فارس: سمحنا للقوى الإقليمية والدولية باستغلالنا وتحقيق أجندتها على حسابنا

دشن معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت أمس، مقره الجديد الدائم الذي يحتل مساحة 3000 متر مربع وصممته المهندسة زها حديد الطالبة السابقة في الجامعة، وبني بمنحة من نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس.

وأقيم حفل التدشين على الملعب البيضوي في القسم الأعلى من الحرم الجامعي، وحضره إلى مايكل فارس ممثلاً والده عصام فارس، الرئيس فؤاد السنيورة، وزيرا البيئة والإعلام وشخصيات سياسية وديبلوماسية وثقافية واجتماعية.

وألقى رئيس الجامعة بيتر دورمان كلمة قال فيها: «هذا المبنى تأكيد عتيد لكوننا جامعة لا تبقى أسيرة الزمان والمكان، بل تقارع التفكير التقليدي وتسوق التغيير والأفكار الجديدة».

ونوه رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت فيليب خوري بـ«عصام فارس، الرؤيوي، والمحب للبنان، ومعزز الثقافة، وباني السلام».

وقالت حديد: «إنّ المقر الجديد ينسج من الممرات والروابط والمواقع المشرفة على الحرم الجامعي منتدى لتبادل الأفكار ومركزاً للتفاعل والحوار في قلب الجامعة».

أما مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية رامي خوري فنوه بمنجزات المعهد، وقال: «ما تم إنجازه حتى اليوم هو البداية فقط، وإنّ التزامنا إزاء السيد عصام فارس والجامعة الأميركية في بيروت والعالم العربي هو التزام طموح وواضح وبسيط». كما أثنى على «الدور الرائد» للرئيس السابق للجامعة الأميركية في بيروت جون واتربوري ووكيل الشؤون الأكاديمية السابق بيتر هيث، مشيراً إلى أنّ «مداولاتهما الأولية مع عائلة فارس قبل عقد قولبت رؤياها للمركز».

فارس

وختاماً كانت كلمة متلفزة لفارس قال فيها: «لا بد لي من أن أعرب عن عميق امتناني لجميع الذين، من خلال عملهم الدؤوب طيلة العقد الماضي، حققوا الكثير من الإنجازات». وأضاف: «يتعاطى المعهد قضيتين أساسيتين، كلتاهما حيويتان لجهودنا الرامية إلى بناء دولة قابلة للحياة وديموقراطية مستقلة في منطقتنا. هاتان القضيتان هما السياسات العامة والشؤون الدولية، ويجدر بكلتيهما خدمة المصلحة العامة، وتقوية الدولة، وتطوير مواطنين فاعلين، وتعزيز حقوق الإنسان».

واعتبر فارس أنّ «التشديد على السياسات العامة يقضي بأن يعلو بنا فوق المصالح الضيقة للأفراد والأحزاب، وقد حققنا في لبنان نجاحاً في القطاع الخاص، إلا أننا لم نحقق النجاح المرجو في القطاع العام. في الواقع، قد يقول البعض إن السياسات العامة قد أعاقت دينامية القطاع الخاص وإمكاناته، ونتيجة ذلك، أضعفنا الدولة وحرمنا شعبها من تحقيق الأمن والتمتع بالفوائد المتأتية من المؤسسات العامة القوية. أما التشديد على الشؤون الدولية في تأدية المعهد رسالته، فهو بالقدر نفسه من الأهمية». وتابع: «في اللحظة التي نحن فيها في أمس الحاجة، سمحنا للقوى الإقليمية والدولية باستغلالنا، للاستفادة من ضعفنا، وتحقيق أجندتها على حسابنا. لقد فشلنا في استخدام النظام الدولي لتعزيز مصالحنا، ونادراً ما قاربنا الشؤون الدولية بموقف موحد. لم نفهم سياسات القوى الأجنبية قط، وخدعنا أنفسنا بالتفكير بأنّ في إمكانها إنقاذنا من أخطائنا ومن نزاعاتنا الداخلية. لو طورنا روحاً عامة ودولة قوية، وأبدينا شغفاً بالصالح العام، لكنا استخدمنا النظام الدولي استخداماً أكثر فاعلية لصالحنا. قلما يقوم العالم العربي بمبادرة، وغالباً ما يقوم برد فعل على الأحداث الدولية، ويلقي باللائمة على الغير للمشاكل التي يتخبط فيها». وقال: «لا بد لنا من أن نسعى جاهدين الى تطوير مؤسسات ذات صدقية وفاعلية من شأنها خلق الأفكار وإنتاج المعرفة، والمساهمة في نقاشات حول السياسات العالمية ترمي إلى تعزيز السلام والرخاء. هذا ما نسعى إليه في جامعاتنا المرموقة ومعاهد بحوثنا، لا سيما في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى