الأميركية، في حين ذكرت الخارجية الأميركية أن كيري سيسافر من باريس إلى موسكو الاثنين، بعد حضوره اجتماعاً وزارياً حول سورية في العاصمة الفرنسية.

وفي شأن متصل، أشارت المندوبة الأردنية الدائمة لدى هيئة الأمم المتحدة، دينا قعوار، إلى وجود نقاشات حول تحديد المجموعات الإرهابية والمجموعات غير الإرهابية في سورية بموجب بيان فيينا.

وأضافت قعوار أن «الصعوبات معروفة جيداً بالنسبة إلى الأطراف المعنية»، مشيرة إلى أن حركة «أحرار الشام» جزء من المداولات المتعلقة بتحديد المجموعات الإرهابية ومجموعات المعارضة»، مشيرة إلى أنه «في حال جرى التوصل إلى تحديد الجماعات الإرهابية، فإن مجلس الأمن سيحتاج إلى اتخاذ قرار لضم هذه المجموعات إلى لوائح الإرهاب».

وأكدت المندوبة الاردنية أن «تقدماً أحرز في العمل الذي تنسقه المملكة الأردنية وفقاً لبيان فيينا في شأن تحديد المجموعات الإرهابية والمجموعات غير الإرهابية»، موضحة أن «هناك الكثير من الجماعات التي يجرى النظر فيها وهذه عملية متواصلة».

وتابعت قائلة إن «هناك ترابطاً بين العمل الذي يقوم به الأردن في هذا الشأن بالتنسيق مع أصحاب العلاقة والمعنيين بهذا الملف، والجهود التي بذلت خلال اجتماع المعارضة في الرياض»، مؤكدة أن «الصعوبات معروفة جيداً بالنسبة إلى الأطراف المعنية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى