الوطن

هيل التقى الرؤساء الثلاثة ونأى بنفسه عن الحكومة عون وبرّي: أبرز مهماتها الإصلاحات ومحاربة الفساد

ربط مساعد وزير الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل فتح بلاده صفحة جديدة مع لبنان وتقديم المساعدة له  بالاستماع إلى صوت الشعب وإجراء الإصلاحات نائياً بنفسه عن الحكومة، رئيساً وشكلاً وأعضاء، فيما أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي الموفد الأميركي، أن أبرز مهمات الحكومة الجديدة هي الإصلاحات ومحاربة الفساد.

وكان هيل زار أمس، عون وبرّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. وأبلغ عون الموفد الأميركي خلال لقائه في قصر بعبدا، أنّ مسار تشكيل الحكومة الجديدة بدأ أول من أمس مع تسمية الرئيس المكلّف حسان دياب «وستكون أمام هذه الحكومة مهمات كثيرة، أبرزها: إجراء الإصلاحات المطلوبة لا سيما أنها سوف تتألف من فريق عمل منسجم قادر على أن يواجه الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان سياسياً واقتصادياً».

وقال «إنّ التحركات الشعبية القائمة حالياً، تتوافر لها الحماية اللازمة انطلاقاً من المحافظة على حرية التعبير من دون قطع الطرق وشلّ تنقل المواطنين، لأن ذلك يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية التي تضمن حرية الآخرين».

وأكد أنّ مطالب الحِراك الشعبي تلقى منه كل دعم، لذلك دعا المشاركين فيه إلى الحوار للاتفاق على النقاط الإصلاحية الضرورية، مشيراً إلى أنه لا يزال ينتظر التجاوب معهم. وشدّد على أن «مسيرة مكافحة الفساد التي بدأت منذ ثلاث سنوات مستمرّة وبزخم»، مؤكداً أنّ «الإجراءات تتوالى لمعاقبة المرتكبين ولاسيّما أنّ الحِراك تجاوز الخطوط الحمر التي كان يرفعها بعض النافذين والمستفيدين من الفساد وباتت عملية المكافحة أفضل».

كما لفت عون إلى تمسّك لبنان بالمحافظة على الاستقرار على الحدود الجنوبية والالتزام بالقرار 1701، مضيفاً «أن دخول باخرة يونانية المياه الإقليمية في المنطقة الاقتصادية الخالصة شكّل انتهاكاً للسيادة اللبنانية، وطلب لبنان من الأمم المتحدة القيام بالتحقيقات اللازمة». وطالب أميركا بتجديد مساعيها لإقناع «إسرائيل» الالتزام بترسيم الحدود البحرية بهدف تثبيت الهدوء والاستقرار في الجنوب.

بدوره، شدّد الرئيس برّي خلال استقباله هيل في عين التينة، على أن «إسرائيل» وحدها المسؤولة عن الخروقات للقرار الأممي 1701، وليس آخرها تحليق المسيّرات فوق الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

واستعرض مرحلة ما قبل استقالة حكومة الحريري، مبدياً تأييده لمطالب الحراك في قيام الدولة المدنية والقانون الانتخابي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية ومحاربة الفساد.

وأكد «أننا اليوم نمرّ بمسار تشكيل حكومة جديدة مع الرئيس المكلف حسان دياب، وأول واجباتها الإصلاحات ومحاربة الفساد والشفافية والإصرار على إخضاع كل التلزيمات لمناقصات شفّافة».

كما أعلن «استعداد المجلس النيابي للمواكبة بإقرار القوانين اللازمة وإطلاق الورشة الإصلاحية لمصلحة كل اللبنانيين».

وعرض بري مرحلة الاستشارات وسعيه في محاولات عدة لعودة الحريري الذي أصرّ على الرفض.

وبعد لقاءاته، أوضح هيل أنه في لبنان بناءً على طلب وزير الخارجية مايك بومبيو، للقاء القادة اللبنانيين من أجل البحث في الأوضاع الراهنة هنا.

وقال «تعكس زيارتي هذه قوة الشراكة بين بلدينا، وإنني هنا لأحثّ القادة السياسيين في لبنان على الالتزام وإجراء إصلاحات هادفة ومستدامة يمكنها أن تقود إلى لبنان مستقر ومزدهر وآمن».

وأعرب عن استعداد بلاده لـ «فتح صفحة جديدة مع لبنان من الازدهار الاقتصادي يتسم بالحوكمة الجيدة الخالية من الفساد. كما أننا، وإلى جانب أصدقاء آخرين للبنان، يمكننا القيام بذلك فقط، حين يتخذ القادة اللبنانيون التزامات واضحة وثابتة وذات صدقية للقيام بالإصلاحات. وليس للولايات المتحدة أي دور أو كلمة أو قرار حيال مَن يترأس الحكومة او أعضائها، وهذا لا يمكن إلا لقادة لبنان الذين انتخبهم الشعب اللبناني بأن يقوموا به».

وختم «ما يهمنا جميعاً هو مدى التزام قادة الأحزاب والمجتمعات الوفاء بالتزاماتهم لخدمة حاجات الشعب من خلال الاستجابة لمطالبه والاستماع الى الأصوات التي يطلقها، وعندها فقط يمكن للمجتمع الدولي أن يوظف قدراته لمساعدة هذا البلد».

وأعلنت السفارة الأميركية في بيان «أن زيارة هيل هي لتشجيع القادة في لبنان على الالتزام بالإصلاحات الضرورية التي يمكن أن تؤدي الى بلد مستقر ومزدهر وسيؤكد التزام الشراكة مع الدولة».ويلتقي هيل اليوم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى