آخر الأخبار

مفوضية المنية في «القومي» تحيي عيد التأسيس: أطلق دينامية حياة الأمة السورية جاعلاًً من رميمها أمة حيّة

أقامت مفوضية المنية التابعة لمنفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً في المنية، بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب، حضره منفذ عام طرابلس فادي الشامي، وعدد من أعضاء هيئة المنفذية، مفوّض مفوضية المنية سمير زريقة، مفوض مفوضية الميناء شادي بركات، عضو هيئة منح رتبة الأمانة الياس العشي، رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف جمال سكاف، وعدد من مسؤولي الأحزاب والقوى والفصائل.

عرّفت الاحتفال إيفا أسوم.

زريقة: الحزب القومي حدد ويلَ ضياع الهوية وفقدان السيادة وهو وسيلة استعادتهما

ثم ألقى مفوض مفوضية المنية سمير زريقة كلمة جاء فيها: نقفُ اليوم على ناصية الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، هادئين هدوء المؤمن بأنّ النصر هو حليفُ الأمم الحيّة، نقف وقوف شعبٍ إذا أراد فإن إرادتهُ هي القضاءُ والقدر.

لقد تأسس حزبُنا انطلاقاً من سؤالٍ ما زلنا نُعاني من أسبابه حتى يومنا هذا: «ما الذي جلب على أمتي هذا الويل؟».

فكان الجواب: «ضياعُ الهوية» وفقدانُ السيادة… وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي الوسيلة الفعالة لإزالة أسباب هذا الويل.

وقال: ها هي الفوضى الفكرية اليوم تبعَثُ من جديد الأحقاد المذهبية من مراقدها والأمة لما تدفن أشلاءها بعد. فكنّا أي الحزب قوّة المجتمع الوحدويّة والسّيف الضارب فوضى العقائد، حزبٌ ينهضُ ويؤسسُ لجيلٍ جديد يتدربُ على ممارسة الحقوق والواجبات القومية والفضائل التي توحّد المجتمع وتُرقّيه في نظرياته وأنظمته.

حزبٌ يقود النشء إلى النظام والتمرّن على استخدام مواهبه في سبيل ترقية أمته وفي سبيل معرفة الواجبات العامة والاضطلاع بالمسؤوليات.

حزبٌ بنظامٍ قويٍّ يُعطي دينامية لحياة هذا المجتمع ويمنح الأمة مقدّرات الارتقاء في هذا الوجود، كما يُثبّت قدرتها على التعبير عن إرداتها والتحكم بإمكانياتها جاعلاً منها أمةً حرّة.

حزبٌ يرتضي أفراده القيام بواجبهم فيه صاهرين حريتهم الفردية بحرية الأمة مرسّخين في وجدانهم فضائل النظام والواجب.

حزبٌ يوحّدُ الأمة السورية ويجعلها سيّدة نفسها وصاحبة الإرادة في تقرير مصيرها.

وتابع: إنّ الحزب السّوري القومي الاجتماعي الذي أسسهُ سعاده يمثّلُ بنظرنا الإطار الصحيح لبناء نهضة الأمة السورية ومواجهة التحديات التي يفرضها تطوّر الحياة على مجتمعنا.

غايتنا واضحة، لا لبس فيها. فنحنُ نعمل اليوم في المنية على بعث نهضةٍ، تغيّرُ على المستوى النفسي بنية مدينتا الاجتماعية وعلى المستوى المادي تدفعُ باتجاه تأمين مصالح الحياة لأبنائها.

كما نعملُ على ترسيخ بنية نظامنا الجديد المتشكل بنظامنا الحزبي العبقري الصّاهر للقوة الحيّة العاملة فيه. هذا الحزبُ الذي يحمي هذه النهضة ويؤمّنُ استقلال الأمة وسيادتها.

إن دعوتنا اليوم هي دعوةٌ إلى الثقة بالنفس وإلى اعتماد العقل شرعاً أعلى في تنظيم علاقاتنا، هي دعوةٌ نحو حياةٍ جديدةٍ نُقيمُها بأنفسنا على أرضنا، دعوةٌ نخرجُ بها من دهاليز المذهبية والقبلية إلى يقين هويتنا ومصالحنا.

إننا لا نبحثُ عن دنيا وردية ولا نؤمنُ إلا بالنهضة والبناء الدائم، وإنّ غايةً حزبنا وطروحاته ليست نهائية وخلاصية بل هي حركةٌ دائمةٌ وقائمةٌ بوجود هذا الحزب في هذه المدينة كما الكثير من المتحدات خالقاً مساحةً بديلةً عن المساحات التقليدية الهدّامة، مساحةً يستحيلُ استئصالُها وقد حاولت جهاتٌ كثيرة ذلك من دون جدوى – حركةٌ تسعى دائماً أن تقوم في غدِها بالفعل رافعةً من مستوى حياة هذه الأمة صوب آفاق أخرى جديدة.

وأردف قائلاً: رفقائي، رفقاء درب الحق والجهاد، في الذكرى الخامسة والثمانين على تأسيس حزبنا، نحنُ على يقينٍ أنّ الخلاص بهذا الوعي الذي يتوقّدُ بين افئدتنا،

واذكروا دائماً أن الحزب يُعطي الفرصة بالحلم والتغيير لمن يريدُ استثمارها وأنهُ رُغم كلّ عتمة الجهل الدامس الذي يحيطُ بنا، يبقى الأهم هو القدرةُ الدائمةُ لهذا الحزب على الاستنهاض وعلى الكفاح لأن أبناء النور، أبناء الحياة، لا مكان لهم بين الظُلُمات.

أقول قولي وأختمُ كما قال زعيمي:

لم توجد قضيةٌ قوميةٌ صحيحةٌ لسورية حتى كان نشوءُ الحزب السوري القومي الاجتماعي… كان يوماً عظيماً بزغت شمسه على محيطٍ التفّ فيه الشّكُ على اليقين بلغت الشمس رابعة النهار، اضمحل الشّكُ، وتأيّد اليقينُ، وزُهق الباطلُ وفاز الحقُّ فوزه المبينُ.

عشّي: نتائج تزييف الواقع وابتلاع الأخطاء والعيوب بتسوية بلا علاج تكون كارثية

ثم القى عضو هيئة منح رتبة الأمانة الياس عشي كلمة جاء فيها:

في السادسَ عشرَ من تشرين الثاني عام اثنين وثلاثين بعد التسعمئة والألف، حَدَث أن خرج إلى الناس رجل في العقد الثالث، ربْعُ القامة، واسع الجبين، حادّ النظرات، معقودُ الحاجبين، حنطيّ اللون، سوريّ الملامح، لبق الحديث، جدليّ، محاور رجلٌ يحمل في جعبته مشروع أمّة، ويحمل في قسماته وجع هذه الأمة..

إنه أنطون سعاده، رجل من لبنان، رفض أن يحنيَ قامته، فغرز عينيه في الشمس، ورفض أن يقول «نعم»، فانتهى شهيداً على رمال بيروت، ثمّ سكن فينا إلى الأبد.

أنطون سعاده آمن بفكرة، وأسّس حزباً لنكون واحداً، فصرنا شيعاً.

قال لنا: كونوا أقوياء وسأسير بكم إلى النصر. فتآمر عليه يهود الداخل ويهود الخارج واغتالوه ورغم ذلك.. بل على الرغم من كل ذلك، فأنطون سعاده ما زال معنا، يشدّنا إليه.. يحفّزنا كي ننتصر .. وسننتصر لأنه القائل: «إنّ فينا قوّة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ»، وسنغيّر وجه التاريخ.

قد يتداعى جيل.. جيلان.. لكنّ الأجيال القادمة، وقد خاطبها سعاده، تماهت في العقيدة، ورحلت في الوجدان، وكان لها حضور على خريطة الأمّة السوريّة: لن تبقى أمّتنا أمماً.. ولا شعوبنا طوائف.. … ونحن تلاميذ سعاده، سننتصر لأن شهداءنا مسكونون فينا.

واليوم… وبعد مرور خمسة وثمانين عاماً على تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ترسّخت مبادئ الحزب وطروحاته الفكرية والاجتماعية والسياسية في أذهان الكثيرين ممّن يسعون إلى متّحد قوميّ تختفي منه الكيانات الهزيلة التي تمخّضت عن اتفاقية سايكس ـ پيكو ، ويسعون إلى إعادة فلسطين إلى الوطن بعد أن منحها «وعد بلفور» إلى العصابات اليهودية.

بمثل هذه الروحية الصافية، وبمثل هذا الإيمان في حقّ الأمّة أن تكون وأن تنتصر، مشى أنطون سعاده إلى النصر. فعندما يضمّ حزب الشرائح كلها من دون تمييز في الانتماءات المذهبية والطائفية، يكون الحزب منتصراً. وعندما يستشهد القوميون دفاعاً عن جنوب لبنان، وعن فلسطين، وعن الشام، يكون الحزب منتصراً، وعندما يرى القوميون إلى فلسطين بكونها شأناً لبنانياً وشامياً وعراقياً وأردنياً.. فإنما هم يكتبون ملحمة العودة، حتى ولو بعد ألف عام.

في جعبتي حكاية «تقول إنه كان يوجد ملك أعرج، ويرى بعين واحدة. وفي أحد الأيام دعا هذا الملك فنانين ليرسموا له صورته الشخصية، بشرط أن لا تظهر عيوبُه في هذه الصورة! اعتذر الفنانون كلّهم عن رسم هذه الصورة، إذ كيف سيرسمون الملك بعينين وهو لا يملك سوى عين واحدة؟ وكيف يرسمونه بقدمين سليمتين وهو أعرجُ؟

ولكن وسْط هذا الرفض الجماعي، تقدم فنّان، ورسم صورة جميلة خالية من العيبين!

كيف؟

تصوّر الملك واقفاً وممسكاً ببندقية صيد موجّهة إلى هدف ما، مغمضاً إحدى عينيه، وحانياً قدمه العرجاء.

وهكذا رسم صورة للملك بلا عيوب».

انتهت، أيها السادة والرفقاء، الحكاية. وبغضّ النظر عن مصدرها، وأهميتها على الصعيد الفنّي، فإنّ خطرها قد يصبح كارثياً إذا كان الهدف الرئيس منها أن نتجاوز العيوب والأخطاء في مؤسسة ما، أو في متّحد ما، أو في مجتمع بكامله وأن نكون شهود زور لا سيما عندما نبتلع تاريخ أمتنا السورية المكتوبَ بحبر الآخرين، أو عندما نسكت عن مشاهد البؤس والجهل والخيانة وقد صاروا علامة فارقة في مجتمع ننتمي إليه، ونعيش فيه.

وفي ذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي نعود إلى سعاده الذي رفض أن يلعب دور الرسّام المخادع، فكان سؤالُه الأول:

«ما الذي جلب هذا الويل إلى أمتي»؟

وكان سؤالُه الثاني: «مَن نحن»؟

كان باستطاعة سعاده أن يختبئ وراء الأجوبة التي اكتشفها، وأن يرسم لوحة لأمّته لا عورة فيها ولا عيباً، فيعيش بسلام كما عاش الكثير من الفلاسفة والمفكرين والمصلحين الاجتماعيين . لكنه أصرّ على الإجابة عَبرَ حركة نضالية، وانضم إلى لائحة لا تنتهي من شهداء المعرفة الذين رسموا خريطة للإجابات الصحيحة، ولكنها خريطة مليئة بالألغام تؤسس لمسرحية عربية خالدة اسمها الاغتيال.

عطية: حزب النهضة الذي لا تنطفئ شعلته ولا تُمحى قوانينه ودستوره والمبادئ

أما الكلمة الأخيرة فكانت لهيئة منفذية طرابلس ألقاها ناموس المنفذية الرفيق لطيف عطية. وجاء فيها:

يأتي اليوم عيد التأسيس الخامس والثمانين هذا العام ونحن بأمسّ الحاجة الى أن نتوحّد بالحزب السوري القومي الاجتماعي ليكون أقوى فنكون فيه واحداً عصياً، صلباً أمام أطماع الطامعين وليناً في انتمائه الى محيطه، طيعاً في خدمة أبناء الأمة، عاملاً على رقيها والسير بها نحو النصر.

يأتي التأسيس ونحن في بركانٍ من الصراعات تتأجّج ناره قسوةً وانقساماً وطوائف تتناحر وتتصارع في سبيل خدمة أعدائنا ليسهل عليهم قضم الأرض وتجفيف المياه وحجم الهواء عن أجوائنا ليسود فيها نعيق البوم وحريق الصدور.

يأتي عيد التأسيس هذا العام، وأمتنا ينهكها صراع الحدود وتعالي الصدور، وتُسحق فيها أجساد أبنائنا وشيوخنا ونسائنا والأطفال، أمام عيون تراقب، وأمم تواكب، ولا مَن يعاقب ولا مَن يحزنون.

يأتي العيد، ونحن ننادي منذ التأسيس، حيث جفّت حلوق أسلافنا الجحافل من زعيمنا الخالد وقادته وشهدائه.

كانوا يدعون، ونحن ندعو، الى حزب سعاده، حزب الأخلاق والقوة والعدل، حزب النهضة التي لا تنطفئ شعلتها ولا تُمحى قوانينها ودستورها والمبادئ.

تدعوكم منفذية طرابلس الى التحلي بروح المسؤولية، فانتماؤنا الى الحزب هو انتماء شرف وحقيقةٍ ومعتقدٍ، فلا نستهوننّ بذلك. حافظوا على حزبكم، على مواطنيكم، لا تحاوروا لتجادلوا، تحصّنوا بمبادئكم وارفعوا بها رؤوسكم ولا تحنوها إلا للحق والحق أمامكم واضحٌ كالشمس.

مبادئكم نورٌ وحقيقتكم قناعةٌ ذاتية غير مضغوطة.

و اعلموا أن في كل مكان من أمتنا، مدينة أو قرية أو شارع أو كيان لكم فيها رفقاء ومشاريع رفقاء.

فاعملو لخير هذه الأمة وانتصارها، ألم يقل سعاده: «إن كنتم ضعفاء وقيتكم بجسدي وإن كنتم جبناء أقصيتكم عني وإن كنتم أقوياء سرت يكم الى النصر؟».

لا تتصارعوا، بل صارعوا التنين الذي يطمع بخيرات أمتنا ويزوّر ثقافتنا، فثقافتنا من الأنبياء والرسل والفلاسفة والعظماء.

كونوا على قدر الصلابة في زعيمنا ومبادئنا والأمة، وبذلك يتأسس الحزب فينا، في دمائنا من جديد.

أنتم القوة المتفاعلة مع محيطها تسير في دروب العزّ بكل ثقة لأنها حرة من أمة حرة.

أيها الرفقاء، نحن حزب قتال وروية في القتال نملك أعصابنا فلا يستفزنا ممستفز.

واجه حزبنا الصعوبات والعراقيل والإشاعات وبوادر الانتصار في عقولنا وقلوبنا ووجوه الخير والحق والجمال وجوهكم، ولو قضوا على المئات منا لما تمكنوا من القضاء على الحقيقة التي تخلد نفوسنا ولما تمكنوا من القضاء على بقية منا تقيم الحق وتسحق الباطل. فنحن لا نخاف الموت متى كان الموت طريقاً للحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى