المقاومة الفلسطينية لن تقبل بمعادلة هدوء مقابل هدوء… والصدمة «الإسرائيلية» في حرب 2006 تتجدد في غزة لبنان ليس منفصلاً عن محيطه أمنياً وسياسياً والصواريخ المنطلقة من الجنوب لا يمكن أن تجرّ لبنان إلى حرب كبرى

المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تقبل بمعادلة هدوء مقابل هدوء، والعدو «الإسرائيلي» تجاوز كل الخطوط الحمر وهناك حرب إبادة في غزة، ومع ذلك فإن المقاومة لديها نَفَس طويل لمواجهة العدوان. وبحوزتها أسلحة نوعية، وما استخدام صاروخ كورنيت في تدمير آلية عسكرية شرق غزة إلاّ مؤشر إلى ذلك. ولهذا فقد ولّى الزمن الذي كان فيه الشعب الفلسطيني يتعرض للقتل من دون ثمن وبات على العدو أن يتحمل نتائج عدوانه ويدفع الثمن في المقابل. هذه هي المعادلة الجديدة التي ترسمها المقاومة على أرض الواقع.

غير أن السلطة الفلسطينية لا يبدو أنه يعنيها مثل هذه النتائج، فرئيسها لا يهمه سوى العمل لأجل وقف النار تحت شعار حماية المدنيين والاستمرار في التعويل على موقف أميركي حيادي في الصراع.

لكن من الواضح أن الصدمة الكبيرة التي مني بها العدو «الإسرائيلي» عام 2006 في لبنان على أيدي أبطال المقاومة، تتجدد الآن في قطاع غزة. والجيش «الإسرائيلي» يقوم بدفن قتلاه حتى لا يؤثر في الواقع النفسي لجنوده، فالعدو للمرة الأولى بات في موقع رد الفعل وليس الفعل، أما لبنان فإنه ليس منفصلاً عن محيطه أمنياً وسياسياً. واتفاق «سايكس ـ بيكو» أصبح وراءنا ومنطق إسقاط الحدود في المنطقة سيتعمق ويتوسع ليشمل دول وكيانات عدة تحت عنوان الحرب على الإرهاب.

والصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات «الإسرائيلية» في شمال فلسطين المحتلة لا يمكن أن تجر لبنان إلى حرب كبرى مع العدو.

وعلى الصعيد الداخلي، فإن المطلوب وصول رئيس للجمهورية يعكس المكوّن الذي ينتمي إليه ويعمل على تصحيح العلاقة التشاركية بين الطوائف في البلد، في حين لا يجوز إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين. والعلاقة بين العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري انتقلت من موقع حليف الحليف إلى موقع الحليف. واقتراح عون لم يأت لنسف الطائف بل لتحقيق التمثيل الحقيقي.

على أنه يجب ألا ينجر اللبنانيون إلى انتخاب رئيس كيف ما كان خوفاً من الشغور، ومصلحة المسيحيين أن يتعاملوا بواقعية وبراغماتية مع التجاذبات الحاصلة في المنطقة وفي لبنان. على أن مصلحتهم في الشرق وليس في الغرب، لأن إيران تدعم المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان في المقابل فإن المال الخليجي لا يقوم بدفع ثمن رصاصة واحدة إلى المقاومة الفلسطينية، أو أي مقاومة تقف بوجه «إسرائيل».

إلى ذلك فإن التوصل إلى اتفاق على البرنامج النووي الإيراني بين إيران ومجموعة الخمسة زائداً واحداً، يحتاج إلى قرارات سياسية صعبة وإرادة حقيقية. والأسبوع المقبل سيشهد مفاوضات شاقة ومعقدة وصعبة، إذا ما جرى التوصل فيها إلى تقدم يمكن أن تُمدّد المفاوضات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى