الوطن

السيسي يرى أن حلّ الأزمة السورية يكمن في رفع الدول يدها عنها.. و«ويكيليكس» يشكّك في مصداقية مُعدّي التقرير حول استخدام الكيميائي في دوما موسكو: وجود الإرهابيين في إدلب يشكل خطراً على الجيشين السوري والروسي

أعلن المتحدث الصحافي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن روسيا لا تزال قلقة بسبب تمركز الإرهابيين في محافظة إدلب السورية، وتتوقع تحريرها منهم، إلا أنها لا ترى بديلاً عن التعاون مع تركيا.

وقال بيسكوف في برنامج تلفزيوني «اللعبة الكبيرة» على القناة الأولى: «هذا التعاون يستمر، ومؤخراً في سوتشي أكد الرئيسان على عزمهما مواصلة التعاون حول إدلب في إطار اتفاقيات سوتشي».

وتابع: «نحن لا نخفي قلقنا إزاء بقاء المخاطر الإرهابية في إدلب، وحتى الآن لم نتمكن من فصل الإرهابيين (عن المعارضة المسلحة)، والإرهابيون يواصلون نشاطهم هناك ويشكلون خطراً على الجيش السوري وعلى عسكريينا».

ولفت الوزير الروسي إلى أنه «لا بديل» عن التعاون مع تركيا في هذا الاتجاه «وهذا ما يحدث الآن»، وأكد أن روسيا تتوقع أن يتم ضمان تحرير إدلب من الإرهابيين وتأمين العسكريين السوريين والروس الناشطين في البلاد.

وكانت مصادر أهلية في ريف إدلب كشفت أن «هيئة تحرير الشام» سلّمت بعض المناطق والمقار في ريف إدلب الجنوبي إلى مجموعات تتبع لفصيل «أنصار التوحيد» الموالي لتنظيم «داعش»  وأخرى تتبع للحزب «الاسلامي التركستاني الصيني».

وأكدت المصادر أن من بين المواقع والمناطق التي تم اخلاؤها كفرنبل وكفرسجنة والتح ومحيط معرة النعمان ومقار عدة بالقرب من مدينة سراقب.

إلى ذلك اعتبر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن حل الأزمة السورية يكمن في رفع الدول يدَها عنها، لافتاً إلى أن البعض يعتقد أن من مصالحه بقاء عدم الاستقرار في البلاد.

وقال السيسي، في تصريح أدلى به أمس، خلال مشاركته في أعمال منتدى «شباب العالم» المنعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، إنه إذا استعادت سورية استقرارها مرة أخرى، فإن ملايين اللاجئين الموجودين في مصر والأردن وتركيا ولبنان سيعودون إلى بلادهم، موضحاً: «كل ما بنأجل الموضوع كل ما الأمور بتتراكم بشكل سلبي».

وأضاف السيسي: «الكلام عن القضية السورية شيء ونقل أفكارنا إلى إجراءات تنفيذية مع الواقع الحقيقي للمنطقة أمر تاني».

وتابع: «إحنا قاعدين نتكلم عن مصيرهم ونوديهم فين، طيب ما بلادهم تستوعبهم.. وإيه المانع إنه بلادهم تستوعبهم وإن الدول ترفع إيديها عن سورية.. سيبوا البلاد تعيش.. تدخلكم وعدم استقرار سورية علشان مصالحكم».

وفي سياق متصل، نشر موقع «ويكيليكس» وثيقة ترجح أن مُعدّي التقرير حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لم يباشروا عملهم في سورية ولم يزوروا مدينة دوما.

وأوضح «ويكيليكس» السبت، أن مذكرة أحد أعضاء بعثة المنظمة إلى سورية، التي تم إرسالها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتاريخ  14 مارس 2019، تحدثت عن قلق المراقبين التابعين للمنظمة من التقرير، الذي لا يعكس حسب رأيهم مواقفهم، بعدما زاروا دوما، مشيرين إلى أن التقرير أعدّه فريق آخر، وأن عنصراً فقط من الفريق الآخر كان في مدينة دوما، وأن الآخرين كانوا يشتغلون من دولة أخرى لم يذكروها.

هذا وقد أكد مندوب روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين، في وقت سابق أن رئيس الفريق المكلف بالتحقيق في استخدام الكيميائي في سورية زار سورية وتوجّه بسرعة إلى دولة مجاورة دون أن يزور دوما.

كما أكد شولغين أن روسيا على ثقة بأن ما حدث في المدينة السورية كان تمثيلية، مضيفاً أن بوسع روسيا إثبات زيف فيديو «القبعات البيضاء».

على صعيد آخر، كشف مسؤول في الأمن الجنائي السوري عن ضبط شبكة تهريب للسيارات السورية المستعملة الموجودة في لبنان وتهريب للعملة السورية بعد إخفائها ضمن فرش السيارات.

وكشف رئيس قسم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، الرائد سعد عثمان، لصحيفة «الوطن» السورية أنه: «تم القبض على شبكة تهرّب السيارات السورية المستعملة الموجودة في لبنان والعائدة لأشخاص سوريين والتي زادت مدة مكوثها خارج القطر على العام والمخالفة للمرسوم 14 لعام 2014، للتهرب من الرسوم والضرائب المترتبة عليها وتعادل قيمتها المدونة على كشف الاطلاع وفق المرسوم، إضافة لترتب ضريبة جمركية تعادل مبلغ مئتي دولار أميركي للجمارك اللبنانية عن كل سنة مكوث في لبنان».وأضاف عثمان أن هنالك مهربين يقومون بتهريب العملة السورية إلى لبنان بعد إخفائها ضمن فرش وأساس السيارة، مؤكداً أن المبالغ تتراوح بين عشرة وعشرين مليون ليرة يومياً (1$ يعادل حوالي 700 ل.س). يهربون العملة المحلية لتصريفها لدى شركات الصرافة في منطقة شتورا في لبنان لدى أشخاص من الجنسيّة اللبنانية، لكون سعر صرف الدولار في لبنان أقل بنحو خمس ليرات سورية، ومن ثم إعادة تهريبها بالطريقة نفسها إلى داخل سورية وتصريفها لدى أحد الموقوفين وتحقيق أرباح مادية كبيرة من جراء فرق سعر الصرف بين البلدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى