لماذا توقفت «تسوية» خروج «داعش» من اليرموك؟

يوسف المصري

بعد فترة أيام قليلة من بدء مسار تطبيق التسوية في مخيم اليرموك بخصوص إخراج «داعش» وكلّ المسلحين الغرباء منه، برزت فجأة عثرة أدّت إلى إيقافه وتجميد استكمال تنفيذ خروج الإرهابيين التكفيريين منه.

وتجدر الإشارة إلى أن نهايات الأسبوع ما قبل الماضي، كانت «داعش» بدأت بتنفيذ عملية خروجها من المخيم تنفيذاً لتسوية معها تمّ بالتشارك بين منظمة التحرير الفلسطينية والأمم المتحدة وأولاً سورية. وكانت سيّرت أول قافلة تضم نحو 170 ارهابياً من عناصرها خرجت من المخيم باتجاه الرقة، تحت إشراف الجهات الضامنة لاتفاق إنهاء وجودها في اليرموك.

وعلمت «البناء» أنّ سبب توقف تطبيق عملية خروج «داعش» من المخيم، يعود إلى خلاف برز في اللحظات الأولى من بدء تنفيذ «التسوية» بين الفصائل الإرهابية داخل المخيم، حيث إنه في مقابل استعداد «داعش» لتنفيذها واستكمال خروج عناصرها منه، اعترضت «جبهة النصرة» على استكمال إجراءات الإخلاء، وطالبت داعش بالبقاء في المخيم لأن خروجها سيؤدي إلى الاستفراد بها أي بجبهة النصرة وتصفية وجودها في المخيم لمصلحة حلفاء الدولة السورية من الفصائل الفلسطينية.

جدير بالذكر أن داعش كانت طوال فترة احتلالها للمخيم مارست عملية إضعاف لجبهة النصرة بداخله، فبعد أن قامت الأخيرة بالتواطؤ معها من اجل دخولها اليرموك وذلك على حساب «أكناف بيت المقدس» الذين كانوا تحالفوا مع النصرة داخله، عادت داعش وانقلبت على جبهة النصرة وقامت بتصفية معظم كوادرها الأساسيين في المخيم، ثم لاحقاً قامت بإحداث انشقاق بداخلها، تجسّد بظهور جماعة «أنصار الإسلام»، وهم مجموعة من نحو 150 إرهابياً انشقت عن النصرة والتحقت بداعش، فيما مجموعة النصرة التي بقيت على ولائها لأبي محمد الجولاني تراجعت من داخل المخيم لتتمركز عند أحد أحيائه النائية.

وتعترض النصرة على «التسوية» لأنها تشمل داعش فقط، ولا تشملها، ولأن الأخيرة اشترطت على جماعة أبو محمد الجولاني في المخيم بأنها لن توافق على ترحيلهم معها إلا بعد مبايعتها لأبي بكر البغدادي.

وعلمت «البناء» أنه قبل أيام قام ممثل النصرة – جماعة الجولاني بلقاء أمير داعش في اليرموك، وطلب منه الموافقة على أحد خيارين:

.. إما عدم المغادرة مع استعداد جماعة الجولاني في النصرة للمشاركة في جبهة عسكرية عريضة في اليرموك تتزعمها داعش، وإما أن تقوم داعش بإبقاء مسلحين تابعين لها كانوا انشقوا عن النصرة، في المخيم.

كما تم أيضاً عرض طلب آخر على أمير داعش في اليرموك وهو تزويد النصرة في المخيم بالأسلحة والذخيرة.

ورفضت داعش كل اقتراحات النصرة، وأبلغت إرهابيي جماعة الجولاني في المخيم أن أمامهم خيار واحد وهو مبايعة البغدادي والخروج معهم إلى الرقة.

وتفيد المعلومات أن حوار عض الأصابع والأخذ والرد بين جماعة الجولاني وداعش في اليرموك لا يزال مستمراً، وأعطت داعش نفسها فترة أيام لتحصل من النصرة على جوابها الأخير حول طلبها بانضمام إرهابيّيها في اليرموك إليها ليصار إلى ترحيلهم مع مقاتلي داعش في المخيم إلى الرقة.. وإلا فإن داعش ستغادر من دونهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى