الوطن

اتجاه لتكليف الحريري الاثنين بأكثرية ضعيفة والمعركة في التأليف مصادر عونيّة لـ«البناء»: فليتحمَّل الحريري المسؤولية.. وحزب الله لرئيس المستقبل: كفى دلعاً ولا حكومة بالشروط الأميركية

محمد حميّة

بعدما حسم التيار الوطني الحر موقفه بعدم المشاركة في حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، فُتحت مرحلة جديدة في مسار التكليف والتأليف الذي يتّجه الى الحسم في استشارات الاثنين سلباً أم إيجاباً.

ففي حين ترى جهات سياسية خروج التيار الى المعارضة مدخلاً للحل يترجم الاثنين، بعد فك عقدة الحريريباسيل، تشير أطراف أخرى الى أن الأزمة تتجه الى مزيد من التعقيد وأن حكومة بلا التيار الوطني الحر لن يكتب لها النجاح والحياة. وهذا ما أكده رئيس تكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل بأن الحكومة المقبلة ستفشل حكماً، وأضاف: «اذا اصرّ الحريري على «أنا أو لا أحد» وأصرّ حزب الله وأمل على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، نحن كتيّار وكتكتّل، مع ترك الحريّة لمن يريد من الحلفاء، لا يهمّنا أن نشارك بهكذا حكومة لأن مصيرها الفشل حتماً». وأضاف: «لا نسمح بضرب الميثاقية وتخطّي التمثيل الفعلي ونعطي مقاعدنا للحراك اذا رغب أو لأشخاص جديرين بالثقة إذا لم يرغب». مضيفاً: «لا نشارك ولا نمنع تشكيل الحكومة ولا نطلب ولا نضغط على أحد لعدم السير بها».

وسبقت موقف التكتل لقاءات واتصالات على خط ميرنا الشلوحيعين التينةحارة حريك، حيث التقى باسيل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بحضور الوزير علي حسن خليل، حيث غادر باسيل من دون الإدلاء بتصريح. وقال باسيل لبرّي «اشتقنا للحوار» فرد برّي: «في هذا البلد لا بديل عن الحوار».

وعلمت «البناء» أن «باسيل أبلغ بري قرار التيار عدم المشاركة في الحكومة، فأكد بري لرئيس التيار أن حركة أمل ترفض خروج التيار وتمنى عليه مراجعة قراره لتأمين الدعم السياسي المطلوب للحكومة، لكن باسيل أصرّ على موقفه». كما التقى باسيل مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا في اطار التنسيق بين الحليفين.

والى يوم الاثنين، تتكثف المشاورات بين أحزاب وكتل فريق 8 آذار لتنسيق وتحديد الموقف في استشارات التكليف، كما نشطت الاتصالات بين الثنائي الشيعي والرئيس الحريري في محاولة للاتفاق على رؤية واضحة حول التأليف قبل تكليفه، في حين تتجه الأنظار الى ما سيدلي به الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي سيحدد الاتجاه النهائي لاستحقاق الاثنين.

واستبعدت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية التوصل الى حلّ بين القوى السياسية على ملف التكليف والتأليف قبل الاثنين، لا سيما بعد موقف التيار الوطني الحر، وقالت لـ»البناء» إن الاستشارات لن تؤجل وسيلتزم الرئيس ميشال عون بنتيجتها، لكن المعركة في التأليف»، وأكدت مصادر التيار العوني لـ»البناء» «أننا لم نعد مستعدين للتعايش مع الحريري، فنحن بدأنا بشراكة وتسوية سياسية بهدف محدد هو إنقاذ البلد وتحقيق إنجازات واصلاحات اقتصادية ومالية ومكافحة الفساد وبناء دولة، لكن لم نستطع تحقيق ذلك خلال 3 سنوات التي لم تشهد استقراراً سياسياً وتأخيراً في تأليف الحكومات اضافة الى ازمات سياسية وامنية ومالية متلاحقة، لذلك سنترك المسؤولية للحريري وفريقه وحلفائه لمعالجة الأزمات التي استفحلت في الجسد اللبناني»، وتضيف أن «وزراء التيار أكثر الوزراء يعملون ويقدّمون حلولاً وخططاً واقتراحات قوانين واكثر الأطراف تتم عرقلة مشاريعهم وخططهم في مجلسي النواب والوزراء وأكثر الوزراء نظافة كفّ في الوقت نفسه أكثر الوزراء يتعرضون للهجمات السياسية وفي الشارع، فما جدوى البقاء في هذا الواقع المزري؟ ومن لا يريدنا في الحكومة فليتحمّل مسؤولية الأزمة القائمة ومسؤولية المعالجة والنهوض»، واشارت الى أن «التيار يتجه الى عدم تسمية الحريري ولا المشاركة في حكومته إلا اذا حصلت مستجدات ايجابية قبل الاثنين لا سيما أن حزب الله وامل لم يتخذا موقفاً نهائياً من المشاركة في الحكومة بلا التيار الوطني الحر».

ووفق ما رجّحت مصادر التيار وامل وحزب الله فإن الاتجاه الى الذهاب للاستشارات التي لن تتعدّل الا اذا حصل جديد في موقف الحريري يمكن تأجيلها أياماً قليلة، أما التسمية فالاتجاه الى تكليف الحريري بأكثرية هزيلة وبحسب ما وصف أحد النواب: «سننقل الحريري من صفوف الدراسة الجامعية العليا الى مقاعد الثانوية العامة، وبالتالي بحسب المصادر أخذ الحريري الى التأليف ضعيفاً لا يستطيع مواجهة فريق الأغلبية وحده، وبالتالي عليه تأليف حكومة وفق تنازل متبادل وحلول وسط والتراجع عن الشروط الأميركية وإلا سيُضطر للاعتكاف وإجراء استشارات جديدة».

وفيما رجحت مصادر نيابية في حركة امل تسمية الحريري والبحث بالتأليف بعد التكليف، قالت مصادر نيابية مطلعة على موقف حزب الله لـ»البناء» الى أن «المشاورات مستمرة والحزب يحدد موقفه اليوم عبر كلمة السيد نصرالله، لكن موقفه النهائي من الحكومة تكليفاً وتأليفاً لم يتخذ بعد بانتظار ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة وما ستفضي اليه المشاورات التي تجرى بين الثنائي والحريري»، لكنها أكدت أن «الحزب لن يوافق على أي حكومة وفق شروط الحريري وتمرير الاملاءات الاميركية تحت عنوان حكومة تكنوقراط». وأوحى كلام نائب الأمين لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ببرودة لفحت العلاقة بين بيت الوسط وحارة حريك، وشد الحبل السياسي للحريري وبالتالي صعوبة في التوصل الى اتفاق معه حتى الاثنين المقبل، بقوله إننا «لم نرسل «الخليلين» لاستجداء الحريري يومًا ولن نستجديه يومًا!». وأعلن قاسم أن «حساسيتنا البالغة مع طرح حكومة الاختصاصيين هي عدم القابلية لذلك ونحن جزء من الحل، ولسنا وحدنا الحل».   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى