الوطن

«الاضطرابات أدوات أميركية للضغط على إيران» نصر الله: نرفض حكومة اللون الواحد والحل للأزمة هو تعاون الجميع وتقديم التنازلات

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن استقالة الحكومة أدت الى ازدياد الأوضاع سوءاً على كل الصعد، آملاً تكليف شخصية لتأليف الحكومة في الاستشارات النيابية الاثنين المقبل وبعدها التحدث عن شكل الحكومة وتأليفها. وأعلن رفض حزب الله وحركة أمل حكومة اللون الواحد، لافتاً إلى أنها ستؤدي إلى تفاقم الوضع وتعجز عن معالجة الأزمة، مشدداً على «أن الحلّ للأزمة الحالية هو تعاون الجميع وتقديم التنازلات».

ودعا اللبنانيين إلى عدم التأثّر بالدعوات الأميركية المخادعة على أمل مساعدتهم مؤكداً «أن اللبنانيين قادرون بالتعاون بما يملكون من مقدّرات على الخروج من الأزمة».

مواقف السيد نصرالله جاءت خلال كلمة متلفزة أمس، تناول فيها التطورات السياسية، وقال «عند حدوث أية احتجاجات أو تظاهرات في بلد ما نجد أن الأميركيين يتدخلون بسرعة لمحاولة استغلال وتوظيف هذه التظاهرات بما يخدم مصالحهم بشكل وقح وعلني»، داعياً «كل من لديه مشكلة ما، يتظاهر أو يحتج عليها، ألاّ يسمح للأميركيين اسغلال حراكه».

ولفت إلى أن المندوبة الأميركية في مجلس الأمن قالت بشكل واضح، إن «التظاهرات في لبنان واليمن والعراق وفي أي مكان توجد فيه إيران ستستمر  والضغوطات ستستمر حتى تحقق أميركا أهدافها السياسية»، مشيراً إلى أنها تعني أن هذه الاضطرابات هي أدوات للضغط على إيران.

وبيّن السيد نصر الله «أن الأميركيين افترضوا منذ اليوم الأول أن هذه التظاهرات هي ثورة الشعب اللبناني ضد حزب الله وساعدهم في ذلك بعض الإعلام العربي والخليجي مع العلم أنه لم يطرح أحد هذا الأمر»، مضيفاً «إن الأميركيين إمّا يخدعون أنفسهم أو العالم أو أن بعض اللبنانيين يقدّمون لهم تقارير خاطئة ومضلّلة».

وحذّر من الاستغلال الأميركي لتظاهرات لبنان الذي بدا واضحاً وذلك بالتزامن مع اعتبار «الإسرائيليين» أن ما يحصل فرصة لهم، لافتاً إلى «أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن التظاهرات بيّنت أن المأزق في لبنان ناجم عن حزب الله ودعاهم إلى التخلّص منه، تعكس ضغطه على البلاد لإخراج الحزب من الدولة وهو أمر مستحيل نتيجة حضوره الشعبي».

وأكد أن حزب الله يشكل الخطر الأول على «إسرائيل» في مواجهة أطماعها وخطراً على مشاريع الهيمنة الأميركية على لبنان والمنطقة»، وتوجه إلى بومبيو «الذي يعتبر نفسه الناطق باسم الشعب اللبناني، إن حزب الله ليس خطراً على مصالح الشعب اللبناني أبداً بل يدافع عن مصالحهم».

ولفت إلى «سياسات الإبتزاز التي تتبعها الادارة الأميركية والحكومة «الإسرائيلية»، اللتين تريدان «فرض معادلة على الشعب اللبناني بأن يتخلوا عمّا يحفظ سيادتهم على أمل مساعدتهم»، داعياً اللبنانيين إلى «الوعي وعدم التأثّر بهذه الدعوات المخادعة وتحريض الأميركيين للدفع باتجاه الفتنة والفوضى». ورأى «أن اللبنانيين قادرون بالتعاون، بما يملكون من مقدّرات على الخروج من الأزمة».

واشار إلى «مساعي بعض المسؤولين اللبنانيين لتحريف كلام مسؤولين إيرانيين بهدف تحريض بعض اللبنانيين واستفزازهم»، لاقتاً إلى أن « المطلوب أميركياً هو التخلي عن قوتنا والخضوع للوصاية والتخلي عن قرارنا السيادي».

وفي الشأن الحكومي، أوضح السيد نصر الله «أن حزب الله لم يوافق منذ البداية على استقالة الحكومة لأن البلد لا يحتمل الفراغ»، مشدداً على أنه «لو بقيت الحكومة وبقي الناس في الشارع لما وصلنا الى كل ما وصلنا اليه الآن من أزمات، إذ إن الإستقالة أدت الى ازدياد الأوضاع سوءاً على مختلف الصعد»، آملاً تكليف شخصية لتأليف الحكومة في الاستشارات النيابية الاثنين المقبل، وبعدها التحدث عن شكل الحكومة وتأليفها».

وقال «بعد الاستقالة ذهب البلد إلى مكان آخر وأصبحنا في وضع جديد هو ضرورة تشكيل الحكومة، حيث كان هناك عدة خيارات من بينها خيار حكومة اللون الواحد التي رفضها حزب الله وحركة أمل بعد دراسة مخاطرها وتداعياتها التي ستؤدي إلى تفاقم الوضع وتعجز عن معالجة الأزمة».

وكشف أن الخيار الثاني، «يتمحور أيضاً حول حكومة من لون واحد لكن بوجه آخر»، موضحاً أن «هذا الخيار يتمثّل بانسحاب التيار الوطني الحرّ وحزب الله وبقية الحلفاء من الحكومة»، معلناً «أن هذا الخيار مرفوض إنطلاقًا من مصلحة البلد»، ولفت الى أن «حكومة اللون الواحد لوحدنا أم من الفريق الآخر لوحده، خيار غير مناسب ولا يساعد على إنقاذ البلد في هذه المرحلة»، مشدداً على «أن الحلّ للأزمة الحالية هو تعاون الجميع وتقديم التنازلات».

وأشار إلى «أن الخيار الثالث، يتمثّل بحكومة يرأسها الرئيس سعد الحريري ولم يكن لدينا مانع لكن هذا الخيار لم يتحقق من الحريري لأنه طرح شروطاً غير مناسبة والخيار الرابع هو اسم يقترحه أو يوافق عليه الرئيس الحريري أو تيّار المستقبل وتقبل به الغالبية النيابية وقبلنا بهذا الخيار».

ولفت إلى أن «الخيارين الثالث والرابع مطروحان ومشروطان بمساعدة الحريري على الحل»، وقال «الأسماء الثلاثة التي طُرحت لم يبادر الحزب لطرحها ووافق عليها لكن في الساعات الأخيرة حدثت بعض الملابسات».

وأضاف «الكتل النيابية حتى الآن لم تتوافق على إسم، وكتلة الوفاء للمقاومة ستعبّر عن موقفها يوم الإثنين»، آملاً تكليف شخصية لتأليف الحكومة في الاستشارات النيابية الإثنين المقبل.

وفي الشان الأمني، أكد السيد نصر الله «أن قطع الطرقات خلال الاحتجاجات عرّض الناس للخطر حيث كان هناك من يريد الفوضى والصدام، ونجح الناس حتى الآن بعدم الإستدراج إليها»، داعياً إلى المزيد من الصبر والتحمّل والوعي، والجيش اللبناني وقيادته بالمسارعة إلى فتح أي طريق يجري قطعه.

وأعلن السيد نصر الله عن «تشكيل حزب الله وحركة أمل لجاناً لضبط شارعهما رغم الاستفزازات الكثيرة التي تعرض لها»، ودعا الأنصار «إلى ضبط أعصابهم والصبر والتحمّل وعدم الانجرار إلى أي توتر»، موضحاً أننا «نقترب من النهاية».

وطالب السيد نصر الله الناس بـ»التكاتف والتضامن الإجتماعي، وعدم استغلال الأوضاع التي تتعلق بحياة الناس من الخبز والبنزين والدواء»، وقال «لا يجوز شرعاً إخفاء السلع فهذه جريمة، وكل شيء له علاقة بحياة الناس من رغيف وبنزين ودواء لا يجوز التلاعب به، ولا يجوز رفع الأسعار والعمل من أجل رفع الارباح».وإذ دعا التجّار إلى تخفيض أرباحهم لأن الوضع الآن يحتاج إلى تكافل الجميع،  نبّه إلى أنه «إذا انهار البلد سيتأثر الكل في كل المناطق بشكل قاس».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى