الوطن

لافرينتييف يرى التواصل بين أنقرة ودمشق صعب.. وحامية مطار القامشلي تقطع الطريق أمام قوات الاحتلال الأميركية وتُجبرها على العودة

دمشق: واشنطن ارتكبت انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان وقتلت الآلاف في الرقة

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن الإدارات الأميركية ارتكبت ولا تزال انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان ضد شعوب العالم ومنها قتل الآلاف من أبناء الرقة وتدمير المدينة فوق رؤوس أصحابها داعية إلى إجراء تحقيق دولي بالجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها تلك الإدارات في جميع أنحاء العالم.

وجاء في بيان صادر عن الوزارة بمناسبة الذكرى السبعين أمس، لليوم العالمي لحقوق الإنسان «تذكّر حكومة الجمهورية العربية السورية بالانتهاكات الممنهجة التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها الإدارات الأميركية في مجال حقوق الإنسان ضد شعوب العالم والتي لم يسلم منها حتى أولئك المهاجرين المستضعفين الذين يلجؤون إلى أراضيها وتذكر أيضاً بالجرائم التي أقدم عليها ما يسمى «التحالف الدولي» اللاشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية بحق المدنيين السوريين بما في ذلك قتل الآلاف في مدينة الرقة وتدمير المدينة بشكل كامل فوق رؤوس أهلها؛ وذلك في انتهاك صارخ لصكوك حقوق الإنسان ولقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واستخدام الولايات المتحدة قنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دولياً ضد النساء والأطفال السوريين.

وأوضحت الوزارة أن إعلاء ما تضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ الـ10 من كانون الأول 1948 يتطلب إجراء تحقيق دولي بالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الانسان التي ارتكبتها الإدارات الأميركية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في فيتنام ولاوس وكمبوديا والعراق وافغانستان وليبيا وفي سجون ابو غريب وغوانتانامو والسجون السرية في أوروبا.

وختمت الوزارة بيانها بالقول إن الكثير من صكوك وبروتوكولات حقوق الإنسان تغتنم مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان للتأكيد على إدانة الممارسات الأميركية وانتهاكاتها حقوق الإنسان وعلى أهمية قيام دول العالم بتنسيق جهودها لعدم السماح للولايات المتحدة وحلفائها باستخدام حقوق الإنسان كأداة لقمع إرادات الشعوب وتطلعاتها.

على صعيد آخر، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، أن التواصل بين تركيا وسورية صعب، لكن لدى روسيا رغبة في تحسين العلاقات بين البلدين.

وأشار لافرينتييف في حديث لقناة RT، إلى أن الوضع في محافظة إدلب السورية، ما زال معقداً، وأن دولاً غربية تدعو إلى ترك الوضع في إدلب على حاله بحجة حماية المدنيين.

وأضاف أن روسيا نبهت إلى خطورة توسّع الإرهابيين في إدلب، مشيرا إلى أن فصائل المعارضة السورية المتحالفة مع تركيا لم تتخلص منهم.

ولفت لافرينتييف إلى أن الأوضاع في المنطقة الآمنة بشمال سورية مستقرة، بفضل الدوريات الروسية التركية المشتركة.

وفي ما يتعلق بالقضية الكردية، أكد أن روسيا تلفت انتباه الأكراد دائماً إلى أن الأميركيين سيذهبون، وأن عليهم التأني قبل اتخاذ أي قرار.

وفي معرض حديثه عن اللجنة الدستورية السورية، أشار لافرينتييف إلى أن هناك عدم ثقة بين أطراف اللجنة ويجب خلق الظروف المواتية لمتابعة عملها، معرباً عن ثقته بأن قرار إطلاق اللجنة الدستورية صائب ومفيد، رغم الخلافات بين أطرافها.

وفي سياق متصل، وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، قد شدّدا الأربعاء عبر اتصال هاتفي، على تكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك في محافظة إدلب السورية وشمال شرق سورية.

وجاء في بيان المكتب الصحافي للكرملين: «يتم إيلاء اهتمام خاص للوضع في سورية. ودعا الرئيسان إلى بذل جهود منسقة مكثفة لمكافحة التهديد الإرهابي، بما في ذلك في محافظة إدلب وفي الشمال الشرقي لتلك البلاد. وتمّ التأكيد على الحاجة إلى التنفيذ الكامل للاتفاقات الروسية التركية بشأن التعاون في هذه المناطق».

إلى ذلك، قال عضو لجنة المصالحة السورية عمر رحمون، أن بيان «أستانا» الرابع عشر، الذي أكد رفض أية مبادرات حكم ذاتي، غير مشروعة، بذريعة مكافحة الإرهاب في سورية، كتب نهاية المشروع الانفصالي في البلاد.

وأضاف، أن بيان مجموعة «أستانا»، أطلق رصاصة الرحمة على مشروع «قسد» ومشروع الإدارة الذاتية الكردية، مشيرا إلى أن سورية تعيش مرحلة انهيار «جبهة النصرة» الإرهابي في إدلب بشكل كامل، وأيضاً انهيار الإدارة الذاتية شرق الفرات.

وأوضح أن انهيار تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، أسقط اللافتة التي قامت الادارة الذاتية من أجلها، قائلاً: «نحن الآن أمام استحقاق وطني والإدارة الذاتية مدعوة إما أن تقبل بالانضمام للجيش الوطني أو ستتم معالجة المسألة سياسياً أو عسكرياً».

وأضاف: «الدولة السورية ستكون مضطرة بالنهاية لإنهاء هذا المشروع الانفصالي وهذا الوجود المسلح غير المشروع»، مشيراً إلى أن الجيش السوري سينطلق لإنهاء الحالة العسكرية التي تمرّدت على الدولة شرق الفرات، بعد القضاء على تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بإدلب.

وتابع أن بيان «أستانا» كان واضحاً في الحديث عن وحدة الأراضي السورية، وأشار إلى أن الإدارة الذاتية غير شرعية وتقوم على مشروع انفصالي لا يتناسب مع وحدة الأراضي السورية.

وأشار إلى أن «هذه الإدارة الذاتية ليست مستقلة وتدعمها الولايات المتحدة وأوروبا»، مؤكداً أن الإرهاب الذي تقول «قسد» إنها تحاربه قام بدعم من هذه الدول نفسها لكي يكون هناك مبرر لقيام الإدارة الذاتية.

ميدانياً، أفاد مصدر مطلع بأن قوات عسكرية سورية معنية بحماية مطار القامشلي الدولي في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، قطعت الطريق أمام رتل أميركي كان يمر عبر المنطقة.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن القوات التي منعت عبور الرتل العسكري الأميركي تتبع للمخابرات الجوية السورية، مبيناً أنها أجبرت الوحدات الأميركية على العودة.

وقدم المصدر مقطع فيديو مصوراً من منطقة المطار قال إنه يوثق إيقاف الرتل العسكري الأميركي.

وتحتضن منطقة مطار القامشلي الدولي حالياً وحدات من الشرطة العسكرية الروسية إضافة إلى عناصر من القوات السورية.

وتنفّذ الشرطة العسكرية الروسية دوريات انطلاقاً من هذه المنطقة بموجب مذكرة تفاهم أبرمت، في 22 ديسمبر، مع تركيا، لخفض التصعيد شمال شرق سورية.

وتنص مذكرة التفاهم على انسحاب المسلحين الأكراد من الأراضي الحدودية بين البلدين إلى عمق 30 كيلومتراً جنوباً ونشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية في الأراضي المحاذية لمنطقة عملية «نبع السلام».وتأتي هذه المذكرة في الوقت الذي تعيد فيه الولايات المتحدة نشر قواتها في شمال شرق سورية، حيث أعلنت مؤخراً انتهاء عملية لانسحاب قواتها في المنطقة، شملت 600 عسكري مع بقاء أكثر من ألف آخرين للحفاظ على سيطرتها على حقول النفط السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى