الأسد: فلسطين البوصلة… وابن سعود وهبها لقيام «إسرائيل»

كتب المحرر السياسي

مهابة الأسد ومهابة القسم وخطاب القسم، مفردات الأمس وعنوان أحداثه، ففلسطين التي واصلت صمودها وصواريخها وصولاً إلى تل أبيب وعسقلان، كانت عروس خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد، مع توليه الولاية الرئاسية الجديدة، فلسطين هي البوصلة، والتذرّع بجحود وخيانة البعض لا يبرّر التخلي عنها، والذين يتفرّجون عليها تذبح هم الذين استدعوا الأجنبي إلى ليبيا، وأرسلوا المتطوّعين والمال والسلاح إلى سورية، وهم من يوم جدّهم عبد العزيز ابن فيصل من منح صك تسليم فلسطين لقيام الكيان الغاصب، في صفقة مع البريطانيين، وفلسطين ستبقى القضية المركزية والمقاومة ستبقى الخيار.

رسم الأسد خريطة طريقه وكشف أسرار صمود سورية وسيرها بخطى ثابتة نحو النصر، فمكافحة الفساد والتشاركية، والمصالحات والحوار الوطني، خيارات لا رجعة عنها، لكن لا مكان لمن يعملون للأجنبي، ولا للذين خانوا بلدهم، الإعمار سيبدأ من كفرسوسة مطلع العام، وسورية محور الحرب العالمية على الإرهاب، سيتعلم منها من يحاربونها اليوم، بعد أن يتجرّعوا السمّ الذي يطبخونه لسورية، ولن يكون أحد بمنأى عنه، وسورية الدولة العظمى، لا تقرأ أحجام الدول وقدراتها بعدد السكان والمساحة المال والنفط والسلاح، بل بعمق تجذرها في التاريخ، ومساهمتها في الحضارة الإنسانية، وامتلاكها بأصالة عبر أجيال وأجيال لثقافة الحوار وتقبّل الآخر.

سورية الوفية لحلفائها من إيران لروسيا والصين لا تنسى المقاومين في لبنان وفلسطين، ولا تنسى أن القضية أولاً وأخيراً هي قضية الاستقلال الوطني.

مع قسم الأسد كانت فلسطين ترسم بدماء شهدائها طريق حربها وحريتها، فيما صواريخها تتساقط مجدّداً على رغم القبة الحديدية فوق تل أبيب، وعسقلان، ومدن الجنوب.

جيش الاحتلال المأزوم، العاجز عن فرض روزنامة حربه، والعاجز عن دفع فاتورة وقف النار، يخترع وقفاً للنار لساعات لمنح قوة إضافية لمساعي التهدئة.

لا رئيس قبل 2015 والمجلس يتحضر للتمديد

وفيما أدى الرئيس السوري بشار الأسد قسم اليمين الدستوري لولاية ثالثة في قصر الشعب واعداً بالتأسيس لمرحلة جديدة في سورية، لا يزال الشغور الرئاسي الذي حط رحاله في قصر بعبدا في 25 أيار مستمراً، وانعكس تعطيلاً للمجلس النيابي وتعليقاً لجلسات مجلس الوزراء.

وأكدت مصادر وزارية في 14 آذار لـ«البناء» أن لا انتخابات رئاسية قبل عام 2015، لافتاً الى أنه كان من المفترض أن تدفع الأحداث العراقية اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن الذي حصل كان العكس.

وشدد المصدر الوزاري على أن أسماء عدة مطروحة لسدة الرئاسة أبرزها قائد الجيش العماد جان قهوجي، وسفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري الذي يحظى بدعم الفاتيكان، مشيراً في الوقت عينه إلى أن الحظوظ المرتفعة تبقى لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وشدد المصدر الوزاري على أن المجلس النيابي يتحضر للتمديد لنفسه سنتين ونصف، مشيراً إلى أن وقع التمديد هذه المرة لن يتعاطى معه الشعب اللبناني كالتمديد الأول.

فرنجية: لا خوف من الفراغ مررنا بظروف أصعب

وبحث البطريرك الماروني بشارة الراعي مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، خلال خلوتهما في الديمان، في مجمل الأوضاع السياسية الراهنة لا سيما الاستحقاق الرئاسي وتطورات المنطقة. وأكدت مصادر بكركي لـ«البناء» أن زيارة فرنجية للديمان هي زيارة رفع عتب أكد خلالها رئيس تيار المردة للبطريرك الراعي ضرورة عدم الخوف من الفراغ لا سيما أننا مررنا بظروف أصعب من التي نمر بها. وشدد على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية لديه كتلة نيابية كبيرة تعكس قوته على الأرض.

وشدد الراعي لفرنجية بحسب المصادر على أن البلد بدأ ينهار ويجب الإسراع في انتخاب الرئيس وإنهاء حالة الفراغ وعدم انتظار تطورات المنطقة، فرد فرنجية قائلاً: «هذا الموضوع أكبر مني وأنا لا أقرر فيه».

وانتقد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عجز القوى المركزية عن الاقتناع بأهمية الوصول إلى تسوية تبدأ من الرئاسة وتنسحب على كل الملفات تحصيناً للبنان الذي ينعم بوضع أفضل بكثير من سورية والعراق.

كلمة للحريري غداً

إلى ذلك، يلقي الرئيس سعد الحريري الذي اجتمع بعدد من قياديي تيار المستقبل في السعودية، كلمة عبر الشاشة في الإفطار المركزي الذي يقيمه «التيار» في البيال غداً الجمعة، سيتناول فيها ملف الاستحقاق الرئاسي.

ووفق مصادر مقرّبة من الحريري فإن ليس هناك من مبادرة بالمعنى الواسع للكلمة، إنما هناك بعض الأفكار يجري تفصيلها بالتشاور مع أطراف 14 آذار. وأوضحت أن هذه الأفكار تنطلق من أمرين رئيسيين، الأول أن تنصبّ الجهود والاتصالات لتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية عبر تذليل الصعوبات التي تعيق عملية الانتخاب، لأن انتظام البلد يبدأ من انتخاب الرئيس. والثاني تقديم بعض الأفكار لإقرار بعض الملفات الضرورية سواء عبر مجلس النواب أو الحكومة.

في غضون ذلك لم تبرز أي بوادر حلحلة تشير إلى إمكانية عقد جلسة تشريعية لإقرار ما تبقى من بنود السلسلة، وصرف الرواتب والأجور لموظفي القطاع العام وإصدار سندات باليوروبوند.

وأكد عضو كتلة المستقبل النائب غازي يوسف لـ«البناء أن تيار المستقبل مستعد للنزول إلى مجلس النواب لمناقشة الموازنة، داعياً الحكومة إلى إحالتها إلى المجلس النيابي. وشدد المصدر على أن قطع الحساب يتطلب قطع حساب لعام 2012 الذي وعد وزير المال علي حسن خليل بالحصول عليه مستنداً إلى سندات الخزينة التي دفعت، معتبراً أن من حصل على قطع حساب لعام 2012 بإمكانه الحصول على قطع حسابات للسنوات التي تلت عام 2005.

وأكد مصدر نيابي مطلع في تكتل التغيير والإصلاح لـ«البناء» أن محاولة الربط بين صرف الرواتب وقطع الحساب يهدف إلى إعطاء رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة براءة ذمة عن 11 مليار دولار التي صرفت في عهده.

وأشارت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير إلى أن ما تضمّنه بيان كتلة «المستقبل» يؤشر إلى مدى التعاطي السلبي للكتلة مع الاستحقاقات المعيشية والمالية. وأوضحت أن رئيس مجلس النواب نبيه بري جاهز للدعوة إلى عقد جلسة تشريعية عندما يجد أن الكتل المقاطعة للتشريع جاهزة لحضورها. وبالتالي فعندما يحصل توافق على كل الملفات التي ستبحثها الجلسة سيدعو مكتب المجلس للانعقاد.

وفي السياق ذاته، علمت «البناء» أن لقاء الرئيس سلام مع وزير المال علي حسن خليل والذي تركّز على موضوع قوننة الأجور لم يُفضِ إلى مخرج لكيفية حل هذه المسألة في ظل رفض كتلة «المستقبل» النزول إلى مجلس النواب لإصدار قانون بهذا الخصوص. وقالت: «إن الوزير خليل أكد على موقفه الرافض التوقيع على صرف الأجور من دون إصدار قانون لذلك». وأشارت مصادر معنية «أن لا حلول في الأفق لهذه القضية، علماً أن الوزير خليل كان أثار هذا الموضوع مع سلام منذ تشكيل الحكومة».

غريب: الثورة الاجتماعية حاجة وطنية

نقابياً، لوحت هيئة التنسيق النقابية التي اعتصمت أمام التنظيم المدني أمس بالتصعيد إذا لم تقرّ السلسلة قبل الأول من آب. وأكد رئيس هيئة التنسيق النقابية حنا غريب لـ«البناء» أن عدم تصحيح الامتحانات يعني الوقوع في المحظور. وإذ دعا المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم، دعا الشعب اللبناني إلى التحرك للدفاع عن حقوقه، معتبراً أن الثورة الاجتماعية هي حاجة وطنية في ظل اللامبالاة والتسويف من قبل السياسيين.

ودق غريب ناقوس الخطر بأنه لن تكون هناك رواتب للقطاع العام والقطاع العسكري من دون إقرار بعض المراسيم في المجلس النيابي داعياً الطلاب والأهالي والموظفين والقوى التي تريد فعلاً إعطاءنا السلسلة إلى النزول إلى الشارع والتوحد حول هيئة التنسيق النقابية لا سيما أن السياسيين يمتنعون عن النزول إلى المجلس النيابي لإقرار السلسلة فيما سيسارعون إلى النزول إلى ساحة النجمة للتمديد.

بو صعب: لن أوقع أي إفادة مدرسية

فيما أعلن وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب الذي شارك الطلاب في اعتصامهم أمام وزارة التربية لـ«البناء» أن البلد سيقع في المحظور بعد أربعة أيام إذا لم تقر السلسلة، لأن عدم تصحيح الامتحانات سينعكس سوءاً على الطلاب الذين يريدون أن يستكملوا الدراسة الجامعية في الخارج. وشدد بوصعب على أنه لن يوقع أي إفادة مدرسية حتى لو توافقت الكتل السياسية على ذلك.

لا مجلس وزراء من دون ملف الجامعة

وفي ملف الجامعة اللبنانية، أكد وزير التربية أن عودة العمل لمجلس الوزراء لن تكون إلا عبر ملف الجامعة اللبنانية الذي وضع على جدول الأعمال، ولم يعد بالإمكان تحاشي ذلك. وإذ أشار إلى أنه على تواصل مستمر مع وزير الاقتصاد آلان حكيم، أكد بو صعب أن اللقاء سيحصل عندما يتبلور حل لملف العمداء، مشيراً إلى أن إصرار الحزب التقدمي الاشتركي على إبقاء الدكتور بيار يارد في منصبه عميداً لكلية الطب، يقابله رفض من حزب الكتائب على بقاء يارد.

اتصال بين فلسطينيين في قطاع غزة ومن أطلق الصواريخ من جنوب لبنان

أمنياً رصدت الاستخبارات الأجنبية اتصالاً بين فلسطينيين في قطاع غزة والفلسطينيين الاثنين اللذين أقدما على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي المحتلة. وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنه بنتيجة التقصي والمتابعة، تمكنت مديرية المخابرات يوم أمس، من توقيف اثنين من المتورطين في عملية إطلاق الصواريخ في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهما الفلسطينيان خليل خراز وشقيقه حسن، اللذان اعترفا بإقدامهما على نقل الصواريخ يومي 13 و14 تموز الجاري إلى مكان إطلاقها. وعثر الجيش اللبناني على منصتين لإطلاق الصواريخ في سهل الحنية جنوب مدينة صور، وضرب طوقاً حول المكان.

هل يطلق سراح الموقوفين الإسلاميين اليوم

ونفذ ذوو الموقوفين الإسلاميين اعتصاماً عند دوار أبو علي في طرابلس تذكيراً بالوعد الذي تلقوه بإطلاق دفعة من الموقوفين اليوم على أن يَعقد المعنيون والأهالي اجتماعاً للبحث في الإجراءات الواجب اتخاذها نصرة للقضية التي ينادون بها.

وأكد مصدر مطلع في تيار المستقبل لـ«البناء» أن طرابلس لن تكون على شاكلة الموصل لأن المتطرفين فيها من إسلاميين متشددين وسلفيين لا يشكلون أكثر من 5 في المئة. وأشار إلى أن العمليات الإرهابية التي توقفت بعد تشكيل الحكومة التي ضمت حزب الله وتيار المستقبل، عادت اليوم جراء الأحداث العراقية لكن بوتيرة أقل، لا سيما أن الانتحاريين هم من غير اللبنانيين، وإذ لفت إلى أن الشبكات الإرهابية التي لم يكن يتذمر منها تيار المستقبل في السابق لما كانت تقوم به من توجيه ضربات لخصمه، أكد أن تيار المستقبل لا يشكل بيئة حاضنة لهذه الجماعات التي تعتبر الاعتدال السني اليوم عدوها الأول.

من جهة أخرى، سقط صاروخان مصدرهما السلسلة الشرقية، الأول على أطراف بلدة بريتال والثاني بين بريتال شرق بعلبك والطيبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى