الوطن

تصاعد عمليات قطع الطرق في بيروت والمناطق وغليان عارم في طرابلس إثر انهيار مبنى في الميناء ومقتل شخصين

تصاعدت وتيرة الحراك في بيروت والمحافظات لجهة إقفال الطرق في العديد من المناطق قبل ان يعيد الجيش فتحها.

والبارز أمس هو ما شهدته طرابلس من غليان  شعبي عارم، إثر انهيار نهار جزء من سقف مبنى قديم على قاطنيه، قرابة الثالثة من فجر أمس في حي الأندلس في مدينة الميناء، ما أدى الى مقتل الشاب عبد الرحمن الكاخية وشقيقته ريما وهما من الجنسية السورية، وعمل المواطنون طوال الليل بالتعاون مع الدفاع المدني وعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على إزالة الردم وانتشال الجثتين من تحت الركام.

وأدت هذه الحادثة الى حال من الغضب في المدينة، ما دفع بعدد من المواطنين إلى التوجه نحو بلدية الميناء وتحطيم محتوياتها متهمينها بالإهمال.

وعلى الفور توجه الجيش إلى المكان في حين أضرم المحتجون النار في آليات شرطة البلدية وحطموا سيارة تابعة للبلدية ثم توجهوا إلى منزل رئيس البلدية عبد القادر علم الدين.

وضرب عناصر الجيش طوقاً  أمام المحتجين لمنعهم من دخول مبنى بلدية الميناء، قبل أن تستقدم قوة إضافية من عناصر مكافحة الشغب إلى أمام مبنى البلدية، وتعمل على تفريق المحتجين.

ومساءً، قطع سكان منطقة التبانة الطريق العام بالإطارات المشتعلة تضامناً مع أهالي الميناء.

كما أقفل محتجون الأوتوستراد الدولي بالقرب من فندق «كواليتي إن» بالإطارات المشتعلة.

وأكد المتظاهرون أنهم لن يغادروا الشوارع حتى يقدم علم الدين استقالته من رئاسة البلدية.

ولاحقاً، عقد عدد من أعضاء مجلس بلدية الميناء إجتماعاً وأصدروا بياناً جاء فيه «نحن هاشم الأيوبي رامي الصايغ، عامر فيض الله، مايز مبيض، مارك قبرصية، عاطف طبوش، وبعد الحادث الأليم الذي أدى إلى استشهاد شاب وصبية من أبناء الميناء، نضع استقالتنا بين أيدي أهلنا في الميناء، وبعدما تقدمنا بعدة دعاوى على فساد رئيس بلدية الميناء وإهماله في عمله وتم تغطيته مرات عدة».

وأفيد لاحقاً عن إستقالة 20 عضواً من بلدية الميناء.

 كما أفيد أن مجهولاً ألقى قنبلة على سيارة تعود للموقوف ع. ح في منطقة أبي سمراءطرابلس، الأمر الذي أدى إلى تضرر 3 سيارات من دون وقوع إصابات بشرية.

وعلى الفور، حضرت القوى الأمنية وفتحت تحقيقاً في الحادث.

وتم قطع طريق سهل عكّار من قبل محتجين عند مفترق كفرملكي تضامنا مع المحتجين في الميناء. كما قُطعت الطريق عند مستديرة ببنينالعبدة بالإطارات المشتعلة.

وفي جونية قُطع الأوتوستراد بالاتجاهين احتجاجاً على اعتقال 4 ناشطين. وأكد المحتجون رفضهم فتح الطريق قبل إطلاق الشبان الأربعة الموقوفين في سرايا جونية، ومساءً تم الإفراج عنهم وأعيد فتح الأوتوستراد.

وفي بيروت، قطع عدد من المحتجين الطريق في القنطاري عند تقاطع كليمنصوباب إدريس، مفترشين الأرض، احتجاجاً على عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين بعد أكثر من خمسين يوماً على انطلاق الحراك. وأكدوا أنهم «ليسوا هواة قطع طرقات على الناس، إلاّ أنه مظهر من مظاهر التعبير عن المطالب المشروعة والمحقة».

كما قطع عدد من المتظاهرين الطريق في منطقة الكولا، قرب مدرسة عمر فروخ، المسلك الشرقي قبل الجسر. كذلك قطع شبّان يستقلون دراجات نارية طريق البربير، وقاموا بوضع مستوعبات النفايات في وسط الطريق، في حين تم فتح الطريق عند محلة قصقص.

وقُطعت طرقات شتورا سعدنايل مجدل عنجر وبرالياس وجديتا وقبّ الياس في البقاع الأوسط، والمرج وغزة والمرج ولالا في البقاع الغربي وضهر الأحمر في راشيا.

وفي صيدا أقدم محتجون على قطع طريق القياعة بالقرب، من جمعية «المواساة» بالمستوعبات وإضرام النيران فيها. وعلى الفور، حضر الجيش وعمل على إعادة فتحها.

و نفّذ المحتجون في ساحة إيليا وقفة احتجاج أمام «شركة كهرباء لبنان الجنوبي» في صيدا، احتجاجاً على التقنين القاسي في التيار الكهربائي، وسط هتافات التنديد وانتشار لعناصر الجيش في المكان .

وانطلقت مسيرة راجلة من تعمير عين الحلوة باتجاه ساحة إيليا  وسط اجراءات أمنية للجيش وهتافات المحتجين المنددة بالأوضاع الاقتصادية وسياسة المصارف والغلاء وارتفاع الاسعار. ونفّذ عدد من المحتجين وقفة احتجاجية أمام فرع مصرف لبنان في صيدا وأطلقوا الهتافات المناهضة لسياسة المصرف.

وفي الجبل، قطع المحتجون الطريق الدولية عند مفترق مدينة عاليه باتجاه البقاع من خلال ركن السيارات في وسط الطريق. كذلك، قطع المحتجون في إقليم الخرّوب أوتوستراد الجية باتجاه بيروت، بالإطارات المشتعلة وأعادوا فتحها لاحقاً.

الجيش

وكانت قيادة الجيشمديرية التوجيه أعلنت في بيان  أنه «بتاريخ 9/12/2019 وفي مدينة طرابلس، تجمّع عدد من المتظاهرين أمام منازل النوّاب في المنطقة، حيث تطوّر الوضع إلى تلاسن واستفزازات ورمي أكياس النفايات ورشق بالحجارة بين المحتجّين وحرّاس منزل النائب فيصل كرامي، ما أدى إلى إصابة 6 عسكريين بجروح مختلفة، بعد أن تدخلت وحدات الجيش المنتشرة للفصل بين الطرفين وعملت على تفريق المتظاهرين ومنعهم من افتعال أعمال الشغب وإضرام النيران في مستوعبات النفايات، كما أوقفت المواطن محمد عبد العزيز عيون السود.

وفي منطقة صربا، أوقفت وحدة من الجيش بتاريخ 10/12/2019 أربعة أشخاص لإقدامهم على إحراق الإطارات في المنطقة ومحاولة قطع الأوتوستراد بها. بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

أحزاب طرابلس

إلى ذلك، رأى منسق لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس عبدالله خالد، في تصريح «أن الوضع السياسي والاقتصادي والمالي والأمني في لبنان يزداد تردياً نتيجة تناقض مواقف أطراف السلطة بعد استقالة حكومة الرئيس الحريري ورفضها القيام بواجباتها كحكومة تصريف أعمال»، لافتاً إلى «خروج الحراك عن أهدافه». واتهم «أكثر من طرف ركب موجة الحراك وحرفه عن أهدافه المطلبية»، داعياً إلى التنبه لخطورة المخطط الذي تنفذه مجموعة مشبوهة توجت حراكها بمهاجمة رموز وطنية على امتداد الساحة اللبنانية في محاولة لتعميم الهجوم على الجميع كبديل لتركيز الجهود على فضح الفاسدين».وحيّا الجيش والقوى الأمنية، داعياً إياها إلى «تكثيف جهودها في ملاحقة تلك الزمر ومعاقبتها على أعمالها الإجرامية والإصرار على فتح الطرق حماية لمصالح المواطنين والفقراء والكادحين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى