«اندبندت»: فوز اليمين المتطرف الفرنسي يدق ناقوس الخطر في أوروبا

بذلت رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبين جهداً كبيراً لوضع مسافة بينها وبين الصلف العدواني للحزب الذي أسسه والدها جان ماري لوبن. والانتخابات البلدية في فرنسا، أخيراً، كانت كارثية على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. لم يخسر الحزب الاشتراكي أمام خصمه التقليدي من يمين الوسط، حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» فحسب، وإنما حققت الجبهة الوطنية من اليمين المتطرف مكاسب غير مسبوقة، وفازت بمنصب عمدة واحد، وهو الأول منذ عشرين عاماً، وضمنت انطلاقة قوية في عدد من مواقع جولة الإعادة.


ومع تباطؤ الاقتصاد وارتفاع البطالة والشعبية المتدنية إلى أدنى مستوى للرئيس الفرنسي، فإن الهزيمة للموجودين في السلطة حالياً كانت أمراً متوقعاً. لكن لم يكن هناك ما يدعو إلى الاحتفال في مقر حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» أيضاً، الذي يؤثر الفراغ في قيادة الحزب سلبا عليه. كان الفائز الأكبر الجبهة الوطنية مع ضمانها أكثر من 400 مقعد في المجالس المحلية.

ولا يمكن بسهولة صرف النظر عن تقدم لوبين في الانتخابات. ليس فقط لأنها وجه أكثر مصداقية واحتراماً من أبيها، بل لأن صعود اليمين المتطرف في فرنسا هو نظير صعوده في عدد كبير من بلدان أوروبا. ولم تنته كوابيس هولاند الانتخابية بعد، فالجبهة الوطنية في موقع جيد الآن لتتصدر انتخابات الاتحاد الأوروبي. والخطر كامن الآن في الانتخابات الوطنية المقبلة عام 2017. والمصيبة حينها لن تكون مصيبة هولاند فحسب، وإنما قد تصبح مصيبة فرنسا ككل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى