اختبارات ساخنة لفرق الصدارة في الكالتشيو… وليستر يواجه تشيلسي في مباراة «عكس المتوقّع»

تحفل المرحلة السادسة عشرة من الدوري الإيطالي بلقاءات القمة خصوصاً فرق الصدارة المرشحة للمنافسة بقوة على لقب الموسم الجديد. ويحلّ إنتر ميلان المتصدر ضيفاً على أودينيزي الثالث عشر السبت، فيما تقام مباراتا قمة الأحد عندما يلتقي نابولي الثالث مع روما الرابع، ويوفنتوس الخامس وحامل اللقب في الأعوام الأربعة الأخيرة مع فيورنتينا الثاني.

وتفصل 6 نقاط فقط بين إنتر ميلان ويوفنتوس الخامس حيث يملك الأول 33 نقطة والثاني 27 نقطة، ولا يبتعد رجال المدرب روبرتو مانشيني عن فيورنتينا سوى بفارق نقطة واحدة وعن نابولي بنقطتين، ما يعني أن أي تعثر للفرق الثلاثة سيؤدي إلى تغيير في المراكز.

وسيكون الضغط على إنتر ميلان كونه سيفتتح المرحلة وبالتالي ستكون الأنظار شاخصة نحوه خصوصاً من الرباعي المطارد له والذي سيمني النفس بكبوته لانتزاع الريادة منه وتقليص الفارق بالنسبة لروما ويوفنتوس، ومن هنا تكمن أهمية المباراة بالنسبة إلى إنتر ميلان الذي سيكون مطالباً بكسب النقاط الثلاث للحفاظ على مركزه والابتعاد بفارق 4 نقاط موقتاً ورمي الضغوطات على المتربصين به والذين يلعبون الأحد.

وحقق إنتر ميلان الفوز 5 مرات في مبارياته الست الأخيرة وكسب 15 نقطة من أصل 18 ممكنة، وهو يمني النفس بمواصلة صحوته بعدما أوقف نابولي انتصاراته الأربع المتتالية في المرحلة قبل الماضية قبل أن يستعيد توازنه بالفوز على جنوى في المرحلة الماضية. ويملك إنتر ميلان أضعف خط هجوم بين خماسي المقدمة وهو سجل 18 هدفاً فقط حتى الآن، لكنه يملك في المقابل أقوى خط دفاع بين هذا الخماسي حيث دخل مرماه 9 أهداف فقط. وشدد البرازيلي فيليبي ميلو على ضرورة الفوز السبت بقوله: «من المهم أن ننهي النصف الأول من الموسم بقوة، ولكننا نعرف أن المهمة ستكون صعبة أمام أودينيزي السبت ولاتسيو في المرحلة المقبلة».

من جهته، أكد قائد أودينيزي وهدّافه التاريخي المخضرم أنطونيو دي ناتالي 38 سنة و226 هدفاً بينها 190 هدفاً في الكالشيو أن فريقه لن يتنازل عن النقاط الثلاث بقوله: «جماهيرنا تشجعنا دائماً وتملأ المدرجات دائماً. أودّ أن أوجّه لهم الشكر في مباراتنا الأخيرة على أرضنا هذا العام من خلال منحهم هدية خاصة السبت». وأضاف: «لا يقدم إنتر ميلان مباريات استثنائية ويحقق انتصارات بشقّ النفس ولكن شباكهم لا تهتز كثيراً. بعد خسارتنا أمام فيورنتينا ونابولي في الأيام الأخيرة، نحن مطالبون بالفوز على إنتر واستعداداتنا تركزت على هذه النتيجة في الآونة الأخيرة».

وتتجه الأنظار الأحد إلى ملعب «سان باولو» في نابولي والذي سيكون مسرحاً لقمة نارية بين الجريحين صاحب الأرض وروما. وسيحاول نابولي العودة إلى نغمة الانتصارات التي توقفت في المرحلة الماضية بخسارته أمام مضيفه بولونيا وكانت الأولى في مبارياته الـ19 الأخيرة في جميع المسابقات وكلفته التنازل عن الصدارة التي كان يتربّع عليها للمرة الأولى منذ 1990 حين توّج بلقبه الأخير بقيادة الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، لإنتر ميلان.

ويدخل نابولي المباراة بمعنويات عالية عقب فوزه الكبير على ضيفه ليجيا وارسو البولندي 5-2 الخميس في الجولة السادسة الأخيرة من دور المجموعات لمسابقة الدوري الأوروبي وهو السادس له في 6 مباريات في المسابقة. ويملك نابولي الأسلحة اللازمة لحسم نتيجة المباراة خصوصاً قوته الضاربة في خط الهجوم بقيادة الدولي الأرجنتيني غونزالو هيغواين متصدر ترتيب الهدافين برصيد 14 هدفاً في 15 مباراة، بيد أن روما يملك أفضل خط هجوم في الدوري حتى الآن بالتساوي مع فيورنتينا 30 هدفاً بفارق هدفين خلف نابولي. وسيحاول نابولي استغلال المعنويات المهزوزة لدى لاعبي روما الذين لم يتذوقوا طعم الفوز في المباريات الخمس الأخيرة في مختلف المسابقات والثلاث الأخيرة محلياً تعادلان وهزيمة .

ويواجه روما انتقادات لاذعة في الآونة الأخيرة سواء من وسائل الإعلام أو جماهيره التي أطلقت صافرات الاستهجان الأربعاء خلال مباراة الفريق مع ضيفه باتي بوريسوف البيلاروسي في الجولة السادسة الأخيرة من دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وانتهت المباراة بتعادل سلبي مخيب لكنه منح فريق العاصمة البطاقة الثانية عن المجموعة الخامسة إلى الدور ثمن النهائي بفضل المواجهات المباشرة أمام باير ليفركوزن الألماني.

ويدرك روما الذي خاض مبارياته الأخيرة في غياب مهاجميه الدوليين المصري محمد صلاح والإيفواري جرفينيو بسبب بالإصابة قبل أن يعود الأول أمام باتي بوريسوف ليدخل في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني، أن أي تعثر سيمكن يوفنتوس من انتزاع المركز الرابع منه خصوصاً أن الأخير عاد بقوة في الآونة الأخيرة وحقق 5 انتصارات متتالية مكنته من الارتقاء من المركز الثاني عشر إلى الخامس وتقليص الهوة بينه وبين المتصدر إلى 6 نقاط.

ويعوّل يوفنتوس على عاملي الأرض والجمهور لحسم قمته مع غريمه اللدود فيورنتينا الذي استعاد نغمة الانتصارات في المرحلة الماضية بعد تعادلين متتاليين، وبالتالي فإن القمة ستكون واعدة على ملعب يوفنتوس أرينا في تورينو.

ويلعب السبت أيضاً، جنوى السادس عشر مع بولونيا الخامس عشر، وباليرمو السابع عشر مع فروزينوني الثامن عشر، وساسوولو السادس مع تورينو التاسع. ويلتقي الأحد أيضاً كييفو الحادي عشر مع أتالانتا السابع، وإمبولي العاشر مع كاربي التاسع عشر قبل الأخير، وميلان الثامن مع فيرونا العشرين الأخير. وتختتم المرحلة الاثنين المقبل بلقاء لاتسيو الثاني عشر مع سمبدوريا الرابع عشر.

الدوري الإنكليزي

عندما يأتي موعد المباراة بين ليستر سيتي وتشيلسي في الدوري الإنكليزي الممتاز يبدو من المنطقي أن يتوقع الجميع مواجهة بين فريق ينافس بقوة في الصدارة وآخر يصارع من أجل الابتعاد عن مراكز الهبوط بجدول الدوري، وبالفعل سيكون الوضع كذلك عندما يلتقي الفريقان ضمن منافسات المرحلة السادسة عشرة من المسابقة، ولكن مع انعكاس الأدوار في هذه المرة.

فقد أسفرت 15 مرحلة أقيمت حتى الآن بالدوري عن ما ربما لم يتوقعه أحد، فليستر سيتي، الذي كان متعثراً في الموسم الماضي، يحتل الصدارة الآن بفارق نقطتين أمام آرسنال وثلاث نقاط أمام مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد. أما تشيلسي حامل اللقب فيحتل المركز الرابع عشر بفارق 17 نقطة خلف المتصدر ونقطتين فقط أمام مراكز الهبوط.

وبعد أن أفلت بصعوبة من الهبوط في الموسم الماضي، فجر ليستر سيتي مفاجأة من العيار الثقيل بالانفراد بالصدارة. وقال كلاوديو رانييري المدير الفني لليستر سيتي في مؤتمر صحافي عقد الخميس للحديث عن المباراة أمام تشيلسي المقررة مساء الاثنين: «الجميع بات يعرفنا بشكلٍ أكبر. إنه أمر جيد بالنسبة للنادي وللمدينة وكذلك الجماهير.» وأضاف: «أنا والفريق مجرد جزء. فلدينا فريق عمل رائع في كل الجوانب… نودّ اختبار فريقنا لمعرفة ما يمكن أن ينجزه هذا الموسم. هذا هدفي».

وكان ليستر سيتي قد انفرد بالصدارة إثر فوزه على سوانزي سيتي 3 – 0 مطلع هذا الأسبوع وهزيمة مانشستر سيتي أمام ستوك سيتي. ورغم توقف الانطلاقة الرائعة لجيمي فاردي الذي سجل لليستر سيتي في 11 مباراة متتالية، استمتعت الجماهير بتألق الجزائري رياض محرز الذي سجل الأهداف الثلاثة للفريق هاتريك في مواجهة سوانزي. وقال رانييري: «إنني سعيد للغاية. حتى الآن كنت أتلقى الأسئلة فقط بشأن فاردي، والآن نتحدث عن محرز… ليس مهما من اللاعب الذي يسجل، المهم أن يسجل الفريق ويلعب جيداً».

أما تشيلسي فلم يظهر بمستوياته المعهودة هذا الموسم كما تلقى ثماني هزائم خلال 15 مباراة بالدوري. وحسم تشيلسي تأهله إلى دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا الأربعاء ورغم أن أمله في الحفاظ على لقب الدوري الإنكليزي تضاءل بشكلٍ كبير، لا يزال مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو لديه الأمل في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى. وقال مورينيو: «رئيس الدوري الإنكليزي الممتاز قال في مقابلة إنه سيكون أمراً جيداً للدوري ألا يتوج تشيلسي باللقب، ولكنه لم يقل إنه سيكون أمراً غير جيد للدوري إذا أنهى تشيلسي الموسم في المركز الرابع.» وأضاف: «ما دامت الفرصة قائمة حسابياً، فلنكافح من أجل كل مباراة وكل نقطة، ولنرى ما إذا كان بإمكاننا إحراز المركز الرابع.»

وعلى الجانب الآخر، يتوقع رانييري الذي درب تشيلسي بين عامي 2000 و2004، أن الفريق اللندني سيقلب الأمور لصالحه. وقال رانييري: «تشيلسي لا يزال تشيلسي، ومورينيو هو مورينيو، وأنا واثق من أنهم سيقتربون من القمة في نهاية الموسم… أحترم تشيلسي كثيراً. إنهم الأبطال.»

ويمكن لكل من الفرق الثلاثة المنافسة لليستر انتزاع الصدارة بشكل موقت قبل أن يخوض مباراته في ختام المرحلة الاثنين. ويخوض مانشستر سيتي مباراته في المرحلة السبت حيث يستضيف سوانزي الذي أقال مدربه جاري مونك قبل أيام، بينما يحل مانشستر يونايتد ضيفاً على بورنماوث على أمل مصالحة جماهيره بعد صدمة الخروج من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا وهو ما أثار موجة انتقادات حادة ضده. وقال اللاعب جيسي لينغارد: «اللعب لمانشستر يونايتد يحمل ضغوط كبيرة… يجب أن نتعامل مع ذلك كفريق، علينا المضي قدماً والتركيز في المباراة المقبلة… نحن بحاجة فقط للحفاظ على إيجابيتنا».

أما آرسنال، المنتشي بالفوز على أولمبياكوس اليوناني 3 – 0 في دوري الأبطال لينقذ مشواره في البطولة، فيحلّ ضيفاً على أستون فيلا الأحد. وفي مباريات أخرى بالمرحلة نفسها، يلتقي نورويتش سيتي مع إيفرتون وساوثهامبتون مع كريستال بالاس وسندرلاند مع واتفورد وستوك سيتي مع ويستهام يونايتد وليفربول مع ويست برومويتش ألبيون ونيوكاسل مع توتنهام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى