مواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين في بيروت أوقعت جرحى طرد السنيورة من «الأميركية» وانقسام الحراك بين مؤيد ورافض عودة الحريري لرئاسة الحكومة
بعد الهدوء الذي ساد نهار أمس العاصمة، إثر المواجهات التي جرت السبت الماضي والقوى الأمنية على جسر الرينغ وصولاً إلى اللعازرية، وأسفرت عن سقوط جرحى من الطرفين، تجدّدت المواجهات مساء أمس، بين قوى مكافحة الشغب وعناصر قوى الأمن الداخلي من جهة، وبين مجموعة شبان من جهة أخرى، قرب «اللعازارية سويت» في وسط بيروت. وعمد الشبان إلى رمي حجارة ومفرقعات نارية على القوى الأمنية لتي اصيب عدد من عناصرها بجروح وردّت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، لتفريق المتظاهرين، الذين هرب عدد منهم إلى أسواق بيروت وعدد من الشوارع الفرعية.
واستمرت عمليات الكر والفر، في مشهد متكرّر عما حصل مساء أول من أمس في المنطقة نفسها، لكن من دون حصول أي محاولات اقتحام للدخول إلى ساحة النجمة.
وكان قد تجمّع مئات المتظاهرين الذين توافدوا من مناطق مختلفة، في ساحتي رياض الصلح والشهداء، رافعين الأعلام اللبنانية ومطلقين هتافات تنادي بضرورة الاستمرار بالتظاهر حتى الوصول إلى تحقيق كامل المطالب.
وأظهرت آراء المحتجين، الذين تحدثوا عن الاستشارات والتكليف، وجود تباينات حول التكليف المحتمل لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة، فأبدى البعض رفضه إعادة تكليفه من جديد وعودة أي وجه من وجوه السلطة، فيما أصر آخرون على ضرورة تكليف الحريري، محملين مسؤولية فشل حكومته لأطراف أخرى منعته من العمل، ومؤكدين ثقتهم بـ «نيته العمل لأجل مصلحة لبنان لا سيما أنه استقال بناء على رغبة المتظاهرين».
من جهة أخرى، طرد الحاضرون في حفل الموسيقي غي مانوكيان الذي أقيم مساء أمس في حرم الجامعة الأميركية الرئيس فؤاد السنيورة.
وعلت الأصوات فور دخوله الحفل، وهتف الحاضرون «برا برا برا سنيورة إطلع برا».
من جهتها، أعلنت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن، في تغريدة عبر حسابها على «تويتر»، أنها عقدت اجتماعاً في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي «بحضور اللواء عماد عثمان وعدد من كبار الضباط، جرى خلاله تقييم التطورات الأمنية ليل السبت – الأحد بوسط بيروت. وشدّدت واللواء عثمان على حق التظاهر والتعبير ضمن الأطر القانونية والمعايير الدولية وإجراء تحقيق بالمخالفات».
وفي النبطية نظم حراك المدينة، مسيرة من أمام السرايا الحكومية في المدينة، للمطالبة بعدم تأجيل الاستشارات النيابية وبحكومة يكون «قرارها داخلياً وغير راضخ للضغوط الخارجية».
وجالت المسيرة في شوارع النبطية، رافعة الأعلام اللبنانية، مرددّة هتافات وأغاني وطنية وحماسية بمواكبة من الجيش وقوى الامن الداخلي.
كذلك نظم حرك كفررمان مسيرة احتجاجية مماثلة.
كما نظم حراك صور، مسيرة انطلقت من ساحة العلم وجابت عدداً من شوارع المدينة، وردّد المتظاهرون شعارات مطلبية أبرزها: رفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، تشكيل حكومة من تكنوقراط ومستقلين. ورفعوا إلى جانب الأعلام اللبنانية صورة الأسير جورج عبدالله، وطالبوا بإطلاقه.
وقطع محتجون الطريق بالقرب من مسجد الزعتري في صيدا، بحاويات النفايات، ثم أعيد فتحها. وشهدت ساحة الاعتصام عند تقاطع إيليا، تجمعاً لعدد من المحتجين. ولجأ المحتجون إلى القرع على عواميد الحديد عند المنصة، مطالبين بتغيير كلي في الحكومة وتسمية وجوه جديدة، ومن خارج الطبقة السياسية الحالية.
كما أقفل محتجون الأوتوستراد الشرقي بالقرب من شركة mtc، بالإطارات المشتعلة.
ونفّذ أبناء بلدة حاصبيا والمنطقة، وقفة إحتجاجية في سوق الخان، حاملين الاعلام اللبنانية، ومستنكرين «الاعتداء الذي طال خيمة سوق الخان»، وأعلنوا رفضهم لعودة الحريري لترؤس الحكومة الجديدة، منددين بـ»الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة التي وصلت إليها البلاد».
وفي طرابلس جابت مسيرات سيارة ودراجات نارية شوارع المدينة طرابلس مروراً ببولفار فؤاد شهاب، حيث تمّ قطعه بحاويات النفايات المشتعلة عند مكتبة دار الشمال، ورفعت لافتات تندد بالفساد.
وقطع طع محتجون مسلكي أوتوستراد طرابلس – بيروت عند جسر البالما بالحجارة والعوائق، ونصبوا خيمتين، وسط الأوتوستراد، احتجاجاً على توقيف الناشط ربيع الزين، وأكدوا أنهم لن يفتحوا الاوتوستراد قبل إطلاقه.
وفي عكار أقفل محتجون طريق عام العبدة – حلبا عند مفترق وادي الجاموس بالعوائق. كما قطع محتجون الطريق الدولية الرئيسية عند مستديرة ببنين– العبدة عند مدخل محافظة عكار الجنوبي، بالأتربة والعوائق.
ودعا منظمو الحراكات الإحتجاجية في: حلبا، العبدة، الجومة والبيرة، في بيان مشترك، إلى إضراب عام اليوم، وقطع الطرقات في عكار، إحتجاجاً على الإستشارات النيابية المقرّر إجراؤها اليوم لتسمية رئيس الحكومة العتيدة، معلنين إلغاء الاضراب في حال إلغاء الإستشارات.